1

4.9K 58 4
                                    

بالسودانالخرطُوم - بَحري :فِي غُرفةٍ إختبأت من صخبِ الحفل.. يُسمَع فيها صوت المُوسيقَى وتبريكاتُ الأهل و الأحبّة.. وزغاريدُ الأمهات، بُكاء الأطفال، والأحاديث الجانبيّه بين كُل إثنين ، زواج تِلك البسيطه، من العائله مُتوسّطة الحال، من ذلك المِليونير الوَسيم، كيف ولِمَ.. يُسمع كل ذاك الصخب وكأنه طَنين حشرَه..تُرِكت تلك العرُوس بِـ "تُوبها الأحمر".. في تلك الغرفه التي قُلِبت رأساً على عقِب جرّاء تجهيز العروس بِها.. تجلس الآن وحيده ، تِقف على رمش عينَها دمعه، ابَت ان تسقُط.. عيناها اللّوزيتَان. بِلون العسل.. يحملان حديثاً مُخبأ عرُوس الـ 22 عاماً ،تُعاني الحزن في ليْلة زِفافها؛اخبروها انها لا تملك الوقت الكافي لـ تعيش بُؤسها المفاجئ بعد العُرس.. ألبسوها الاحمر إستعداداً لـحفلة "الجرتق" وتروكها بِمفردها برغبةٍ منها..رحمة : عملتِي في روحك شنُو يا رحمَه ! لأ، لأ دا ماحصَل، دا كابوس.. أكيد كابوس تأخذها ذاكِرتها بإرغام، إلى ذلك اليُوم الذي سبَق الزواج بإسبوع:*أيمن : قُلتي شنو يا ، فاطمه؟رحمة : رحمَه، إسمي رحمهأيمن : عفواً ، قُلتي شنو يا رحمه؟.رحمة : د. أيمَن شوف، انا بحترمك.. وبحترم مُصارحتك لَي بحاجه زي دِي، بس أنا آسفه ما بقدر اعمل كِدا!ايمن : كُنت متوقّع، يعني.. في زول في حياتك؟ ما من باب التطفُّل بس. .تُقاطعه : لا!، أرجوك تفهمني انا شايله الفكره من بالي.. نهائياًيبتسم بسُخريه:ايمن : بس أبوك ادّانا كلمهتُقطّب حاجبيها في غضب : افهم من كِدا انك بتلوي يدّي!!يقترب حتى يجلس على حافّة الكُرسي، واصابع كفّه تحتضن بعضها لتكوّن كلمة "أصبري"ايمن : يا ف.. رحمه! انا ماقصدي كدا خالص، أفهمي إنو مشكلتي زيّك، وماعاوز الموضوع دا يتِم.. وحياتي مافيها زُول ولا مُؤمن بوجود العلاقات عشان اكوّن علاقه، وما اي علاقه؛علاقة زواج! لأ وبالغصب؟، أفهميني.. انا واحِد مُجبر عندي خيار واحد.. صارحتك عشان نبقى على نُور.. طالب مِنك تبقي زوجتي بالإسم؟ ما أكتررحمة : مُجبَر؟يتنهّد..أيمن : أيوه مُجبَر.. أبوي وأبوك.. عمّ حامد أصحاب من زمان، هو فوق ما إنو عاوز يعرس لِي مختار العروسه.. انا ماعاوز ارفض لأبوي طلَب، ولا عاوز وجع راسرحمة :إنتَ جايب البرود دا من وين! زوجتي بالاسم، وماعاوز وجع راس، بتتزوّج انتَ ولا بتشتري في خروف!أيمن : العفُو مِنّك ما..تُقاطعهُ وتكمِل : انا آسفه، طلبك ماعندي، صاح ما شاغل فِكري الموضوع دا ومُستبيعه فيه.. بس كمان ما لدرجة اني اتزوج كدايتنهّد بِضيق وهو يسند ظهرهُ إلى الكُرسي : آخر كلام؟تنهض وهيَ تتحدّث من بين اسنانها : لسّه بيتعامل على اساس بيشتري في خروف! ، أيوه آخر كلامينهَض بإبتسامه بارده متوجهاً إلى الباب : على كُلٍ رفضك مُفيد برضو.. لو وصل لأبوي حيصرف نظَر "يفتح الباب" عن إذنِك.. رحمة : يا أبوي ا..يُقاطعها بصوت غاضِب : من بتين عندنا بنات يحبّو وماعارف شنو عشان يعرسّو!إسمها مودّة ورحمه ودي بتجي بعد الزواجرحمة : بَس يا أبوي انا..حامد : أسمعيني هِنا يا رحمه، وافهمي كلامي دا، غير عمّك عبدالله ما بَناسب. الكلام دا مُنتهي وانا ادّيت فيهو كِلمه. * تُفيق من شرودها على صوت طَرق الباب، تمسَح الدموع العالِقه بِعينها وهيَ تنهض : أدخل..تدخُل بحيويّه، وسعاده غامِره، تلك الأخت التي يكاد الفرحُ يهطل مطراً من عَينها : رحممه! حبيبتي انتي لسّه قاعده! يلا يلا النّاس مُستنيينكتبتسم إبتسامه باهته لـتُجاري شقيقتها : تمام يلّارنيم : استني استني، كأنو الكُحل سايح! يا ربي منّك يا رحمه، استنيتتوجّه لـ"الكُومودين" تُخرج منادِيلاً وكُحلرحمة : رنيم، عايني اسمعينيرنيم : هُس خليني اظبطُو ليكتزفر بإستسلام : طيّب. * داخل صخب الحَفل، وحَشد المعازيم :ميساء : تسنِيم.. بِت توتهتُفيق من شرودها : هاه، أيوه!ميساء : اللي شاغل بالَك..تضحَك : مافي حاجه شاغله بالي بس العين تحبّ الجمال، انتي شايفة كميّة الهناي الشايفااهُوتضرب كَتفها بخفّه : ماشايفة ومادايرة أشوف، يختي كُل واحد وواحده في العيلة دِي رافع نخرتو في السّما على شنو ماتعرفيتضحك بإستنكار : ماعارفه على شنو؟ على كل حال يعني كنتي عاوزه تقولي لَي شنو؟ميساء : رحمه دي مـش كأنها اتأخّرت! خايفه تكون عملت في روحها حاجهتسنيم : وااي من مَيسا وتفكيرها السوداوي! ماتخافي رحمه أعقل من كدا، اعقل منّكميساء : جات جات جات

مسطر و مكتوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن