الفصل الثامن: أبواب السماء
مرت ايام قاسية على الرفيقين اللذين لم يفعلا شيئا سوى قتال الأعداء والحصول على القليل من الحساء مرة في اليوم, محتمين بخنادق مع ضباط وجنود من شتى الأعمار ومختلف القطاعات.
تحصنوا للدفاع عن برلين في منازل قد هجرت وابنية شبه قائمة, بكل ما يملكون سيقاتلون, فبرلين هي والدتهم التي لن يتركوها حتى الموت.
خراب في كل مكان لا توجد بناية الا وقد اصبحت شبه مدمرة,
سكان برلين كأنهم اجساد ودعتها ارواحها, اعين شاحبة ترتقب بصمت, ملابس رثة, اطفال جياع واناس يفترشون الارض كبيت وسقفه السماء, هم في احد العصور المظلمة لحقبة نسيت ان تدونها تواريخ الارض, كان هذا حال برلين وهم ينتظرون الخلاص والراحة الابدية.
فالكو محدثا فايمر وهما جالسين في احد الحفر كأموات يتحدثون: "اشعر انني اقاتل منذ زمن بعيد لقد نسيت رائحة الخبز الذي تعده زوجتي مع حساء اللحم, اشتقت لأداعب ابني الصغير, كم اتمنى لو احتضنه الان واشمه".
فايمر: "لا تقلق انهما بخير مع والداك, ولن يحصل لهم شيء فهم بعيدون كل البعد عن الحرب".
فالكو: "اتذكر عندما كنا انا وزوجتي نشعل الشموع ونحضر النبيذ الفاخر ونرقص على انغام الموسيقى التي تنتقيها بدقة مشغلة إياها بألة كانت هدية زفافنا".
اكمل يقول: "اذا مت يا رفيقي, ارجوك ان تحتضن ابني الصغير وتشمه نيابة عني, وتخبره عن شجاعة والده الذي روت دمائه ظمأ برلين من اجل مستقبل مشرق له".
فايمر: "ربما سننجو, عندها انت من ستحتضنه, واعدك ان نجوت فإنني سأفعل ذلك".
كانت هجمات الروس لا تتوقف فهم يتقدمون مع كل ساعة تمضي نحو قلب برلين فقد كانوا على مشارف الوصول وخط الدفاع يبعد كيلومترات معدودة عن غضب الجيش الاحمر, كان ذلك اليوم اخر يوم في تاريخ الجيش النازي.
حل وقت الظهيرة وعاد الجنرال ويدلنج من مقابلة الفوهرر الذي اوكل اليه مهمة حماية برلين, فقد طلب منه ان يدافع حتى اخر جندي, وقد اطاع الجنرال اوامر الفوهرر.
كانت المدفعية الروسية تمطر القنابل على رؤوس الالمان والدبابات والجنود يمشطون برلين شارعا تلو الاخر يقتلون كل جندي على قيد الحياة.
في تلك الاثناء حصلت اخر فاجعة كانت كافية لتكون الكلمة الفاصلة, حيث وصلت الاخبار الى مركز المستشارية بأن هجوم الجنرال شتاينر الذي سيحرر برلين لن يحدث, فإمدادات هيملر لن تأتي لتساعد جيش شتاينر, بل ان هيملر قد استسلم وهرب تاركا الجبهة الغربية التي كانت صامدة بوجه الحلفاء واختفى, في حين ان الجبهة الشرقية ضد الجيش الروسي كانت محطمة وتحتاج للإمدادات من جيوش هيملر.
أنت تقرأ
جليدية المشاعر
Romanceوبين صدى المدافع وهدير الرصاص وغيوم الدخان. وبجانب حطام قلوب المباني والعمران هناك, نظرت نحوه تلك الرمادية بعنفوان وهو حارس بوابة الموت العابر للمحيطات في خضم زمن الويلات والدمار وجنون بني الانسان حمل بندقية مشاعره وثار ضد اعدائه مناديا بولاء عشقها...