Part 7: شبح الذكريات

734 66 45
                                    

الفصل السابع: شبح الذكريات

ممسكا وردة ياسمين يداعبها بيده, لم ينم طوال الليل وانما بقي يهمس اسمها في قلبه ويحادث طيفها, كانت كل لحظة تمر يسمع صدى صوتها واينما هربت عيناه وقعت في اسر ظلمتها, يشعر بها مع كل نفس كأن سيوفا تشق رئتيه احساسا لا يشعر به الا من تعدى حدود الحب ليصل الى متلقى الجنون, محركا اصابعه امامه متظاهرا انه يلامس وجهها.

فتح فالكو عينيه في وقت الغسق فوجد فايمر مستيقظا وهو ينظر الى طيف ما, ذهب اليه وجلس بجانبه, كانت الغابة امامهم والاشجار محطمة وجثث الجنود مرمية في ارجاءها, ودبابات خمدت نيرانها, قطرات الندى تقفز من على الاوراق مستيقظة بنشاط, العصافير بدأت تغرد بعد تأكدها ان تغاريد الرصاص انتهت, نسيم الهواء ازاح رائحة البارود وجلب لهم نفحات الهواء من قمم الجبال, وهدير نهر الراين يسمع من بعيد.

فالكو: "عليك تقبل الامر, الماضي لن يعود".

فايمر مجيبا بغضب: "اذن دعني اعود اليه".

فالكو: "لن تستطيع تغيير شيء سوى انك ستموت ايضا, لقد اخذها القدر منك, عليك تقبل ذلك وحاول ان تنسى فهي ليست على وجه هذه الارض, لقد ذهبت لمكان انقى واجمل".

سحق الوردة بقبضته قائلا: "اين انت ايها القدر, الست شجاعا لتأتي وتحكم علي بالموت".

سكت الاثنان واكملا ينظران للطبيعة, بعد لحظات صمت سمعت اصوات عجلات تقترب فاستيقظ الجميع واستعدوا لمواجهة المجهول.

عند وصولها اكتشفوا انها بضع اليات تابعة للجيش الالماني اتية من اجل فايمر ورفقاه, شعروا بالسعادة لوصول المزيد من رفاقهم, ثم نزل من احدها ضابط برتبة عقيد وقابل فايمر, حيث طلب منه الالتحاق باخر خط دفاعي في برلين فقد تجمعت باقي الجيوش المتشتتة وانسحبت الى العاصمة برلين من اجل الوقفة الاخيرة.

لبى فايمر ورفاقه النداء وصعدوا على متن العربات وانطلقوا الى برلين, في اثناء عودتهم نظرت عينا فايمر بعيدا ليرى ما حل بشعبه فقد كانت الناس تهرب بأجسادها ويحملون قليلا من الحقائب, الخراب والفوضى في كل مكان.

دخان يتصاعد في السماء, يسمع من بعيد اصوات القنابل تسقط والمدافع تدوي بصداها الذي يرعب سامعيه.

وصلت المجموعة وفتحت لهم الطرق التي كانت مغلقة بالأسلاك والحطام, نزل الرفيقان من الشاحنة, فوجدوا الجنرال ويدلنج بانتظارهم, القوا التحية النازية, ثم تحدث فايمر بروح لا تعرف الخوف: "لقد تمكنا من الصمود يا سيدي, كانت الخسائر فادحة فنحن من تبقى والشكر يعود لقادة الدبابات ".

الجنرال ويدلنج بكل فخر: "احسنت صنعا, وطن الاباء فخور بما قدمته من اجله, سندافع عن برلين حتى تأتي المساعدة من "هيملر" والتي سيقودها الجنرال "شتاينر", فهو من وكلت اليه مهمة انقاذ برلين ونحن في انتظار الاوامر".

جليدية المشاعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن