الفصل التاسع عشر: شجرة الذكريات
سَمِعَ صوتا ناعما يهمسُ اسمه بخجل, فكر في انه يحلم, قائلا لنفسه "ابقى نائما انك تحلم", نادى الصوت مجددا اسمه لكن بلفظة أعذب, كانت تهمس اسمه بخجل, احمرت خدودها كتفاحتين تطلبان من يقطفهما.
من تلك التي تنادي هذا الشابَ التعيس, الفارسُ المحبوس في زنزانة الغدر والجنون, تقدمت خطوات نحوه ثم قامت بوخزه بإصبعها, قائلة: "أيها القبطان استيقظ حان وقت الفطور".
فتح اليكس عينيه والدهشة تملؤهما, ثم تذكر انه ضيف عند هذه العائلة الطيبة, نهض من فراشه بعد أن سمع كلمة صباح الخير من فتاة, فلم يسمعها منذ زمن نسي تدوين تأريخه.
أجاب بهدوء ينظر لوجهها الناصع البياض: "صباح الخير".
ذهب نحو الحمام واغتسل, ثم نزل ورأى الفطور معداً وجاهزا, كانت رائحته لذيذة, جلس الجميع حول المائدة, شكر السيد ليون الرب وتلى الصلاة, ثم تناولوا طعامهم.
في أثناء تلك اللحظات, أخبرت السيدة ليون ابنتها, أن عليها التجهز للرحيل, صباح الغد من اجل الالتحاق بالجامعة في مدينة نيويورك, وقد جهزت لها ملابسها وكتبها وجميع متطلباتها, وستأتي سيارة الأجرة لأخذها إلى هناك, فقد قدمت تايلور إلى جامعة الصحافة والاعلام لأنها كانت متفوقة في دراستها وقد تم قبولها, وستذهب هناك من اجل الدراسة.
أكمل اليكس معقبا: "أنا أعيش في مدينة نيويورك, لدي منزل هناك, وسأعود غدا إلى المدينة".
السيد ليون: "وهل تستطيع تايلور الذهاب معك ؟"
اليكس: "بالطبع, سيكون شرف لي أن أرد القليل من معروفكم لي, فقد ساعدتم غريبا لا تعرفونه واطعمتوه, واسكنتموه معكم".
تايلور: "أصبح لدي صديق اعتمد عليه في نيويورك, كنت خائفة من الذهاب لهنآك وحدي".
السيد ليون: "أنا واثق أن اليكس سيكون رجل يمكن الاعتماد عليه, فملامح الشجاعة تبرق في عينيه وحيث إنني عشت زمنا يكفي لأعرف الناس مع أطباعهم وأعينهم".
اليكس: "شكرا لك سيدي, سأكون عند حسن ظنك, واعدكم أن اعتني بابنتكم".
أنهى الجميع الإفطار, خرج اليكس برفقة السيد ليون, واتجهوا نحو البلدة من اجل شراء بعض الأغراض التي يحتاجها السيد ليون في رحلته القادمة.
.................................................................................................
في بريطانيا, كان المساء هادئا, مضى وليام بجانب النهر, وأكمل يسير على طوله مستعيدا ذكريات أجمل أيام دونتها موسوعة دماغه.
وصل إلى شجرة كبيرة ذات أفرع كثيرة ومتشعبة, كانت رمزا لكل العاشقين, يأتون تحت ظلها ليرتووا من رومانسيتها الخلابة, وضع يده على جذعها الكبير, بحث بأصابعه عن المكان الذي نقش اسمه واسمها عليها, لامست أصابعه ذلك القلب المنقوش فيه أول حرف من اسميهما, أغلق عينيه وانزل رأسه وأبقى يده على تلك النقش, لكأنها نقشت في قلب وليام.

أنت تقرأ
جليدية المشاعر
Romanceوبين صدى المدافع وهدير الرصاص وغيوم الدخان. وبجانب حطام قلوب المباني والعمران هناك, نظرت نحوه تلك الرمادية بعنفوان وهو حارس بوابة الموت العابر للمحيطات في خضم زمن الويلات والدمار وجنون بني الانسان حمل بندقية مشاعره وثار ضد اعدائه مناديا بولاء عشقها...