" عفوا "
قلت لترفع رأسها ناظرة في عيني مباشرة
تحرك شفتيها بارتجاف غير قادرة على التلفظ بحرف واحد
بدا الخوف جليا في عينيها المختزنتين لدموع محبوسة تعكس لمعة الترقب و الذعر
معدل تنفسها سريع جدا يمكنني الاحساس بجسدها يرتجف بمحاذاتي كحَملٍ وجِلٍ يتربصه ذئب ضارٍمهلا جيمين ! لا يمكن أن تخطئ هذه الملامح
نفس الفتاة صاحبة الشعر الأحمر و العينين الرماديتين !
لكن لما حالتها تنم بالذعر الشديد !
" أرجوك ساعدني "
قالت بصوت مهتز تنطق الحروف بتقطّع
بعد هنيهة ظهر أمام ناظري رجل شاب توحي خطواته الغير مستقرة بأنه في حالة سكر
ربما هذا هو سبب ذعرها ، ملاحقته لها
" ها أنت ذا عزيزتي ، لما تهربين ها ؟ "
خاطبها بنبرة غير لائقة بينما يثبت عينيه على قدميها
تناوبت حدقتاي بين وجهها الهالع و خاصته الماكر لأتدخل بعدما تقدمتها بخطوة
" لا تقترب من الفتاة "
" أوه حقا ! و ما الذي قد يمنعني ؟ أنت مثلا ؟ "
نطق بنبرة أقل ما يقال عنها مستفزة
" لا أظن أنك قد ترغب في التعفن بين جدران السجن بتهمة التحرش أ ليس كذلك ؟ "
حاولت صَرفه بهدوء دون اللجوء للمشاجرة أو ما شابه
إن لم يستجب ، نستعين بالخيار الثاني
تراجع بخطوتين ... نجح أسلوب التهديد معه
التفت مغادرا بينما يتوعّدها بعبارات التهديد و الانتقام
استدرت بعد أن تأكدت من ابتعاده فإذا بي أجدها جالسة على الأرض
خائرة القوى مستندة إلى السيارة تضم قدميها بكلتا يديها و تدفن رأسها بينهما
" أنتِ بخير ؟ "
كما توقعت ، لم أتلق إجابة منها
" هل تمكن من إيذائك ؟ "
سألت مجددا نظرا لحالتها المتدهورة
فهمت ما أرمي إليه فاستجابت محركة رأسها بما يفيد النفي
" فلتبقي هنا سأحضر قنينة ماء لك و أعود "
كنت على وشك الترجل نحو المحل لولا أنها تشبثت بطرف قميصي
لا يمكن تركها وحيدة في هذه الحالة
" لا بأس، يمكنك المجيء معي"
صرّحتُ لتستقيم واقفة
سايرتها المشي ببطئ نحو المحل متسائلا عن سبب خطواتها الغير طبيعية
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19