الفصل الثالث عشر: همسة طيف
بَعد ان اخبروا كوست عن تلك المغامرة المميتة وكيف رماهم القدرُ في وعاءٍ واحد, تعجب مبتسما وتحدث بكلِ ذهول: "انها حقا صدفةٌ رائعة انْ جمعتكم في ظلِ تلك الظروف, واني اعتذر لإيقاظ اشواقكم نحو الرفاق الذين خسروا ارواحهم".
ميلر: "لم نكفَّ عن التفكير بهم ولو للحظة فهم يرافقوننا بذكرياتهم حيث ما ذهبنا".
كوست متسائلا: "لكن اين سميث؟"
وليام ملقيا عليه سؤالا: "هل اعجبك العزف؟ ", كوست : "نعم, انها معزوفة جميلة".
ترابطتِ الافكار في راس كوست فأيقنَ انَّ العازفَ هو سميث الذي كان ينظر نحوهم مبتسما, بعد انهاءه المعزوفة التي تتصاعد تارة وتهدئ تارة على وطئ انغام لسان ميلر عند سرده للقصة.
نهض سميث من مقعده وترك الة العزف واتجه صوب الرفاق والقى التحية على الجميع, ثم تحدث كوست وهو يوجه اهم سؤال اليهم: "اخبروني كيف تمكنتم من الالتقاء الليلة؟ وكل واحد قدم من مكان مختلف".
اجابه ايفانيش: "قبل ان نفترق, اتفقنا على اللقاء يوم ما, وكنا نتراسل فيما بيننا بعد انتهاء الحرب, لم يكن امرا صعبا ان نتواصل ".
اكملت روزالين: "كنت انا فقط حلقةُ الوصلِ المفقودة الا انني عندما ودعتُ ميلر همستُ في اذنه انني سأراسله بعد ان يتحسن, واخبرني انهم سيجتمعون لذلك تفرغت من اجل اللقاء".
وقبل حلول الفجر انهوا حديثا كان ناتجُ صراعٍ لمختلف المجتمعات والطبقات, فانصرفوا على امل اللقاء مرة اخيرة هذا المساء ليودعوا بعضهم من اجل فراق ربما سيدوم العمر بأكمله.
عاد ميلر وكوست الى شقتهم, وسميث ووليام وايفانيش الى بيتٍ خاصٍ لسميث قد استأجره, فقد كان من اسرةٍ غنية وقد انظم للجيش من اجل السمعة والمجد, ولان اباه اراده ان يكون شخص قادرا على تحمل مسؤولية املاك عائلتهم المعروفة, فأرسله للحرب مخبرا اياه ان كان الموت نصيبه فليكن.
اما روزالين فذهبت الى بيت عمتها التي كانت متزوجة من تاجر فرنسي فاحش الثراء, لتبقى عندها في غرفة خاصة معدة لها كلما اتت لزيارة باريس, ناوية البقاء حتى تودع ميلر او ربما تخطط لشي اخر.
غطَّ الجميع في نومٍ عميق طوال النهار ولم يستيقظوا الا قبل غروب الشمس بساعة, تناولوا طعام الغداء, ميلر وكوست الصامتان اللذان تحدثا قليلا, اما الاصدقاء الثلاثة الذين ملئت اصوات مزاحهم فناء المنزل, كانوا يمرحون كأطفال مشتاقين لبعضهم البعض منذ زمن, وعند حلول المساء انطلقوا لأجل اللقاء.
تجهزت روزالين فارتدت فستانا ورديا متدلياً الى قدميها وبفتحةٍ على الجهة اليسرى, ثم ارتدت فوقه معطف جلدي بلون ارجواني واعلى الكتف نسج القماش على شكل الغيوم المداعبة لرقبتها, واخرجت عقد اللؤلؤ الذي تحتفظُ به منذ عيد ميلادها العشرين عندما اهداه اليها والدها, ارتدته حول رقبتها وانهت اللمسات الاخيرة لتبدو فائقةَ الجمال.
![](https://img.wattpad.com/cover/23466239-288-k341041.jpg)
أنت تقرأ
جليدية المشاعر
Romanceوبين صدى المدافع وهدير الرصاص وغيوم الدخان. وبجانب حطام قلوب المباني والعمران هناك, نظرت نحوه تلك الرمادية بعنفوان وهو حارس بوابة الموت العابر للمحيطات في خضم زمن الويلات والدمار وجنون بني الانسان حمل بندقية مشاعره وثار ضد اعدائه مناديا بولاء عشقها...