طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل التاسع والعشرون - بقلمي منى سليمان
* عرس *أعطى مفتاح سيارته إلى أحد زملائه بعد أن طلب منه توصيلها إلى مقر الإدارة ثم اتجه صوب سيارتها وانطلق إلى منزلها... كانت هادئة تماماً على غير عادتها فشعر بالقلق عليها وهتف بصوت دافئ
- مالك؟
أبعدت أمل رأسها عن زجاج السيارة الذي كانت تستند عليه ثم نظرت إلى حسام وأجابته بصوت كساه الحزن والألم
- زعلانه من الدنيا وناسها اللي قلوبهم مبقاش فيها رحمة، شوفت جبل الفلوس اللي شفناه بيقولنا أن العصابة قتلت ناس كتير أووووووي
شعر بغصة في قلبه إلا أنه لم يظهر ذلك بل أوقف السيارة على جانب الطريق وتحدث مازحاً
- لا أنا مش واخد على هدوئك يا شكل، كده هأخدك لاقرب مستشفى علشان أطمن على قواك العقلية
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها سرعان ما تلاشت عندما أوقف المحرك تماماً ثم ترجل من السيارة واتجه صوب بابها وفتحه قائلاً بهدوء
- يلا أنزلي
مد لها يده فوضعت كفها بداخل كفه وترجلت هي الأخرى فاصطحبها في نزهة سيراً على الأقدام لتلقي بحزنها داخل مياه النيل... كان يشاكسها تارة ويتحدث إليها بجدية تارة أخرى فنست بقربه حزنها كما نست الزمان والمكان
*****************
مضت أيام تلتها أيام وحل الربيع بقلوب البعض بينما قضى البعض الأخو أسوأ أيام حياته
*رفضت والدة منيرة استلام جثمانها فلم تكن تعلم بكل جرائم ابنتها فقررت إدارة السجن دفنها بمقابر الصدقة*
*تم ترحيل عادل إلى سجن المزرعة استعداداً لمحاكمته بعد أن تم إثبات التهم المنسوبة إليه، كما تم إلقاء القبض على جميع أفراد عصابته وتم حبسهم جميعاً على ذمة التحقيقات*
*انفردت أمل بنشر تفاصيل القضية باعتبارها الشاهدة الأساسية وتسابقت القنوات الفضائية والإذاعات على إجراء مقابلات معها*
*لازم حسام المشاكسة التي سيطرت على عقله وتفكيره أينما ذهبت فقد خشى أن يصيبها مكروه أو أن يقوموا بقتلها قبل جلسه النطق بالحكم*
*كان أمجد يصطحب حنين إلى الجامعة صباح كل امتحان ليشجعها وانتظر بفارغ الصبر انتهاء الامتحانات ليأتي يوم الخطبة وعقد القران*
*أما أمير فانشغل طوال الوقت بتجهيز عرسه الذي سيقاوم بعد انتهاء امتحانات وعد بثلاث أيام *******************
بمنزل سوسن...
علّا صوت الموسيقى في أركان المنزل كما علّا صوت الفرح... وقفت أمل عن مقعدها ثم جذبت وعد لترقص فالليلة هي ليلتها الأخيرة في منزل سوسن وغداً ستصبح عروس أمير... رفضت وعد بشدة ولكن مع إصرار أمل وحنين بدأت تتمايل في سعادة فبكت والدتها من شدة فرحتها وما أن رأتها سلوى أحاطت ظهر رمزية بذراعها وقربتها إليه ثم همست في أذنها
أنت تقرأ
طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)
Romanceالمقدمة مضت وهي لا تعلم أي باب تطرق... فقد أُغلقت جميع الأبواب التي طرقتها في وجهها... والآن تغدو وحيدة... غريبة... شريدة ... تساءلت في نفسها هل هي نهاية الطريق أم أنها البداية... يا له من قدر جعلها هكذا... تمضي ولا تعلم إلى أين تذهب أو إلى أي باب...