نيقوسيا - قبرص
- ستّة أشهر -
جلسَة الأخِلاّء المعتادة في أولى ساعات الليل ، بعد يومٍ مُضنٍ . رافقهما فيها كأسا نبيذٍ أحمر معتّق تلائم و الجوّ السائد
غالبا ما تكون تلك الجلسة بادرة لحديثِ القلوب
" لازلت متشبّثا بفكرة عودتها "
طرح الأشقر سؤالا ، لم يحمِل مفهوم السؤال بقدر ما كان استنتاجا
" فوق ما تتخيّل "
أجاب الأسمر مرتشفا من كأس النبيذ لعلّه يحُلّ بلسما على شرخِ فؤاده الغائر
زفر جيمين مُشيحا ببصره إلى الأفق ، لا يريد منه أن يتشبّث بحبلٍ مهترئ النسيج ، أن يتنفّس أملاً زائف الملامح
" و ماذا لو كانت متزوّجة به الآن ؟ "
استلّ رشفة ثانية ، اتكأ بسكينة ثم أجابه
" أعرِفُ فَتَاتي ، أنثى متمردة ، لن تَرضخ بهذه السهولة "
استهدف لِسان جيمين خدّه من الدّاخل ثم نطق بعدما اضمحلّ أمله
" مُصِرّ علَى رأيكَ إذَن "
ابتسم تايهيونغ بتكلّف قائلا
" لستَ بأحسن منّي " صمت برهة ثم أكمل
" عندما كانت روزان لغيرك ، اعتَنقتَ نفسَ رأيي الآن "
هَزمت كلماته مُحاولات الأشقر
" بل جاهدت في سبيلها و كُلّلت بالفوز ، كذلك أنا ...
إمّا أن أخرج المعركة ظافرا بها و إمّا أكون شهيدَ الحبّ "تزامنت آخر كلمة لفظها مع دخولِ روزان
" ستعيشين طويلا " مازحها تايهيونغ
" لماذا ؟ كنتما تتحدثان عني ؟ "
تصنّمت قبالتهما و يداها على خصرها ترمقهما بعينين ضيقتين
" لا تقلقِ ، كنّا نمدحُك لا نذمّك "
سبقها بخطوة مجيبا سؤالها الغير مطروح بعد
" طمأنتَني " أخرجت لسانها مغمضة عينيها
" جيم ، كنت سأطلب منك أن ... "
التفتت إلى الآخر و تبدّلت نبرتها إلى الاستعطاف
" أصطحبكِ للمركز التجاري غدا بعد المؤتمر "
تولّى إستكمال الطّلب عنها ، يحفظَ طقسها الذي لا يكتمل كلّ خروج لها بدون إحيائه
" موافقٌ إذن ؟ " بابتسامة طفولية أبرزت انتفاخ خدّيها سألته
أعاد شعره إلى الوراء متنهدا كمن يقول ' لا سبيل للفرار'
أومأ كتصريح بالموافقة فاندفعت إلى عنقه تحاوطه من الخلف كعادتها أو بتعبير أدقّ : تَخنِقه
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19