طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل الثامن والعشرون - بقلمي منى سليمان
* فستان زفاف *كبرت يا أمي وتذوقت نكهة الفراق...
أحدهما فراق حبيب والأخر قريب...
ولكن يبقى الفراق فراق..
ذات الألم..
ذات الوجع..
ذات السؤال..
متى تعود؟....خطت وعد تلك الكلمات بدفترها وشردت في عالمها الخاص فبالرغم من مرور سبع أشهر على وفاة أبيها وشقيقيها إلا أنها لم تتوقف ولو لليلة عن الحنين لرؤية مصطفى وعبد الرحمن... انتبه أمير إلى شرودها فترك مقعده واقترب منها حتى استقر إلى جواها وأكمل شرحه فعادت إلى أرض الواقع... وبعد مرور ما يقارب نصف الساعة أنهى المحاضرة وجمع أشيائه ثم وقف خارج قاعة المحاضرات في انتظارها فقد كانت تتحدث إلى زميلاتها وما أن انتهت وودعت حنين، اقتربت منه والابتسامة التي يعشقها ترتسم على شفتيها ثم هتفت برقة
- أنا جاهزة
- قدامي يا هانم ولينا عربية تلمنا ونتحاسب فيهاأسرت ابتسامتها واصطنعت الغضب ثم تساءلت: هو أنا عملتلك حاجة ولا هي تلاكيك وخلاص؟
- لا مش تلاكيك بس حضرتك قاعده سرحانه في المحاضرة، يلا قدامي
مضت برفقته إلى السيارة وركبت إلى جواره فمال عليها بشدة وسرق قبلة من شفتيها وبمجرد أن ابتعد عنها ضربته بخفة على كتفه وقالت بدلال
- بطل قلة أدب بدل ما حد يشوفنا
- عادي أنتي مراتي وكلها شهر بالظبط وتخلصي امتحانات وهخطفك في بيتيغمز لها بمشاكسة فتوردت وجنتيها خجلاً ما جعل الربيع يسري بداخله فكم يعشق خحلها وارتباكها وهي إلى جواره
******************
أمام الجامعة...
كانت تنظر إلى ساعة يدها بين تارة وأخرى والغضب يتملكها فقد تأخر كعادته ولكن تلك المرة قررت تأديبه حتى لا يكرر فعلته... لم تمض سوى دقائق قليلة حتى أوقف سيارته وترجل منها ثم اقترب منها وقال كعادة كل يوم- أنا أسف أسف أسف أسف
توقف عن إكمال اعتذراه المعتاد عندما رمقته بنظرة نارية لم يعتادها فابتلع ريقه وأردف مازحاً
- أنتي قلبتي زي ريا وسكينة كده ليه؟
- أسكت يا أمجد بدل ما أفرج عليك الجامعة وضواحيها
- يا ساترقالها ثم عاد إلى سيارته وفتح لها الباب فدلفت وأغلقت الباب بعنف فردد بخفوت
- العربية ذنبها إيييييييه؟!
ركب إلى جوارها ثم قرر تلطيف الأجواء فأمسك كف يدها استعداداً لطبع قبلة على باطنه إلا أنها سحبت يدها وقالت بحدة وصوت عال
- بص لو هنكمل حياتنا تتأخر وتعتذر يبقى من أولها كل واحد في حاله أصلاً كلها قراية فاتحه فخلينا نفضها من أولها
أنت تقرأ
طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)
Romanceالمقدمة مضت وهي لا تعلم أي باب تطرق... فقد أُغلقت جميع الأبواب التي طرقتها في وجهها... والآن تغدو وحيدة... غريبة... شريدة ... تساءلت في نفسها هل هي نهاية الطريق أم أنها البداية... يا له من قدر جعلها هكذا... تمضي ولا تعلم إلى أين تذهب أو إلى أي باب...