وعارف؟ نومة الحُوش احلى من السراير الواسعة والمكيفات المركزيّة دِي .. تصمُت .. يبتسم بدهشَة : كيف حافظة الكلام دا كلو؟ رحمة : يمكن لأنو بعيشو كُل يوم ..واوّل مره افقدُو أيمن : خ.. خلاص ما تبكِي ، عاينِي تنظُر اليه باهتمام بين دموعها، يُكمل : عاوزة تنُومي في الحُوش؟ تبتسِم : هو هِنا في حيشَان ؟ أيمن : ايوه .. تعالِي رحمة : وين؟ - حَ انوّمك في حُوش متوشّح باللون الأسود .. لا يُرى منه سوَى عيناه المُخيفة ؛ - فِهمت يا مدام - والقرُوش زي ما اتّفقنا.. بعد يتِم الفي بالي - تمام - يلا اتوكَّل *الخرطُوم - بحرِي : السّاعه الثانيَة صباحاً ، سكَن الجميع إلى مضجعِه ؛ ماجِده التي غطّت في نومٍ عميق .. مازالت رنيم ساهِره على هاتفها ، والحاجّ حامِد خرَج متوجهاً لـ الحمام ؛شبَح شخص تسلّق الحائِط وهبَط ، توقّع أنهُ خُيّل له ذلك.خطوات تتقدّم إلِيه ، ما لبث ان حاوَل الالتفات، إلا أن الإبرة كانَت أسرع واخترقَت جزءاً من ظَهره .. افرَغ ما بِها من سائل بجسدِه العجُوز ، سقِط ارضاً بعد تأوّهات تكاد لا تُسمع ،لكنّ رنيم فزَعت على إثرها ، رنيم تصرُخ : حراااممميألقى الفاعل بالإبرَة .. وهرَب مُسرعاً ، لحِقت بِه : حرامممييي، يااا نااس بينمَا تسلّق الحائط، هبَط فارس من الحائط الآخر فارس : وينُو!!! رنيم بفزَع : من هناا، نطّ من هنا، الحققو لحِق به فارس في حين انتبهت رنيم لجُثة والدها المُلقاة امام الحمام : أبُووي !!اسطنبول - شاطِئ البحرّ : رحمَه بعَد ان تربّعت وسَط السرير : يعني هُم ناس الفندق عادِي كدا يقفّلو ليك جُزء من الشاطِئ بالحاجات دِي عشان تنُوم فيهو؟يرفَع رجله بعد ان استلقَى، حتّى تُلامِس راحتها سطح السّرير ، والأخرى ممدودَة بأريحيّه : أيوه ، شِي طبيعي يعني بما إنّي ايمن عبدالله رحمة : طيب لِيه رفعة النخرَة دي؟ بإمكانك تقُول ايمن عبدالله بدُون النبرة المغرورة دِي يرفع رأسه عن الوِسادة ،يستلقي على جنبِه الأيمن : انا مغرور؟رحمة : قُول لَي انك ما عارف المعلومة دِي؟يبتسِم : تؤرحمة : طيّب هدَا عرفتها أيمن : عيونك عسليّه؟ تبتسم بإستغراب : ايوه؟يتأملها بصمت ، يكاد ينطِق، يُسكته صوت رنين الهاتف تستلقِي وتتوسّد الغطاء الأبيض المحشُو بالقُطن، تغمض عيناها وتهمِس : تكُون ست الحسن والجمال ما عِرفت تنوم واتّصلتايمن باستغراب : رحمَه رحمه : نعم أيمن : دا رقم أبُوك؟ تنهَض في فزَع : أبوي؟؟ ايمن : ما عارف ، رقم سودانِي و ما مسجّلتقترب وتتناول الهاتِف : أيوه هُو !! ، ألو؟؟يأتيها صَوت رنيم المُرتبك: رحمَه، ابوي وقَع فجأة و.. احنا في المُستشفَى رحمة : شنُو !!!! أبوي مالُو؟؟ ابوي مالو يا رنيم!! رنيم : ا.. اهدي، اهدي يا رحمَة ، ما توتريني اكتر والله اعصابِي تِلفَت ، في، في حرامي جَا و، ما عارفين لقينا ابوي واقِع في الأرض و رحمه : رنيم انا ما قادرة افهم منك حاجه!! * تعتصر صدرها بخَوف* يا رب يا رب، انا لازَم اجيي!! لازمِم اجي ايمن : رحمه؟ مالك! في شنو؟؟ رحمة : لازم نرجع هسّي، يلاا *** اسطنبول - فيلّا محمد عُثمان : ينهَض من رقدتِه .. يجلس على حافّة السرير : مازنِ : لا بِقت تحميني النُوم كمان ! *يبتسم* بِت بنكهة القهوة يُقلّب هاتفهُ ، يزفر بتملُّل : عاوز اشوفها ، عاوز اكلمها ،ما قاعدة تطلع من راسِي ليه؟؟ يُوقِف دوّامة افكاره صوت الهاتِف ، يُجيب مستغرباً : أيمن؟ أيمن بنبره مُستعجلَه : مازِن ، في مجال تقطَع لي تذكرتين للسُودان؟؟ تكون مُقلعة في أقرب زمَن ؟ مازن وزاد استغرابه : اقلّ زمن؟ ايمن : انا مشغُول حالياً بتقفِيل حجز الفندق ، اقل زمن أيوه يا مازن بالله عَليك مازن : خلاص أهدَا اهدا ، ما تشيل هَم ، اديني نُص ساعه بَس ايمن : تمام.. تمام * الخرطُوم - أحد المُستشفيات : ماجده : كلّمتيها ف يا بتّي ، الدكتُور قال إغماء بَس.. ما كان تقلقي راحتها رنيم : صحِي؟ ابوي ما حصَل اغمى عليهو!! ما عندو ضغط ولا سُكري! يغمى عليهو من شنو انا ما فهمَه يأتيها صوت الدكتُور مُجيباً : باين إنو اخد جرعه زايدَه من دواء مُهدئ وصلُو للإغماء رنيم : بس يا دكتور هُو ما بياخُد اي أدويَه مُهدئَه ! الدكتُور بتعجّب : معقُولَه؟ .. احنا حنعمل فحص تاني ونتأكد ، بس على كُلٍ هُو حالتُو مُستقرّه و ما عليهو عوجَه ان شاء الله . ... فارِس : أنا حَ امشّي اطمّن ناس البيت وحبُوبه يا خالتِي ماجده : اي يا ولدي أمشي ليهم.. كتّر خيرك ما قصّرت والله فارس : دا واجبِي ولَو رنيم : تسلم يا فارِس.. فارس : الله يسلمكم ويبشركم بِي عمِّي حامد .. يلا في امان الله ماجده : في امانُه . * اسطنبول - مطَار اتاتُورك : يلجّ المطار بالذاهبين قَسراً والعائدين بِرضى ؛تجلِس رحمَه ، متوشّحه بِعباءةَ سوداء ، سلّطت الضوء على إحمرار خديّها ، وعينيْها اللوزتين لا تلبث أن تُفرغ ما بها من دموع حتى تعود لـتمتلئ .. جالس الى جانبها أيمن، يحتضن كفّها بين كفيْه : كفايَة ، عيُونك وِرمَت من البكارحمة : ما قادرة.. أبوي يُقاطع صوتها المُتهدّج نبرته الهادِئة : حيكون بِخير .. لو فيهُو حاجه كان إتّصلُو !!
