22 - ذكرى و لغزُ الاكسير

1.4K 249 187
                                    

كانت واقفة تختلس النظر من شقّ الباب إلى غرفتي

رأيتها و أنا في طريقي إلى الحمام و كنت سأناديها لكنني قررت العدول عن ذلك لأرى ما تخطط لفعله ...

تلك المتطفلة !

تسلّلت على أطراف بنانها بعدما تيقنت من عدم تواجدي بالداخل و وقفت قبالة لوحة الاقتباسات

لا أدري لمَ تصرّ على رأيها رغم أنه بعيد كل البعد عن الصّحة

دقائق طويلة استغرقتها متأملة اللوحة تلوّح بيديها في الهواء و تُغمغم بما لم أستطع فهمه كأن الجنون يتلبسها

" لم تغادرك روحُ شارلوك هولمز بعد ؟ "

نطقت من خلفِها فجأة فقفزت واضعة كفّها على قلبها

" ما الذي جاء بك إلى هنا ! أ لم تكن في الخارج "

ضرخت في وجهي بكل جرأة فقلت

" أظن أنّني من لديه حقّ السؤال آنسة إيثالاس "

~~~~

حملقت حولها لتستوعب أنّه على حق فابتسمت بتوتّر محاولة إيجاد ثغرة للتهرب من اقتحامها غرفته علاوة على صراخها في وجهه

" أنا .. أنا .. في الحقيقة " تلعثمت محاولة تبرير الموقف

تجاهلها في طريقه إلى خزانة الملابس يلقي على مسمع منها الخبر

" جهزي نفسكِ سنذهب إلى الساحرة "

لم تُبدِ استجابة فالتفت ناحيتها ليجدها قد عادت لطقوس تأملها التي حالت بينها و بين سماعه

" ميلوفيا ! " صاح بنفاذ صبرٍ يرجع شعره إلى الوراء

" أجل ، أجل سمعتك .. سنذهب إلى الساحرة "

" اخرجي " طلب منها بينما يخرج بنطالا أسود من خزانته

" لكن .. " حاولت كسب المزيد من الوقت في مطالعة اللصاقات و الربط بين بياناتها

" سأغير ثيابي ، تودّين البقاء ؟ "

قال بعدما ضاق ذرعا من عنادها و تملّصها يخلع القميص الرياضي عن جسده

شهقت ثم غلفت عينيها بكفّها الأيمن بينما تشير بسبّابة الأيسر قاصدة الباب

" مهلاً .. ها أنا ذاهبة ، انتظر قليلا "

" حمقاء " تمتم و هو يشاهدها تغلق الباب

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" حظّا موفّقا عزيزاي "

خاطبتهما روزان الجالسة مع أختها في المطبخ تلتهم وعاء الكريمة بجانبها

تكلّمت الكبرى بقلق " كونا حذرين رجاء "

تولّت الشقراء مهمة الكلام و هي تحدّق بخبث فيهما

" لا تقلقِ أختاه ، ستتدبّر ميلوفيا الامر "

خَيْلان قُبْرُصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن