حلقه(15)

16.7K 549 57
                                        

حلقه(15)
مِن "جَـمِـيـلـتِـي مَـاسَـه"
--
(ماذا تشعُـر!؟ لا اشعُـر سِوي بأن قلبي كـ كِقطعـه زُجاج مُنكسِـره لأشلاء وحُبـي أصبح الرمـاد الذي هُـو بقايا للنار التي تنهش بداخِـلي.
او بالأصح انا لا اشعُر بشئ، ف انا بعالم الاموات واُقيـم بعالم الاحيـاء، انا حي اثناء موتي.)
--
إتسعت حدقه عينيها بخوف ورهبـه مِن روؤيتها للرؤوف للمره الثانيـه، تراجعت للخلف بخوف وهـي ترمش عِده مرات ، وتتذكر تِلك المره التي هجـم عليها بها وكاد ان يتقرب مِنها ، إصطدمت بالحائِط لتراه إقترب مِنها واردف بنبره مُشمئزه:
-ما بقتيش تنفعي خالص، بشغرك ال وقع كُله دا 

اولاها ظهره مُسترسلاً:
-ليث خلاكِ ما تنفعيش، بس يلا هعمِـل بيكِ أي مصلـحه ..
إلتفت ليمسكها ويُـغادِر، ولكِنهَ تلقـي ضربـه قويـه علي مُقدمه رآسه (جبينـه) جعلتهُ ينزف الدماء بغزاره ويصرُخ مُتألماً ليقـع بعدها أرضاً يصرُخ، وقفت هي جانباً تبكـي بحُرقـه وخوف، الي ان بثت لنفسها الأمان والشجاعه، وإرتدت قُماشـه خفيفـه تخفي رآسها الأصلع، وتنهدت بدموع ثُم فرت هارِبـه إلي الخارِج قبل مجيئ الليث مره اُخري.

بالفعل بمهارتها وخفه وزنها إستطاعت الخروج مِن نافذه الشقـه التي تؤدي نحـو الأسفل لان الشقـه بالدور الثانـي، ف بذلك يُسهـل عليها النزول للأسفل، توقفت وهـي تلتقِـط انفاسِهـا المُتلاحِقـه الي ان رآت تاكسي يقترب مِنها، لوحت بيديها اليهِ الي ان توقف لتدلف للداخِله، ليُردِف السائق بهدوء:
-علي فيـن يا آنسه ؟
صمتت قليلاً ثُم اردفت بدموع:
-محطـه قطر الصعيـد ..
ثُم إستندت برآسها علي زُجاج السيـاره واردفت بندم:
-ياريتني سمعت كلامك وما هربتش يابابا .. علي الاقل مِش هكون خسرت واتعذبت كدا ..
--
وصل أسد حيثُ الشقـه التي يستأجرها اخاه حتي يطمأن عليهِ فهو لم يُجيب علي مُكالمـاتِـه، دلف الي الشقه لينظُر للشقـه بإستغراب مِن الدماء التي تُغرق الأرضيـه، بالاضافه للباب الشقـه الذي كان مفتوحاً علي مصارِعـه، نظر حولـه يبحث عن احد لم يري ف قال بصوت عالي:
-ليث .. ليث .. داده خديـجه.
ولكِن لا حياه لمن يُنادي، رآي خديجـه تأنْ بضعف وهـي مُلقـاه جانِبـاً، إقترب مِنها بفزع وظل يهزها وهـو يُردِف:
-داده خديجـه فوقـي ارجوكِ ما تقلقنيـش عليكِ.

امسك جواله واجري إتصال بالطبيب ليأتي ويطمئن علي خديجه، بعد نصف ساعه وصل الطبيب وقام بالكشف عليها حتي اردف لاسد بهدوء:
-فيـه حد ضربها علي راسها جامد يا اسد .. والضربه كانت قويه خلتها تفقد الوعي ودا للاسف هيؤدي للوفاه لو ما ودتهاش المُستشفي وحالاً تعرف مين عمل كدا وتبلغ عنه ..
ملس اسد علي غُره رآسه بضيق، ثُم إتصل بالاسعاف وتم نقلها الي المشفي ..
--
ظلت تُحاول الأتصال بهِ مِن اجل الإستفسار علي شئ، ولكِن لا رد الي ان اجاب باخر مره ولكِن بصوت حزين مهموم:
-الو يا مها ..
عقدت حاجبيها بإستغراب، ف هي أعتادت مزاحَه وحديثـه الهادِئ:
-انت كويس يا استاذ اسد ؟
اردف اسد بضيق:
-لا مش كويس .. ينفع تيجي، انا محتاجلك ؟
اردفت مها بنبره حاده:
-إلزم حدودك يا اسد بيه .. انا مِش اي واحده علشان تقولي محتاجلك انت مُجرد عميل، وياريت نتكلم ف حدود العمل ..
اردف اسد بعشق جارف:
-لو كُنتِ وافقتي تيجي كُنت هرتاح بس قلبي هيحس انه اختار ال مش هتقدر تحافظ علي بيتي وولادي، لكن برفضك زدتي وغليتي ف عيني .. إنتظريني عن قريب يامـدام اسد الميناوي ..
اغلق الهاتف ف إبتسامه وقبله بحنو جارف ، ف حين ظلت هي فارغه الفاهه تستوعب حديثه الذي قاله للتلو .. لم تفعل سوي الإبتسامَه التي جاءت بقلب ينبُض بعشق جديد ؟
--
-حمداً لله علي سلامتك مِستر هـادي.
قالتها إحدي المُمرضـات بمياعـه، ف حين هزت رِحاب قدمها بعُنف ثُم اردفت بغضب:
-خلاص يا روحي اتفضلي انتِ بقا .
بالفعل غادرت الفتاه وهـي تنظُر لهادي بجرآه ، بادلها هو الإبتسامه ليجعل رِحاب تزداد ضيقاً .. ف حين لم يتلقي سوي ضربه قويـه علي اكتافـه ، اردف ببرآه:
-ايه بس يا حبيبتي ، هـو انا عملت حاجه ؟
اردفت رحاب بعصبيه:
-انت هتستعبط ، والغزل الصريح ال كان مِن شويه دا ايه ..

جَـمِـيـلـتِـي مـاسَـه(مُكتمِلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن