طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل الخامس والثلاثون والأخير - بقلمي منى سليمان
* طريقي بقربك *
الحب يا حلوتي ليس كلمة من أربع حروف... الحب نظرة سرقتني من نفسي... فابتسامة نسيت بها نفسي... فاعتراف أخبركِ فيه أنكِ أقرب لقلبي من نفسي...
***********
في السابعة رجل جميع من بالغرفة وبقت بمفردها في انتظاره، كان صدرها يعلو ويهبط لشعورها بالسعادة والارتباك في آن واحد، فأغمضت عينيها لدقائق وتذكرت المرة الأولى لرؤيته وتذكرت كذلك اللحظات التي مرت بقربه إلى يوم اعترافه... ارتسمت ابتسامة على شفتيها وهي مازالت مغمضة العينين ثم عادت بذاكرتها إلى شهرين عندما تبرعت بدمائها من أجله وشردت كذلك في نظراته ومشاكسته لدرجة جعلتها لا تنتبه لدخوله... اقترب منها وابتسامة ساحرة تزين ثغره فطفلته تبتسم وهي مغمضة العينين فيبدو أنها تتذكره، شعر بالسعادة واقترب أكثر وأكثر حتى استقر أمامها ثم مال على شفتيها وسرق قبلته الأولى لكنها لم تبادله إياها بل فتحت عينيها بفزع وتراجعت عدة خطوات إلى الخلف ثم وضعت يدها على قلبها وقالت
- خضتني
كان كالمغيب لا يسمع ولا يعي أي شيء سوى سحر عينيها فهو يعلم جيداً أنها جميلة ولكن اليوم زاد جمالها في ثوبها الأبيض وحجابها الأبيض مع التاج الصغير الموضوع فوقه فبدت كالأميرات أو بالأحرى كالملائكة... اقترب منها مرة أخرى وأحاط خصرها بذراعه ثم قربها منه بشدة ونظر مُباشرةً إلى عينيها فبادلته نظرات العشق وظلا هكذا حتى قطع أحدهم سحر اللحظة عندما طرق على باب الغرفة فابتعد حسام عنها وقال بغيظ
- أدخل
دلف أمير وكاد أن يتحدث إلا أن جمال شقيقته جعله ينسى ما جاء لأجله فاتجه نحوها ثم طبع قبلة على جبينها وهتف
- مبروك يا عمري
- الله يبارك فيك يا حبيبيتلألأت الدموع داخل مقلتيه وتمنى وجود والده إلى جواره، لكنه لم يرغب في بكاء شقيقته فأسر دموعه ثم أدار جسده إلى حسام وتحدث مازحاً
- قولت هسلم عليها وأخرج وأديك بقالك ربع ساعة بتسلم، يلا هوينا وأنا هجبها وأجي
- الله يسامحك قطعت علينا لحظة رومانسية ما بتتكررش كتير، أصل أنا وأختك زي ما تقول كده غرام وانتقامضحكت أمل على جنونه ومر شريط شجارها معه كشريط سينمائي إلا أنها عادت إلى أرض الواقع عندما استمعت إلى شقيقها يقول
- طيب فكر بس تزعلها وأنا أجي أخنقك
وجه حسام نظراته صوب أمل ثم غمز لها وهتف: أمل بقت كل عمري ودمها بيجري في دمي مستحيل أزعلها
أنت تقرأ
طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)
Roman d'amourالمقدمة مضت وهي لا تعلم أي باب تطرق... فقد أُغلقت جميع الأبواب التي طرقتها في وجهها... والآن تغدو وحيدة... غريبة... شريدة ... تساءلت في نفسها هل هي نهاية الطريق أم أنها البداية... يا له من قدر جعلها هكذا... تمضي ولا تعلم إلى أين تذهب أو إلى أي باب...