3

2.2K 32 0
                                    

الخرطومتجلس امام المِرآه، كفّيها بين كفَيّ والدتها الجالِسه بِجانبها، تُحاول ان تُدفيء نفسها.. تتمنّى لو كان باستطاعتها اخذ هذا الدّفء وصاحِبته في حقيبة السفر، تخاف من المجهُول .. من زواجٍ مُتّفق عليه.. خاضتُه بكامل رغبتها، يُربكها ذلك المليونير الهادئ.. او البارِدتضَع ميساء لمساتها الاخيره على الميك أب، بينمَا جمعت تسنيم خُصل شعرها لتكوّن كعكه، وهمّت بإلباسهاماجده : مُش كان تلبسي تُوب يابتّي افضل؟رحمة : لالا يا امي، ما برتاح فيهُو.. الفستان أستر لَي ومريحهل كانت على صواب عِندما وضعت توقيعها لِخوض تلك التجربه الغريبه، ما الذي تعرفُه عنه؟ عن عائلته التِي لم تأتي لتوديعهم حتّى الآن... هيَ لا تعرف ما الذي دفعها للإستسلام ، والقبول دونَ جدل مهلاً ، هل أعيد حساباتي الآن توّاً ؟ تبتسم هازِئه من نفسهاتُفيق من دوّامة افكارها، على حُضنٍ يحتويها وصوتٍ باكِ- مسافره فايتاني لـ منو يا رحمه يابتّي..الخرطوم - كافُوري :بِفيلّا شامِخه رغم قِدَمها، تُظهر الشمُوخ وتُخفي العِتيّ ،كـ اصحابها ؛ساميَه، سيّدة المجتمع الراقيِ :ساميه : عبدالله، مُجرّد ما ينتهي مشروعَك دا حتنهي المهزله دياجاب وهوَ يتثاوب : قصدِك شنوساميه : قصدي واضح زي وضَح الشمس دِي، انا ما حَ اقبل بالبتّ دي كنّه للبيت داعبدالله : ساميَه، خُتي في بالك انو البربطني بِي حامِد خوّة زمَن طويل، ما مصلحَه واكِل عيش بسساميه : خوّتكم تبلوها وتشربو مويتها، دا ولدي الوحيد يا عبداللهعبدالله : و ولدي زي ما هُو ولدِكساميه : عبد الله قوم على حيلك وكلمني زي ما بكلّمكعبدالله : انا تعبان وداير انومساميه : الساعه 7 تنُوم ليها شنو!عبدالله : طبعاً ،ما انتي مُرتاحه الحبه ما بتعمليها، وانا من تجهيزات العرس لي اجراءات السفَر، عليك الله اطلع من راسي خليني اغمِد لَي ساعه كان ارتاحساميه : كِدا يا عبدالله، كويس.. * مُذ ان هبطت الطائره على ارض اسطنبول، والدهشَه تحمل ناظِر رحمه وتحُومُ بها في ارجاء المطَاررحمة : لو المطار كدا ! برّا حيكُون كِيف؟يتجاهل حديثها مُجيباً على الهاتفِأيمن : ايوه يا نغَم، معاك، داخلين على الصاله، تَمام، اوك.. بايتعُود لـ تتأمّل المكان بإعجابٍ مُطلَق؛رحمة : عاوزَه اتصوّر هِنايتقدّم باتجاه الصالهأيمن : ما وقتُوتتبعُه بضجَررحمة : بارِد.****تلوّح نغم بيَدها؛نغم : ايمن، هِنا هناترتسم ابتسامه عَعريضه على شفتيه، يُقبل عليها ويُعانقها .. عناقُ شكرٍ على مجيئها لإستقباله، لكنها بادلته العناق بشوقنغم : نوّرت إسطنبول ، وتركيا كُلّهايُجاملها بابتسامةايمن : نورِك دا..تنظُر خلفه.. لتَرى تلك السّارحة بعيداً، اذاً هذه هيَ عروسُ الغفله؟ تعقد حاجبيها في استنكار : مين دي يا ايمن؟أيمن ءء؛ دِي رحمَه، مر.. تمُد يدها مُصافِحه ،مقاطعةً حديثهُم ، تعرّف عن نفسها بِنفسها، أن تكونِي تابِعه لشخص أمر مُهين بعض الشَيء، لابُد ان تُحافظي على كيانِك بعيداً عن ايطار الزواج.. يجب أن تتمسّكي بإسمك.. بدلاً من قَول؛ زوجة فُلانرحمة بإبتسامه : رحمَه.تُبادلها المُصافحه :نغم : اتشرّفنا.. طبعا يا ايمنً حتجِي معاي، ماما وبابا ومازِن مُستنينَكيبتسم مجامِلاً:ايمن : انا بقُول لو ننزل في فُندق نغيّر ونرتاح.. ولا رأيك شنو يا رحمه؟رحمة : امم.. مامُشكلهتنطِق بغَيظْ:نغم : طيّب بِراحتك.. بس لازم تجينا المسَاايمن : أكِيد اكيد..تُعانقهُ مودّعهنغم : باي.ايمن : بايتُحدّق رحمه بِكل ما يحدُث، بِصمت تام، تنطق اخيراً باستسفار : هِي ليه بتقُول إنتَ ، ومُستنيينَك و، بتتكلم بصيغة المُفرَد ليه يعني؟لا تجِد منهُ رَد، تُردف:رحمة : دا عَ اساس اني كيس جوّافه يعني !يُقطّب حاجبيْه في تملُّل : يلا يا رحمه التَكسي واقف برّايهروِل متوجهاً الى المخرج، تتبعه بآليّه .الخرطُوم - بحرِي :بِذلك ال"حوش" الكَبير.. حيثُ كلّ ركنٍ فيه يحمل دفء، وأمان.. اختبأت في إحدى اركانهِ " راكُوبه " ، تنمّ بالخَير والسلام ..تجلس تِلك الجدّه :حبوبه : يابِت مالك مالكالطفله : ياحبُوبه عاوزه امشي الدُكانحبوبه : التّجي امك تتفاهم معاك زحي من وشي كدي ولّا كديتخرُج متذمره : يوووهتدخل مَيسا عبر ال"حوش" الكَبيرميساء : بطّه، مالك قالبه خلقتكالطفله : حبوبه ابَت تخليني امشي الدُكانميساء : عايني انا جبت ليك معاي شنُوالطفله : حلاااوهميساء : يلا شيليها وامشي اقعدي رايقهالطفله : حااضر .حبوبه : ميسا يابتّيميساء : أيوه ياحبوبه*تدخُل الى الراكوبه*ميساء : حبوبه، اصبحتي كِيفحبوبه : الحمدلله يابتي ماعندي عوجَهميساء : الحمدللهحبوبه : اها بت ماجده سافرتميساء : اي واللهحبوبه : يحليلها يخواني، حتفرق معاي شديدميساء : كُلنا والله، وماشفتي خالتي ماجده، حالتها صعبهحبوبه : كُر عَليّ يايما ، كلنا والله ما متعودين نفارق الرّحمه بتيميساء : يلا كُلها اسبوعين وترجعحبوبه : اسبوعين؟ اجي مُش قالو شهر كامِلترتبِك : ءء.. ماعارفه واللهِ ، انّخش اغير واجي اخُت الفطورحبوبه: عاد يا يما انتي تتباركِي، زوول سائل في فطور البيت دا مافي بس إجو جاريين ياكلو لي رقبتهم ويطيرو يمرقوتضحَك بِخفّه ..

مسطر و مكتوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن