الخرطُوم - بحرِي : نسَج الظلام خيُوطه ، وحلّ الليْل.. يجلسان بجوار بعضهما ، يتدفّق الحُب من عينيْه شلالاً وتحمرُّ من فرط الحياء ميساء : الجبنَة حتبرُد فارس : نكُب غيرها ميساء : فارس فارس : رُوح فارس من جوّه تبتعِد عنهُ قليلاً وتعلّق نَظرها بِه : فارس، انتَ عاوزني بالجّد؟ فارس : لالا بلعَب بيك ميساء : فارس انا جادّه فارس : انتي عواليق؟ وطالب يدّك من حبُوبتك عشان شنو حيكون؟ ميساء : يا فارس ياخ انا ، انت عارف انو حبوبه اوّل زول حيوافق بيك ويشجعك، ما هُو اعز الوِلد ولد الولد ، لكن أمي يا فارس فارس : مالها خالتِي آمال ميساء : أُمي زوله أستاذه ، شافت في الدنيا دي كَتير وقليل ، وعاشت بِي راجل وبلَا راجل ، الحاجه الوحيدة الباقية عليها في الدنيا دِي انا ، ماعندها غيري، و ما حتفرّط فيني بسهُوله فارس : ميسا؟ انتي شايفة كُونها تقبَل بَي يبقى تفريط ميساء : ياربي يا فارس لا طبعاً ما دا قصدِي فارس : لا قصدِك ميساء : أسمعني يا حيوان انتَ ! اسمَع.. انت لسّه ما مسكتَ شُغل ، ايوه عارفة بِي شهادتك وقريب حتتوظّف، بس امي دايرة ضمان ميساء : هي امك حتشتري راجِل ولا بنك ميساء : فارس انا جادّة فارس : وانا زاتي جادّي، ما تخافي انا ما حَ اطلبك ايد ورا وايد قدام ، ح اجيك مالِي هدومِي تبتسم بحيرة : بس.. فارس : ما تبسبسي لَي.. شيلي الموضوع دا من بالك حلُّو عندي ، عايني فيني تنظُر اليه بإهتمام : - اها؟ يَطبع قُبله دافِئة وسَط خدِّها ، تبتسم في خجَل ، يهمِس : الليلة القمَر اتنين عشان انتي طالَعه و شايفِك، ومالي عيني منّك ميساء : طيب يا عمّو نزار قبّاني خلصت قصيدتك؟ يضحَك بخفّه : لسّه يا ملكةْ قلب نزار ميساء : قُوم دردِق فارس : ادردق عدييل ! ميساء : أيوَن فارس : عشان؟ ميساء : فارس الساعه ماشّه على 10 ، اكِيد ناس حبُوبه راجيينَك يتأفّف : طيب طيب.. قايِم ينهَض ، يهروِل الى الباب، تلحقه : عمو نزار عمو نزار ! يسنِد رأسه الى حافّة الباب بعد ان فتحهُ : عيُونو تبتسم : تصبَح على خير يرفع كفُوفه داعياً : و انتي من أهلِي ياا رب . * الخرطُوم - في الطّريق : ماجدَه : واللهِ يا حامد انت على نيّاتك ساي رنيم : يا ابوي المرَة ترمي في الكلام زي البتطرُد فينا ! حامد : وليكُن.. ماعندنا ليها حاجه كان بقَت كعبه لي روحها وان سمحه لي روحها ماجده : يا قُولَك رنيم : ابوي تلفُونك بضرَب حامِد : الو السلام عليكُم يأتيه الصوت هادِئ : أبوي حامِد بنبرَه مُتلهّفة : رحمه، بتّي ماجده : رحمه!! اديني اكلّمها، اديني يا حامِد رنيم : انا اوّل انا اوّل يأتِي صوتها ضاحكاً بخفُوت : اشتقت ليكُم كلكم حامد : واحنا اشتقنا ليك يا بتّي، طمنينا عامله شنو مع راجلك ان شاء الله مرتاحين هناك رحمه : الحمد لله.. ما علينا عوجَه، اديني امي اسلم عليها حامد : هاك ماجده : رحمه، حبيبة أمك، فُتي مسختي علينا البيت و قعادو يا بتي - أمي، اشتقت ليك واللهِ ، ازيّ صحتك طمنيني رحمة : انا بخير أمي ، انتي كيف صحتك ماجده : الحمد لله ، الحمد لله ماجده : ادّيك اختك دَار تكلمك ؛ هاك رنيم : ألوو، رحمَه رحمه : رنّو، حبيبتي اشتقت ليك رنيم : انا زاتي اشتقت لييك طولتي يااخ رحمه بضحكه : انا ما تمّيت يومين يابت رُوقي -رنيم : تعالي سريع ياخ رحمه : وانا واللهِ اشتقت ليكم.. ان شاء الله الرجعة قريب.. حامد : رحمه يابتي، ايمن جمبك ...تنظُر إليه، يُشير لها انه لا يريد التحدث : ءء.. هو طلَع حامد : خلاص نلاقيهو مره تانيَه ان شاء الله.. يلا ما نطوّل عليك رحمة ان شاء الله اكلمكم بكرا.. يلا في امان الله. الجميع : في امانة الله . اسطنبول - بالفُندق : تُغلق الخَط ، تمدّ الهاتف له : - اتفضّل ، شكراً يتناوله منها، يكاد يخرج، يلمَح لمعة عيْنها : م.. مالِك؟ تدفن وجهها بين كفيْها : اشتقت ليهُم يجلس بجانبها، لا يَدري ما يفعل : انا بغِيب عنهم بالشهُور وما بحسّ اني مشتاق ليهم، انتي ما تميتي يومِين لسه تنظُر إليه باكيَه : انا ما بعرِف ، لو ما صحّتني رنيم بي كواريكها وازعاجها يومِي بكون ناقِص ، ولو ما نادتنِي أُمي اسوي معاها الفطُور ولا ترسلني لِي جيراننا اجيب منّهم دَكوة يومي بكُون ناقص.. حتّى مُحاضرات أبوي الطَويله عن إنو البسعَى فيهو دا كلام فاضِي.. شُغل شنو؟ المرَة غير بيتها مالِيها مكان ، حتى دا بنقّص يومي كان غاب لا تَرى حاجباه المُتلاقيان في إنسجام اثناء حَديثها ، تُكمِل :رجمة : عارِف ؟ الليلة صحِيت على مهلي، استغربت من انو الساعه 10 ،كيف رنيم خلّتني نايمة دا كلو؟ بعدين استوعبتَ انا وِين ، اكِل السُفرة الطويلة في صحَن براي ما شبّعني، طربيزتنا الصغيرة وصينيتنا احلى، صحَن الفُول بِي زيت السمسم وعِيش من الفُرن يجيبُوه الشفع الصغار جاريين .. وقعدة ميسا وتسنيم بعد العصُر في حوش ناس حبوبه ، *تبتسم* لماخالتو امال تجِي تهرشنا : قُومَن اقضَن ليكن شغله غسّلن العدة دِي !
وبعدين أمِي تجي توجّه : الشعر دا ما بلفّوهو اليوم كلو يا رحمَه انتي وتسنيم، ابقَن زي ميسا دِي ضفرنّو خلنو يشم الهواَ ،