بعد انقضاء ساعات الفجر الهادِئه،بدأت الشمس في تسلُّق سُلم السماء وصولاً إلى مقعدها،لـ تبثّ خيوطها الباعثه للحياه وتُبدد سكون المكان.. تقِف رحمة على الخطّ الفاصِل بينها وبين المغادرِين على متْن الرحله الآتيَه تُغطي ميساء وجهها بكفيْها وقد بدأت بإستحضار دموعها:لأ مابقدَر اودّعها مابقدرتحتضنها رحمة وهيَ تُجاهد حُزنها:زي ما جاب الله فُراق بجِيب الله لقىيلوّحان بكفيْهما لـ تسنيم في الطرف الآخر ميساء:تخُتها في عيونَك عشان ما اقلّعهن لِيك !راشد:في عيُوني وجوّاي،ما تشيلِي هَمرحمة:خلُّو بالكم من بعض،تسنيم في أمانتَك راشد:ماتشيلو همّ تسنيم:رحمة،ماتسهِي من أمي زورِيها،وانا راجعه،حَ ارجع مُش ياراشد؟يتأملها بإبتسامه مُطمئنه :حَنرجع رحمة:خلاص دموعِي جَروميساء:ماتقطعينا ، حنشتَاق ليك واللهِتكادُ ترد حتى يأتيها صوت النداء للرِحله مُقاطِعاً راشد :هاتِ يدّكتملأ فراغات كفّه بأصابعها راشد بنظره حانِيه:مُتأكده؟تسنيم بإبتسامه يتخللها بعض الدموع : أكتر حاجه مُتأكده منهايبتسم ويسِير وتسير معهُ،إلى عالمٍ جميل ينتظرهُم .. تختفِي تلويحاتهم شيئاً فـ شيئاً حتّى يصِيرون في عِداد الغائبين ؛ -ومضَى عامْ- بِقدر ما أمطرهُ غيمُ الحزن أو الفرح ، أو غِشاه ريحُ النفع أو الضرّ ؛ مضَى على كُل حالٍ ولم يتوقَّف* تُركيا ، اسطنبُول : بِفيلّا محمد عُثمان ؛سنَاء:مازن حبيبي ، فطرتَ؟مازن من بين إنشغالِه : أيوه أيوهنغَم:نفسِي أصحى في يوم أفطر معاك بدون ما تكون ماسِك الاوراق دي ومركّز فيها كدا ! ناس الثانويه العامّه ما بِلحقوك سناء:نغم، خلّي اخوك يعرف يشتغِل قوم شوفِي ليك شغله أقضيهامازن:عدم الشغله قالُو مصيبةً من اللهنغم : انت الظاهِر مشياتَك للسودان أثّرت عليك ، أسمعني هِنامازن:سامعِكنغَم:مم، داك السّافرت معاهو آخر مره للسودان كان اسمو منو؟مازن:منونغم:انا بسألَكمازن:اها قصدِك نادر المُنسّق حق الشركهنغم بحمَاس:هو شغّال في شركتنا !مازن:ايوه ، بتسألي مالِكنغم:لالا ولا حاجه مازن:خلاص يلا فارقِينغم : مازن ياخ إنت من لمّا رجعتَ عن موضوع رحمه دِيك وانت ما معانا ، شُغل في شغل 24 ساعه ياخ أفضَى لَي شويه !مازِن:ياخي واحد واكتشَف انو حياتو فارغه وحبَّ يغيّرها ، وين المشكله؟نغم:مافِي مشكله،بَس ماللدرجه دي! مازن قلتَ لي اسمو نادر؟مازن بابتسامه خبيثه:إنتِي قلبك الخفيف دا وقع في الحب تاني ولّا شنو؟