جو دافئ بطريقة غير مألوفة ، صداع خفيف ، وعي نصف مفقود و شعور غريب يتمركز في القسم السفلي من جسدي
عنوان الموقف الراهن .. بداية جديدة لحياة جديدة في عالم جديد .
ورّطني فضولي الملتهب في متاهة لا أعرف لها مخرجا لكن مع ذلك لا أدري لما لم يتسلل الندم إلى نفسي فأنا من اخترت هذا على أي حال
فرقت مقلتي ببطء لأستعيد ذاكرتي بعد هنيهة
تفقدت القلادة التي وهبتها الساحرة إياي و التي تعتبر أهم ممتلكاتي في الوقت الحالي .. إن لم تكن الشيء الوحيد الذي أملكه
استقمت بجسدي الممدد على الأرض أتفحص ما يحيط بي ، لمحت حشدا غفيرا من الناس مختلفي الأعمار ينتشرون هنا و هناك ..
معظمهم شبه عراة .. البعض منهم مستلقٍ على رمال الشاطئ يُعرِض جسده لأشعة الشمس و البعض الآخر غمر إياه في مياه البحر .. في المكان الذي أنتمي إليه
أطفال يمررون الكرة بين أقدامهم تارة و يقذفونها لبعضهم البعض تارة أخرى
من الجليّ أنه الجميع يحظى بوقت بهيج ..
" المنظر أبهى عن قرب "
تَمتمْتُ مبتسمة ما لبثت أن مُحِيَت تلك الابتسامة عندما طَرقت فكرة مضايِقة عقلي
ما الذي علي فعله الآن ؟ ما أبسط السؤال و ما أشدّ تعقيد جوابه
تزامنا مع سؤالي ذاك .. اشتدّ وهج القلادة الأرجواني لأضمها بين يدي بحذر و تطلّع
" توقفِ عن طرح الأسئلة و امضِ في أُحجيتك ، لا مجيب لأطروحاتك سوى صوتك الباطني ، اتبعيه فهو خير مرشد لك "
انبعث صوت يعود للعجوز متزامنا مع انعكاسها فهبت نسمات طمأنينة على جوارحي عندما أدركت أني لم أبتَر كليا عن عالمي الأصلي و ما القلادة سوى ملحقٌ لكرة العجوز السحرية فهي بذلك همزة وصل بيننا ..
و لم أكن لأنطق بحرف حتى تلاشت الصورة و اختفى الصوت ، جمعت حواسي كافة في تأمل ما سمعته للتو
" اتبعيه فهو خير مرشد لك ... "
وقع العبارة الأخير رسم أثرا عميقا في روحي ، خطوت أول خطوة على أرض البشر ليتمركز أسفل قدمي وخزٌ أشد من سابقه ليستحضر إلى ذاكرتي عبارة أخرى سمعتها سابقا
" ستماثل خطاك السير على سكاكين حادة لكن عليك التحمل "
حديث تلك الساحرة مشفر يحاكي أحجية مستعصية الحل لكن علي الاهتمام بإدراك كل كلمة تلفظها
•••
بعد سير طويل أرهق قدماي و زاد من حدة الألم ها أنا ذا في مساحة مفتوحة واسعة تستقر عليها محلات منها الفخم و منها البسيط
ا ناس مختلفو الملامح ينتشرون منشغلين بقضاء حاجياتهم ، روائح متضاربة داعبت أنفي لأول مرة و صوت موسيقى فولكلوري محبّب تسلل إلى مسامعي
لابد و أنه السوق ، مماثل نوعا ما لما قرأت في الكتب
تلك الروائح و صدى الموسيقى محفز كاف لجعلي غير نادمة لاختراق عالم مجهول بالنسبة لي ، هذا ما رميت إليه من الأساس ..
خوض تجارب حياتية لم يسبق لي خوضها و إمتاع حواسي بما تجهله
و في غفلة مني شعرت باندفاع مفاجىء الى الأمام يصحبه ألم في عنقي تسبب في طرحي على الأرض
المتسبب في ذلك رجل حاول انتشال عقدي و نجح في ذلك ..
لم أتردد و لو لبرهة في اللحاق به رغم الوخز الذي يحول بيني و بين الركض بأعلى سرعة
بعد استمرار في الركض أبصرت حشدا من الناس ملتفين ، خمنت أنهم قبضوا عليه استجابة لاستغاثاتي المتكررة و ذلك لحسن حظي فلَكْنَتي لازالت ركيكة إلى حد ما نظرا لشخص لم يمارس اللغة بشكل كافٍ بعد
وصلت أخيرا إلى موقع الحشد ، كان خاطف القلادة مكتوف اليدين بأصفاد يثبطه شخصان يرتديان نفس الزي الكحلي ، لابد و أنهم رجال الشرطة
استعدت قلادتي بهلع ليبادرني الرجلان بعبارات الاعتذار ذاكرين أن عمليات السرقة قليلا ما تحدث هنا
لم أهتم لحديثهما بقدر اهتمامي باسترجاع القلادة و بأمر آخر .. الألم الذي نهش قدماي عَقِب الجري المستمر
تهاوت الأرض تحتي و لم أعد مُلمّة بما يحدث حولي
آخر ما امتثل أمام عيناي صورة فتاة شقراء تهرول صَوبِي
••••••
FLASH BACK
08 AM - قبرص" صباحك جميل روزان "
حيى تايهيونغ رفيقته الممددة على أريكة يكسو بشرة وجهها الماسك الصباحي
" صباحك أجمل " ردت التحية دون ابتسامة كي لا تخرب الماسك
" تايهيونغ ! " نادته ليبدي ما يدل على الانتباه
" كنت أفكر ، بما أن هيجين افتتحت محلها الجديد ، لما لا نقيم مفاجأة لها ، أعلمتني أنها ستمكث فيه على الغالب طوال اليوم لذا لن تكتشف أمرنا "
انبسطت أسارير وجهه ليجيب " أجل و لمَ لا "
" ربع ساعة فقط لتجهيز نفسي "
قالت الصغرى ثم قفزت بسرور قائلة
" ما أجملك و أنت تستجيب للطلبات دون حُجج "
توجه تايهيونغ نحو غرفته مقترحا
" لنصطحب جيمين معنا إنه أدرى بشؤون المفاجآت "
•دخل روزان و جيمين نقاشا حادا حول لون الشموع الذي عليهم اقتناؤها
انسحب تايهيونغ مبكرا بعد فقده الأمل في طرح رأيه
استلطف تعابيرهما و هما يتجادلان و يلوحان بأيديهما في الهواء
تناول آلة الكاميرا ليؤرخ ذلك ، رغم أنه على علم مسبق بِوابِل التوبيخات الذي ستتلقاه أذناه من روزان احتجاجا على شكلها في الصور التي تلتقط دون علمها
و دون سابق إنذار جلبة في الأرجاء لفتت انتباه الحاضرين أجمعين فانصرف عن التقاط الصور ليرى ما الخطب
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19