أشرُبُ على بِركة نَيْلُوفَرمُحمرّة النّوارِ خَضراء
كأنّما أزهارُها أخرجت
ألسِنة النّارِ من الماء
الشاعر الأندلسيّ ابن حميدس•°•°•°•
إسبانيا الإسلامِيّة
في باحة مخضرّة يجهلان معالمها سقط الاثنان بدهشة تفوق المرّة المُنصَرِمة
حَشدٌ من الناس اصطفوا بعيدا عنهم في طَابور منظّم يؤول إلى مدخلٍ لقصرٍ رُخاميّ أُغدِقت واجهته بالزّخرفات
لمح الأسمر كتيبة من الحُراس تمشّط المكان فسحب الصهباء ليستندوا خلف شجرة ظليلة يَانِعة واضِعا حدّا لتحديقهما بالمكان
" تايهيونغ اقرُصنِي "
طلبت فأبدى بوجهه ما ينُمّ عن الاستغراب الممزوج بسخرية
" اقرصني " أعادت باسطة سَاعِدها
نفّذ مطلبها الغريب لكن بدل ساعدها قرصها من وجنتها لتطفو ابتسامة لا إرادية على فاهه لتعابيرها الغريبة
" نحن في الأندلس يا رجل ! "
شرعت تقفز مشيرة إلى القصر بعدما استوعبت من قرصته أنّه ليس ضربا من الخيال أو الأحلام
سحبها إليه ثانية خوفا من فضحهما بالضوضاء التي أحدثتها
" كيف علمتِ ؟ " استفسر باستغراب ، لولا دراسته للزخرفة الأندلسية كقسم من أقسام التصميم لما عرف يوما كَينُونة الأندلس
" سمعت بنظرية تقول أن كلمة ( أندلس ) تحريف عربيّ لـ ( أطلنتس ) المفقودة بالنسبة للبشر فساقني الفضول للاطلاع على خبايا الحضارة التي ظنّ البعض أنها موطني ثم غُصت شيئا فشيئا في تفاصيلها حتّى غَدت أقرب الحضارات إلى قلبي "
لم يصدر منه جواب بسبب شروده ، ربّما لأنه يلوم نفسه على استفاقته المتأخرة بأنّها ...
- جميلة حينَ تُثرثِر
أطلّت من خلف الشجرة بأعين بارِقة و أسارير متهلّلة كطفلٍ أُهديَ قطعةً من حَلواه المُحبّبة
" أ تعلم ... ثلاثون كتابا من هذه الحضارة مكّن العلماء من تقسيم الذرة ، فما بالُك لو لم تُحرق البقيّة ، لكُنتم الآن تتجوّلون بين المجرات "
بدت عليها إمارات التّأسف الجادّ لتكمل " مُحِقّ Pierre Curie حين قالها "
أما المُخاطَبُ فأضاف استنتاجا آخر إلى قائمته
أ لا و هو :
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19