32 - حدِيثُ القُلوب ، استِردَاد ؟

1.3K 207 219
                                    

نيقوسيا - قبرص

- ستّة أشهر -

جلسَة الأخِلاّء المعتادة في أولى ساعات الليل ، بعد يومٍ مُضنٍ . رافقهما فيها كأسا نبيذٍ أحمر معتّق تلائم و الجوّ السائد

غالبا ما تكون تلك الجلسة بادرة لحديثِ القلوب

" لازلت متشبّثا بفكرة عودتها "

طرح الأشقر سؤالا ، لم يحمِل مفهوم السؤال بقدر ما كان استنتاجا

" فوق ما تتخيّل "

أجاب الأسمر مرتشفا من كأس النبيذ لعلّه يحُلّ بلسما على شرخِ فؤاده الغائر

زفر جيمين مُشيحا ببصره إلى الأفق ، لا يريد منه أن يتشبّث بحبلٍ مهترئ النسيج ، أن يتنفّس أملاً زائف الملامح

" و ماذا لو كانت متزوّجة به الآن ؟ "

استلّ رشفة ثانية ، اتكأ بسكينة ثم أجابه

" أعرِفُ فَتَاتي ، أنثى متمردة ، لن تَرضخ بهذه السهولة "

استهدف لِسان جيمين خدّه من الدّاخل ثم نطق بعدما اضمحلّ أمله

" مُصِرّ علَى رأيكَ إذَن "

ابتسم تايهيونغ بتكلّف قائلا

" لستَ بأحسن منّي " صمت برهة ثم أكمل

" عندما كانت روزان لغيرك ، اعتَنقتَ نفسَ رأيي الآن "

هَزمت كلماته مُحاولات الأشقر

" بل جاهدت في سبيلها و كُلّلت بالفوز ، كذلك أنا ...
إمّا أن أخرج المعركة ظافرا بها و إمّا أكون شهيدَ الحبّ "

تزامنت آخر كلمة لفظها مع دخولِ روزان

" ستعيشين طويلا " مازحها تايهيونغ

" لماذا ؟ كنتما تتحدثان عني ؟ "

تصنّمت قبالتهما و يداها على خصرها ترمقهما بعينين ضيقتين

" لا تقلقِ ، كنّا نمدحُك لا نذمّك "

سبقها بخطوة مجيبا سؤالها الغير مطروح بعد

" طمأنتَني " أخرجت لسانها مغمضة عينيها

" جيم ، كنت سأطلب منك أن ... "

التفتت إلى الآخر و تبدّلت نبرتها إلى الاستعطاف

" أصطحبكِ للمركز التجاري غدا بعد المؤتمر "

تولّى إستكمال الطّلب عنها ، يحفظَ طقسها الذي لا يكتمل كلّ خروج لها بدون إحيائه

" موافقٌ إذن ؟ " بابتسامة طفولية أبرزت انتفاخ خدّيها سألته

أعاد شعره إلى الوراء متنهدا كمن يقول ' لا سبيل للفرار'

أومأ كتصريح بالموافقة فاندفعت إلى عنقه تحاوطه من الخلف كعادتها أو بتعبير أدقّ : تَخنِقه

خَيْلان قُبْرُصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن