Part 15 نهاية الموسم الاول : صرخات اشباح

533 46 30
                                    

الفصل الخامس عشر: صرخات اشباح

بحرٌ هائجٌ وغاضب, سماءٌ ترعدُ ومطرٌ ينهمر, واقف امام الامواج بكل اباء, ينظرُ اليه متحديا قوته والبحر ينازله برذاذ قطرات مخبرا اياه انه لن يرحمه.

وقف الرجل العجوز في ذلك المساء على جرف عالي وامواج البحر الهائجة امامه والسماء ملبدة بالسحب السوداء, كم تمنى ان يرمي جسده لمتاهة المحيط التي تحوي في احشائها حطام لمخلفات عصور سحقها بقبضة امواجه.

في ذلك المكان المخيف بقي الرجل العجوز صامتا يحدق في الافق, ثم تحدث قائلا: "ايها البحر رغم غضبك وثورانك, الا ان قاعك هادئ يحتوي اجمل الكنوز, في مثل هذا اليوم تركت قلبي في ذلك الجانب من الارض, وعبرتك رغم غضبك ومحاولتك منعي, لقد علمت انك كنت صادقا واردتني ان ابقى", سكت للحظات ثم اكمل: " وقفت قبل ان اغادر وكم تمنيت لو ان صوتا ينادي قائلا توقف لا تذهب, لم اعلم اني قادم نحو نهايتي".

بقي صامتا والدموع ملئت عينيه واكمل ينظر للبحر الذي ازداد غضبا عند رؤيته لدموعه, ثم همس صوت من خلفه: " مهما ابتعدنا سنلتقي في الاحلام".

ابتسم عند سماعه لصوت تلك الشبح التي اعتادت ان تعطيه الامل في لحظات الضياع والوهن, اغمض عينيه ليعود بالزمن بذكرياته الى يوم كان اللحظة الفاصلة في حياته.

29\11\1945

في تمام الساعة الخامسة عصرا في ميناء "غويانا" الفرنسي, توقف ميلر وكوست واستعدوا لوداع الرفاق, حيث اتى سميث و روزالين من اجل وداعهم.

كان سميث اول من وصل, شاهد ميلر وكوست يقفان بالقرب من السفينة وينظران الى المحيط, القى التحية عليهم ثم وقف بجانبهم واكمل قائلا: "سأشتاق لكم جميعا, كانت ايام لا تنسى قضيناها سويا, تحت قطرات الدماء واصوات الرصاص وهدوء الموت الصاخب".

ميلر: "لا اريد ترك اوروبا, ان ارواحهم تصرخ في مسامعي تأبى ان اغادر".

في تلك اللحظات وصلت روزالين, وانظمت لهم, القت التحية, اجابها سميث وكوست الا ان ميلر بقي صامتا والدموع ملئت عينيه.

وقفت بجانب ميلر ثم تحدثت: "اني اكره لحظات الوداع, لا تحزن, انها تدعى الحياة, لذلك فلنعيشها بكل احزانها وافراحها".

في تلك اللحظات كان هناك شاب في السفينة ينظر الى المرآة والدموع تتساقط من عينيه, عاد بذكرياته الى اليوم الذي صعد على متن هذه السفينة قبل شهر تقريبا ....

الولايات المتحدة الامريكية

كان يدعى "اليكس", شاب محب للجميع طيب القلب كل ما يشغل باله هو مساعدة الناس, يقدس الصداقة والوفاء, هو كفارس من الفرسان النبلاء, تأثر كثيرا بطباع صديقة يعرفها لطالما وقفت تسانده كانت تدعى "ايفين", تلك الفتاة ذات القلب الصافي, فهي راهبة تعيش في الكنيسة لا تفعل شيئا سوى التعبد ومساعدة الفقراء وتقديم العون لكل محتاج.

جليدية المشاعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن