كان تايهيونغ جالسا في غرفته مستنيرا بضوء مصباح مكتبه الخافت تقابله كومة من الكتب يعتليها أكثرهم أهمية و أعلاهم شأنا في الوقت الراهن بالنسبة له ، ذلك الخاص بأحد كتابه المفضلين ' كيم نامجون '
فتح الصفحة الأولى بِنيّة الشروع في قرائته كأولى خطوات مشروعهم المقبل
" و بينما تغط في سبات عميق ... في رقعة ما من عالم ما تحاك الخيوط الأولى لأسطورة ربما تكون من أبطالها يوما ما "
تمتم تايهيونغ العبارة التي خُطّت على مقدمة أول صفحة بخطّ غليظ ثم توقف محدقا بها للحظات قبل أن يخترق أذناه نداء روزان الصاخب
" تايهيونغ ! تعال لتتذوق أولى إبداعاتي "
وضع الكتاب مفتوحا على مكتبه قرب المصباح الذي أنار ما طبع على صفحة الافتتاح ليتوجه نحو مصدر الصوت لتلبية النداء
" تايهيونغ ، أنظر ماذا صنعت " قالت روزان بحماس تشير بكفيها نحو صينية الفرن
" تارااا ! إنها فطائر التوت الشهية من إعداد أناملي الذهبية "
" هل تسمين هذه فطائر ؟ تبدو كخلية حيوانية "
غمز خفية لهيجين الواقفة أمام الثلاجة ليكمل قاصدا إغاضتها
" هيجين ، بحكمك صانعة حلويات ، أقترح عليك إعدام روزان للجريمة النكراء التي ارتكبتها في حق الفطائر "
اكفهر وجه الصغرى بانزعاج لترميه بالمنشفة الواقعة على كتفها و تقول بتذمر
" ظننتك أحسن من جيمين و لكن للأسف الشديد كل واحد منكما أسوء من الآخر "
التقط تايهيونغ بابتسامة انتصار إحدى الفطائر و راح يقضمها قائلا
" صحيح ! أين جيمين أحتاجه في أمر ما ؟ "
" إنه في الشرفة مشغول بتسوية بعض أمور الشركة "
أجابت هيجين ليتوجه تايهيونغ نحو الباب المؤدي للشرفة على وطء كلمات روزان الحاقدة
"فلتذهب إليه و ليذهب كلاكما للجحيم ،غبيان متملقان"
••••
أبصر تايهيونغ جيمين جالسا على الأريكة منهمكا في كمبيوتره و الملفات تحيط به من كل جانب
انضم إليه قائلا و هو يضرب كتفه
" ها أنت ذا يا صاح ، ما الذي تقوم به ؟ "
" أتأكد من تلقي كل الموظفين رواتبهم الشهرية و تسديد كل الفواتير الواجب تسديدها "
أومأ تايهيونغ بتفهم و هو ينظر للأفق متأملا أضواء المدينة الساطعة
" جيمين ! "
التفت المنادى مستجيبا ليضيف الآخر
" ما الذي تعرفه عن حوريات البحر ؟ "
رفع جيمين حاجبه و ابتسم بتعجب واضعا كومبيوتره على جنب ليقول ممازحا
" و هل شاهدت إحداهنّ ؟ ما مناسبة هذا السؤال المفاجئ "
" كلا مجرد فضول و حسب " قال الأصغر
" حسنا ، هن مخلوقات تغنت بها أساطير مختلف الشعوب قديما ، يقال أنهن ذوات جمال غريب و صوت فاتن يسحر كل سامع له ، يتمتعن بقدرات خارقة كالاستبصار ، التخاطر ، التنويم المغناطيسي ، اكتساب المهارات بسرعة و غيرها "
تجلّت معالم الجدية في نبرته المُفسِرة
" كما يقال أن مصادفة حورية بحر تعد مقامرة ، ليست كلهن طيبات فمنهن العكس أيضا "
" ما الذي يجعلك تؤمن بوجودهن ؟ " استفسر تايهيونغ بعدما استُثير انتباهه للموضوع
" لست مؤمنا بذلك لكنني أرجح وجودهن ، ليس هنالك دليل قاطع لكن الأعماق كما تعلم عالم متكامل مهيب لا نعلم منه سوى اليسير جدا
14٪ فقط هي نسبة المخلوقات المستكشفة كما أن نسبة عظيمة من المحيطات العميقة على الأرض لم نصل إليها بعد "
توقف قليلا ليستأنف
" إن ما نجهله أعظم مما نحيط به علما ، لست أؤمن جزْما بوجود كائنات كحوريات البحر لكنها تبقى نظرية قائمة لا مثبتة ولا منفية "
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19