8 - طوق النّجاة

1.6K 259 65
                                    

" عفوا "

قلت لترفع رأسها ناظرة في عيني مباشرة

تحرك شفتيها بارتجاف غير قادرة على التلفظ بحرف واحد

بدا الخوف جليا في عينيها المختزنتين لدموع محبوسة تعكس لمعة الترقب و الذعر

‏ معدل تنفسها سريع جدا  يمكنني الاحساس بجسدها يرتجف بمحاذاتي كحَملٍ وجِلٍ يتربصه ذئب ضارٍ

مهلا جيمين ! لا يمكن أن تخطئ هذه الملامح

نفس الفتاة صاحبة الشعر الأحمر و العينين الرماديتين !

لكن لما حالتها تنم بالذعر الشديد !

" أرجوك ساعدني "

قالت بصوت مهتز تنطق الحروف بتقطّع

بعد هنيهة ظهر أمام ناظري رجل شاب توحي خطواته الغير مستقرة بأنه في حالة سكر

ربما هذا هو سبب ذعرها ، ملاحقته لها

" ها أنت ذا عزيزتي ، لما تهربين ها ؟ "

خاطبها بنبرة غير لائقة بينما يثبت عينيه على قدميها

تناوبت حدقتاي بين وجهها الهالع و خاصته الماكر لأتدخل بعدما تقدمتها بخطوة

" لا تقترب من الفتاة "

" أوه حقا !  و ما الذي قد يمنعني ؟ أنت مثلا ؟ "

نطق بنبرة أقل ما يقال عنها مستفزة

" لا أظن أنك قد ترغب في التعفن بين جدران السجن بتهمة التحرش أ ليس كذلك ؟ "

حاولت صَرفه بهدوء دون اللجوء للمشاجرة أو ما شابه

إن لم يستجب ، نستعين بالخيار الثاني

تراجع بخطوتين ... نجح أسلوب التهديد معه

التفت مغادرا بينما يتوعّدها بعبارات التهديد و الانتقام

استدرت بعد أن تأكدت من ابتعاده فإذا بي أجدها جالسة على الأرض

خائرة القوى مستندة إلى السيارة تضم قدميها بكلتا يديها و تدفن رأسها بينهما

" أنتِ بخير ؟ "

كما توقعت ، لم أتلق إجابة منها

" هل تمكن من إيذائك ؟ "

سألت مجددا نظرا لحالتها المتدهورة

فهمت ما أرمي إليه  فاستجابت محركة رأسها بما يفيد النفي

" فلتبقي هنا سأحضر قنينة ماء لك و أعود "

كنت على وشك الترجل نحو المحل لولا أنها تشبثت بطرف قميصي

لا يمكن تركها وحيدة في هذه الحالة

" لا بأس، يمكنك المجيء معي"

صرّحتُ لتستقيم واقفة

سايرتها المشي ببطئ نحو المحل متسائلا عن سبب خطواتها الغير طبيعية

خَيْلان قُبْرُصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن