اضطررنا لركن السيارة في الأسفل و إكمال المسير على الأقدام لأن منزل كيم نامجون يقع في أعلى الجبل
بعد مسافةٍ معتبرة تراءى في مجال نظرنا قصر عظيم آخر ما توقعته أن يتواجد في منطقة نائية كهذه
" وصلنا أخيرا " قال تايهيونغ فجحظت عيناي و فغرت فاهي " ماذا ؟ "
" العنوان يفيد بأن هذا هو منزله "
وضّح لأقول " غريب "
" معروف كيم نامجون بغرابته في كل شيء "
أعلمني بينما نصعد السلالم الحجرية العالية و العريضة المشابهة لتلك التي تظهر في الأفلام التاريخية
طرق الباب باستعمال المقبض اليدوي الضخم و لم نلبث كثيرا حتى فتحت البوابة من طرف رجل ضخم البنية رسميّ الهيئة
انحنى لنا باحترام ثمّ مدّ يده كدعوة للدخول
عذرا ، أ لن تسأل عن هويتنا على الأقل !
و يا ليت الكلمات تصف هول القصرِ و تفاصيله الباذخة من الداخل
ما من زاوية أو ركن إلا و زُيّن بتمثال حجريّ يجعلك مترقبا نطقه أو تحرك أحد أطرافه في أي لحظة من شدة دقّة تجاويفه ، نتوئاته و انحناءاته
متمادٍ في تنسيقاته السريالية ، و كأنه حلقة مفقودة من عالمٍ آخر أو بوابة مدلية إليه
شاهدنا حشدا من الفتيات متقاربات القدّ ذوات لباس موحد يتمثل في فستان من القطيفة المخملية يقابله حشد آخر من الفتيان يلبس بدل الفستان بدلة ، الكلّ مصطف بانتظام في انتظار شيء ما
أشار إلي تايهيونغ أن نذهب لاستفسارهم فتبعته
" عفوا ، أين يمكننا إيجاد السيد كيم نامجون ؟ "
كأنهم صمّ بكم عميٌ لا يفقهون ، لم نتلق أي إجابة مما زادنا على الحيرة حيرةً
التفتّ إلى يميني فلمحت طفلة يافعة ذات شعر يضاهي قامتها كما أن نورا ينبلجٌ من هالتها الملائكية خاصّة بفستانها الأبيض المرصع الذي ينبثق منه جناحان في ظهرها كفراشة الربيع
مهلا ، كانت ترمقنا باسمة ثم أشارت بكفّها أن اتبعوني و استدارت متسلقة الدرج العظيم
جذبت قميص تايهيونغ لينتبه لها فتبادلنا النظرات المحتارة ثم امتثلنا لطلبها صاعدين بدورنا تلك السلالم التي تضم على جدارها الجانبيّ لوحاتٍ لا تنضب من الغرابة
تضمّ صورا لأشخاص ذوي تعابير مستعصية التفسير ، إحداها لحوارات و أخرى لمعارك و واحدة منها لأطلنتس !
في نهاية السلالم حيث تقبع آخر لوحة صعقت لرؤيتها
لو كانت الأعين تكذب لكذّبت عيناي
لقد كانت لوحة لكلينا عندما قبّلته و رمينا بجسدينا إلى أحضان البحر ، عقلي لا ينفك عن طرح أسئلة متعاقبة لا أجد لها جوابا !
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
أدب الهواةتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19