الفصل الخامس: بلا وداع
كان صباح ممطرا, صمت يعم الارجاء, الجميع غارق في نوم عميق.
وفجأة سُمع صوتٌ مدوي.
كانت اول قنبلة تسقط في وسط البلدة, ثم تبعتها القنابل تنهمر على البلدة كقطرات مطر غاضبة.
افاق ميلر على صوت القصف, انها المدفعية الالمانية, تقصف البلدة, هم مستاؤون من فقدانهم للقرية, فقرروا ألا يرحموا احد.
لبس ميلر خوذته وحمل بندقيته, وخرج مسرعا الى الشارع ليجد الناس تهرب نحو لا مكان والقنابل تتساقط, لم يعرف ميلر ما يفعله.
حتى جائه احد الجنود يقود سيارة عسكرية وطلب منه الركوب, صعد ميلر وانطلقت السيارة نحو المعسكر تحت القصف والدخان شاقة طريقها بين حطام المنازل.
تمكنوا من الوصول للمعسكر, نزل ميلر راكضا نحو مقر القيادة لتلقي الاوامر, دخل على القادة المسؤولين فتحدث قائلا: "ماذا يحصل بحق السماء؟"
احد الضباط: "لم نكن نتوقع ان يقصفنا الالمان, انهم يحاولون ابادة البلدة", قاطعهم احد الجنود الذي كان يستمع للاسلكي قائلا: "سيدي, لقد اعترضنا موجتهم اعتقد انهم سيحاولون قصف المشفى, وانت تعلم ان الكثير من جنودنا يرقدون فيها, انهم يحاولون محي جانب البلدة القريب منهم".
صرخ القائد: "ملازم ميلر, اذهب بأقصى سرعتك واخرجهم من هناك بأي طريقة وسأرسل على اثرك عدة شاحنات من اجل نقل الجرحى".
لبى ميلر النداء وهرع نحو احدى السيارات العسكرية ليقودها نحو المشفى, مضت السيارة كرصاصة تشق احشاء جسد دمائه نيران القنابل, كانت تحوم في مخيلته صورة كرايس فقد علم انها ستكون بالمشفى في هذا الوقت, سقطت قنبلة في طريقه فانقلبت به السيارة لكن معجزة السماء كانت في صالحه, استطاع النهوض واكمال طريقه ساعيا ليمنع يد القدر.
وصل ميلر ثم صرخ مخبرا الجميع بان يخرجوا فورا, فأعلنت حالة الطوارئ, وفي تلك اللحظات وصلت ثلاثة شاحنات لقوات الحلفاء, فأمرهم ميلر ان يضعوا فيها قدر استطاعتهم من الجرحى ويخرجوهم بأقصى سرعة.
بحث ميلر بين الجميع حتى رأى شعر كرايس يلمع بين حشود الناس الهاربة نحو باب الكنسية الكبير, ذهب اليها ثم امسك ذراعها وطلب منها الخروج, فرفضت واخبرته قائلة: "لن اذهب حتى اخرج الجميع", توسل اليها ميلر كالمجنون: "ارجوك تعالي معي, لن تستطيعي انقاذ الجميع".
لكنها كانت عنيدة ورفضت الخروج, ثم استمرت في ارشاد الجميع الى المخرج وكانت تساعدها إيزابيل في حمل الجرحى وتسليمهم الى الجنود.
اوصل ميلر احد الجنود الجرحى الى الشاحنات فلمح كرايس تبتعد عن ناظريه, ناداها مطالبا اياها ان تخرج, لكنها ذهبت الى نهاية الكنسية من اجل مساعدة من لا يستطيعون النهوض, حاول ميلر بكل قوة ان يدخل اليها لكن الحشود التي خرجت من الباب الكبير منعته من الدخول.
أنت تقرأ
جليدية المشاعر
Romanceوبين صدى المدافع وهدير الرصاص وغيوم الدخان. وبجانب حطام قلوب المباني والعمران هناك, نظرت نحوه تلك الرمادية بعنفوان وهو حارس بوابة الموت العابر للمحيطات في خضم زمن الويلات والدمار وجنون بني الانسان حمل بندقية مشاعره وثار ضد اعدائه مناديا بولاء عشقها...