« و إنك في ناظريّ كأحفورة عتيقة بين يدي عالم آثار ، ينفض الغبار عنها برفقٍ شديدٍ ، يتلهّف لقراءة خباياها و كلّما مرّ عليها الزمن زادت قيمتها في عينيه. »
•°•°•°•
و نحن الآن في رحاب مصر القديمة !
بعد محاولات باءت بالفشل الذريع في استيعاب وصولنا إلى هنا أو على الأقل في التوصل إلى ذرة منطق في خضم ما جرى ، لاحظت الناس ينفرون منا بهلعٍ حاولوا طمسه لكنّه يتجلى بين ثنايا أعينهم الجاحظة و ثغورهم المفتوحة
لا ألومهم بتاتا ، لو أتى مجهول من خفايا المستقبل إلى عصرنا لأبدينا جميعا نفس ردة الفعل
و فجأة من بين الجثث الضخمة المتزاحمة ظهر جسدٌ نحيل صغير لفتًى شديد السّمار برز على إثره بياض أسنانة المصطفة ، اقترب منّا بلا خوف على عكس البقية ليمدّ يده ناحيتي بنيّة مساعدتي على الوقوف
لبّيت دعوته بضمي كفي إلى كفّه تقديرا لمبادرته اللطيفة و لم أنوِ الاعتماد عليه لإنهاضي بما أنه صغير لكن صدمني بقوّته الفائقة عندما سحبني بكل سهولة لأغدو واقفا
صحيح نسيت ، لقد كانوا يمتازون ببنية جسدية قويّة
ليتني ركّزت جيدا مع معلمة التاريخ أيام الثانوية ، لكانت المهمة أسهل الآن
نفضت الغبار المتغلغل في ملابسي ثم مددت يدي لأسند ميلوفيا على الوقوف
" هي ! أنت يا ولد ، لمَ لا ترتدِ ملابسك ؟ "
صاحت في وجهه لِما لم أتفطن له فهمست لها
" فلتتركي فضولك في عالمنا عزيزتي ، ستشاهدين ما لا يحصى من الغرائب و يفضل ألا تسألِ كثيرا "
" من أنتم ؟ "
باغتنا بسؤال مفاجئ لأجيب قبل تنسيق جملة مناسبة
" آه نحن ؟ جئنا من بلاد بعيدة لا تعرفها "
رمقنا بقلّة اقتناع مضيقا عينيه الواسعتين فقررت استغلال خبرته بينما نتمشى في السوق الشعبي المكتظ بأنواع مختلفة من الثمار ، اللحوم و الجلود التي تقايض بدل سلع أخرى كنمط من أنماط معاملات البيع و الشراء قبل اختراع القطع النقدية
" هل تعرف شيئا ما عن هاكت أو يورب ؟ إننا بحاجة إليهما "
نظر إلي باستغراب قائلا " و لمَ قد يحتاج أحدهم إلى هاكت ، إنه موجود في شتى الأصقاع حتّى أن والدتي تسقينا إياه كل يومٍ "
في حركة لا إرادية ضربنا كفّينا أنا و ميلوفيا بانتصار ، ها قد بدأت اللعبة حقا
" أ يمكنك أن تاخذنا إلى بيتك من فضلك ؟ "
طلبت بلباقة مبالغ فيها لكن الأهم أن نحصل على مرادنا و لحسن الحظّ وافق بسلاسة
عبر زقاق ضيّق مررنا لنخرج في مساحة واسعة تلتف حولها منازل الطوب المنخفضة
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19