نغم : يعني شنُو حُبيضع أوراقهُ جانباً ويُمعن النظر فيها : يعني إنو زول يقعد زَي قعدتنا دي يتكلَّم عن زول تاني ما جايِب ليهو خبَر #التكملة_في_اول_تعليق ⬇️⬇️#رواياتنا_السودانيةsudanese_novelsتضحَك وتسند رأسها إلى كتفِه : لسّه مُتذكر الجمله دِيمازن:أي حاجه كانت في السنه دِيك مُستحيل أنساهانغم :إشمعنَىمازن:لأنو بس مرّه واحده في العُمر بتجِيك فرصه تعرف نفسَك، وهدفَك ، ياتضيعها يا تكسبها ، وانا كسبتهانغم :كِيف؟مازن :بإنّي صدقتَ انو حياتي كُلها قدَر ، وما شِلت حاجه حقّت غيري وانا واثِق ، ح اتعوَّض خِيرالخرطوم ، بحرِي :الثامنة مساءاً ؛أيمن : مبرُوك يا عَريس !فارِس بفرحٍ يكاد يخرُج كالمطَر من عينيْه : الله يبارِك فيك يا رَبحبوبه : هسّي كان سِمعت كلامي ولِبستَ البدله السودا مُش أخير ، اللون دا قبيح خلاص اصلِي ما رِدتويضحك ويقترب ليُقبِّل رأسها : حقّك عليّ لكن حُكم القوي على الضعيف !آمال:دِي سمحه مالا عيبيها لَيّحبوبه:ولا سمحه ولا شِييهمس لهُ أيمن بضحكه : خلّيك من البدله وحكم القوي ، مش كأنهُم اتأخرُو شويّه؟فارس:هسي العريس فينا منو ! أبرُد ياخيخرج بصيصٌ أبيض فـ يلتفت الجميع مُتلهفين لـرؤية العرُوس ، لكنّها رحمة ، متوشّحه بِبياضٍ خامل، يميل لـ لون السُكر البُنيّ، ويُحيط بها الحجاب كـ طعة لؤلؤ يُخشى ان تُتخدش ؛حبوبه : عروسنا جَات، أيووي..تُقاطعها آمال : دي رحمة يُما اصُبرييضحك الجمِيع ، تسحَب رحمة الكُرسي المتحرِك بِرفق وتُخرج *ساميَه* التي فقدت قُدرتها على الحركه مُنذ شهورها الأولى بالسِجن ، فكَان ذلك بمثابة تكفيرٍ لها ، وسبب لـعفوْ الجميع عنها وإمهالَها فرصةً أخرى ، لـتتغيّر ، وشاء الله أن تتغير فـ تغيَّرت ، وأزيح عن قلبها ما كان يمنعهُ من التآلُف مع الأخرين . يمدّ أيمن يدُه لإستلام كفّها الرقِيق ؛ تقف بجانبه فـ يهمِس لها : خلّيتي حاجه للعروس متأكده ولّا؟تضحك بحيَاء عبدالله:العربيّه جاهزه يا جماعه ، العروس وِينتخرُج بهدوء وبُطء، بخطواتٍ مُتناسقَه،تصحبُها تسنيم ، ويتبعُها ذيل الفستَان كحشدٍ من المُهنئين ذَوي النوايا البيضاء،كلَون روحهاوفُستانهايستِلم فارس عرُوستَه،ويسِيران بخطواتٍ متلاحِمه إلى عربَة الزفّهفارِس:يدّك دي ولا تلجَه؟ دا منو المتوتّر دا ياربي؟ميساء:ماتتكالَبفارس:شايفه الناس بيعاينُو لِيك كيف؟ الليله أي زول معلّق عيونو فِيك كان وقعتِي بي كَعبِك دا مُصيبهميساء:تسلم الله يخلّيك خففت عنّي التوتر كتِيرفارس : ولَوميساء:حلاتْ اليقَع فيك ضرب الليله لمّن تعرف حاجهفارس بضحكه مُستفزه:انتي أمرُقي من كعبِك دا بالسلامه تاني شلّخيني أعمليني حبوبه كان دايرهميساء : غيّاظيقترب لأُذنها ويهمِس:بحبّكميساء:ما تتعولَقفارس:ب ح ب كميساء:إن حبيتني وان قعدتَ ح ادُقَك ، كريه