تطلّب مني الأمر وقتا مطولا نوعا ما في التنقيب عن افتتاحية مناسبة لما أطلقت عليها اسم حكاية مع أنها دون ذلك ، لم أسطر أحداثها بعد في السلم الزمني و لم أضع النقاط على حروف وقائعها .. لازالت الكلمات تتناطح في عقلي .. لكنها ضرب من ترياق الخيال الطيب ممزوج بسمّ الواقع المرير
أوليس الترياق ابن السمّ يولد من رحمه ؟
سنلتقي في المنتصف المميت حيث عقدت معاهدة الحياة بين الحقيقة و السراب منذ أزل بعيد
طرفان متعصبان طامعان لم يرض أي منهما تسليم رهينته ألا و هي الإنسان للطرف النّد .. معاهدة غير قابلة للنقض أبت فيها الحقيقة إطلاق سراح الرهينة من قيودها الموجعة ليحضنها الخيال بجناحيه الدافئتين و أقسم الخيال بدوره بأن لا يُحيل للواقع المتغطرس حق تحريك الانسان بخيوطه المنسوجة من قماش مسموم و كأنه دمية الماريونيت ..
نحن و في خضم مد و جزر بحر الحياة ، يلسعنا الواقع بأنيابه ليسري سمّه القاتل في أوصالنا فنتوسل طبيب الأحلام أن يسكب ترياقه العجيب في ثغورنا فيخمد الألم بل و يسقينا فوق ذلك خمرة عذبة المذاق ترتقي بنا إلى غيوم النشوة الوهمية
هو هكذا الخيال ! بترياقه و خمرته ينسينا فينشينا و ما النسيان و النشوة إلى سرب من الوهم ، لكن لابأس في ذلك ...
قد تبدو الافتتاحية معقدة متشابكة المعاني لكن الأحداث دون ذلك ، إنها تجسيد لعبارة بسيطة ألا و هي :
" الأحلام بوابة المستقبل "
________تعالى صوت ضحكاتنا الممزوجة بقهقهة صاخبة تصدر من أعمق نقطة في قلوبنا في طريق عودتنا من أمسية ماتِعة على شرف تتويج شركتنا لؤلؤة في سماء عالم التصميم الجرافيكي ، الشركة التي قدتها في مضمار التألق أنا و رفيقا دربي الحميمان
" تايهيونغ احذر ! "
صوتها المذعور المُناجي كان آخر ما التقطته مسامعي قبل أن تتجمد عقارب الساعة و يملأ العدم السوداوي مجال نظري
----------
كوريا الجنوبية
07:15 am" صباح الخير .. أقصد صباح الكسل جيمين ! "
هجى حامل الكوب البني القاتم المتناسق مع لون خصلاته صديقه المتمدد على الأريكة منهمكا في البحث على كومبيوتره
" لازال أمامنا متسع من الوقت قبل موعد الطائرة ، لا تقلق لن أسبب أي تأخير "
أجاب مبررا موقفه
" أظن أنك ستحتاج حجة إضافية لتبرر لنا في السيارة سبب تأخرك بعد أربع ساعات من الآن "
راهنت تلك من أمام الدرج تعانق كومة من الثياب المغسولة سابقا
" إنها مجرد إجازة روزان صدقيني .. لن نلبث هناك دهرا"
علق تايهيونغ مرة أخرى على الكم الكبير من الملابس التي تنوي اصطحابها معها
ما بال مزاجه هذا الصباح ؟
اكفهر محياها ليبتسم جيمين دلالة على السخرية و الانتصار
" لم تبتسم ؟ فلتواصل مشاهدة ترهاتك تلك يا قصير الساقين "
سددت روزان رمية في مرماه محاولة الفوز في مباراة استرجاع الكرامة
" يدعى علم الكائنات الخفية و ليست ترهات أيتها الجاهلة صديقة الأسقف "
رد جيمين الصاع صاعين بتسجيل هدف التعادل
زفر تايهيونغ واضعا الكوب على مائدة غرفة الجلوس ، بات الاستماع لمناوشات الثنائي المبتذلة جزء من الطقوس التي يستفتح بها يومه كعجوز يتصفح الجريدة كل صباح.
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanficتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19