بين نسمات العصر العذبَه , بيُوت الطّين التي تبعث في النفس الهدوء ، وأشجارُ النِّيم المُتدليه هنا وهناك .. مازِن : بلدكُم حلوه رحمة : بسّمُوها حِلّه مازن بضحَكه : اللي هوّ رحمة : ما قُلتَ ليمازن : شنو؟رحمة : الجاب فكرة إنو تشتغل هِنا شنو؟ مازن : مُش انا قلتَ ليك إني ما بحب شغل المكاتب الرُوتيني ، يلّا هنا ماحيكُون روتينيرحمة بإستفسار : ماياهُو نفس الشّي !مازن : لالا ، فِي فرِق ! رحمة : اللي هوَّ؟ مازن : انتي رحمة بإستغراب : انا؟مازن : شُوفتِك كل يوم حتقلّل من حدة الروتين عَليّ تنظُر في الفرغ بعيداً وهيَ تُخفي ابتسامتها الخجِله : أفهم من كِدا إنك جاي هنا عشاني؟ * نغَم : أيوه ، زي ما قُلتَ ليكأيمن : نغم إنتي بتخرِّفينغم : وحياتَك نازِل عشانها ! انت عارف مازن ، من متِين بيعرِف لِي شغُل ومسؤوليه !أيمن : أقفلِي نغم : شنو؟أيمن بعصبيّه مُخيفه : أقفلي الخَطّنغم بخوف : حاضريُلقِي بالهاتف في جَيبِه ويدخل إلى منزل *حبوبه خَديجه* ميساء : أيمن أيمن : نعمميساء : أ .. ما شُفتَ فارس؟أيمن : لأ.يهروِل الى الداخل؛ ميساء لـنفسها : مالُو دا كمان ! مالهم دِيل الليله بسم الله ! ... أمام بَاب منزل *حبوبه خديجه* مازن : رحمة ، استني رحمة : معليش ، نتِم كلامنا بعدينمازن : رحمه انا ما قصدي رحمة : دا ما كلام مُناسب يتقال لِي وحده متزوجَه !مازن : متزوجه بالكلام بَس !ميساء : رحمة؟رحمة بغضَب : انا داخله.مازن : رح..تتبعُها ميساء بـ حِيره * بـ شركة * عبدالله * والِد أيمن؛عبدالله : تشربُ شنو يابُو النسَب؟حامد : ولا حاجه واللهعبدالله : لالا معقُوله ، جِيب لينا اتنين عصير ليمون نروِّق بيهو اعصابنا ، اها ياخُوي نجي للمُهمحامد : موضوع الأولادعبدالله : موضوع الاولاد مُهم ، خلينا في موضوعنا حامد : آي ، أوراقِي جاهزه عبدالله : وانا موثِّق الشيك على عقد البيع ، فاضل أوقِّع بس يبحث بين أرفُف اوراقهحامد : لو ماجاهز نأجلُو ما مشكلهعبدالله بـ حيره : لالا ، دقايق أكلِّم ساميه احتمال نسيتو في البِيت حامد : تمام أُخد راحتَك عبدالله : ألو ،ساميَه، شوفي.. * الخرطوم - بحري :ميساء : أجِيي ! يعني عِرف؟رحمة : وياريتُو ما عرف ! الولد بِقى زي اللُبانه! إستحلى الوضع وكان ختّيت ليهو حد بس يشغلها لَي، ما انتي متزوجه إسِم بسميساء : لكن شكلو..رحمة : شكلو شنو؟ميساء : شكلو مُعجب بيك يا ريمي حيكون شكلو شنو يعنيرحمة : باللهِ ياميساء ما وقتكميساء : الله! قلت حاجه غلط؟ مش براهو قالِّيك انو جاي هنا عشانك مخصُوص !رحمة بتنهيده : قالميساء : اها تاني شنُو عادرحمة : وكلّمني في موضوع تانيميساء : نِعل طلب يدّك؟رحمة : عان التخلُّف ! الله يعوِّضك ياخالتو آمال ، يطلب يدي شنو وانا معرِّسه؟ميساء ببلاهه : ايوه صَاح! اها كلّمِك في شنو يعني؟رحمة بتردد : قال ، إنو ، قال عاوزني اشتغل معاهُو في الشركَه !ميساء بحماس : جاده !!رحمة : وطِّي صوتك ، انا خايفه أقول لـ أيمن والله حاساهُو ماحيوافق ، لكن كمان دي فرصه ، وفي نفس الوقت الولد براهو ماحيقدر يدير شركه كامله ويثبِت نفسو.. يعني مفروض أساعدوميساء : على طارِي أيمن،جا داخِل قالب خلقتُو زي اليوم الأسود! ما انصحك تهبشِيهرحمة : مالو !ميساء : برِيرحمة بعدَم اهتمام : ضربني وبكَى سبقني واشتكىميساء : ضربِك متين؟رحمة : ميساء إختفي من وشّيميساء : ياخ جَد مالكُم ! فارس يفُوت فيني ويمشي زي الماشايفنِي ! وانتو نفس الحكايه قالبين خِلقكم في شنو !رحمة : فارس مالو غريبه؟ميساء : بريرحمة : جااتني فكرره !ميساء : بسم الله ، الله يخلعك فكرة شنو!تضحَك بحماس : اسمعي؛وفي الجهه الأخُرى ؛يجلس أيمن ، يُقلّب كفيْه في توتر وتفكير .. راجياً ان تنقلب تلك الأفكار السخيفه الى أُخرى منطقيَّه ، مخاطباً نفسه : قاطِع مشوار من تركيا للسُودان عشان رح.. عشان مرتِي ! ياقوَّة عينَك!!