تحت وطأة الحر الشديد و لخمسة أيام متواصلة واضبت ميلوفيا على مهمتها العسيرة في العثور على وظيفة ملائمة للمرة الثانية
ارتادت المحلات الكبرى و الصغرى ، استفسرت مُلاّك المطاعم و المكتبات ، تفحصت الواجهات بحثا عن لافتة تلبي مرادها ..
و ما إن يصادفها عمل مناسب يساورها الشك خشية الوقوع في مأزق مماثل لسابقه ، لا يمكن أن تأتمن على نفسها منذ الآن ، فور ارتيابها بالنظرات الزائغة لأحدهم تغادر دون تردد
أصبحت ترى إيحاءات خبيثة تصدر من الرجال حتى لو كانوا أبرياء من ذلك
" HOPE WORLD'S PASTRY "
لمحت لافتة محل لبيع الحلويات ، لتدلف للمرة الخامسة بعد العشرة من أجل الاستفسار عما إذا كانوا بحاجة لموظفة
~~~المحل لطيف و واسع من الداخل ، اللون الأخضر الهادئ يفرض هيمنته على الديكور
رائحة الخزامى تفوح في الأرجاء ، إنه يبعث شعورا محببا بالراحة النفسية كانطباع أولي
" عفوا ، كيف أستطيع خدمتك ؟ "
سألتني تلك المرأة الواقفة وراء منضدة الاستقبال بابتسامة دافئة تزين سيماءها
" جئت من أجل إعلان التوظيف المعلق في واجهة محلكم "
أجبتها باختصار لتنبسط أسارير وجهها قائلة
" أوه حسنا ، فلتتفضلي بالجلوس لنتحدث قليلا "
وجهت لي أسئلة تتعلق بالوظائف التي خوّلت إلي سابقا بالإضافة إلى كفاءاتي اللغوية فأجبت دون صعوبة لتقول
" ماذا عن تجاربك في مجال صناعة الحلويات ؟ "
" في الحقيقة لم تمنح لي فرصة للخوض في هذا المجال من قبل "
قلت بنبرة محبطة و رأس مطأطأ بعدما تبيّن لي كون الوظيفة تتطلب خبرة تعوزني
فرصة أخرى ضاعت من بين يدي .
اعتلتها مؤشرات خيبة الظن إلى حد ما لأقول بلهجة أكثر حيوية
" لكن صدقيني سيّدتي سأطبق تعاليمك بحذافيرها و أكون عند حسن ظنك "
تلك محاولة مني لإنقاذ الوضع ، صحيح أني معوزة للخبرة العملية لكنّ سرعة اكتساب المهارات التي تتّسم بها بنات سلالتي ستفي بالغرض
يمكنني قراءة عدم الاقتناع من خلال نظراتها رغم أنها لم تنبس بحرف ، هي على وشك الرفض
" فلتمنحيها فرصة لإثبات كلامها ، لن يكون في ذلك ضرر "
تدخل صوت رجولي مجهول
التفت لأرى صاحب المداخلة الفجائية
فإذا بي أقابل رجلا ذا عينين حادتين و تقاسيم باردة تناقض الابتسامة المريحة التي تُبرز غمازتيه
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19