" حتى الموت لن يفلتك من براثني عزيزتي "
همس بصوت أشبه بأفعى مجلجلة تتربص بضحيتها و الضحية هنا أنا ..
الظلام الحالك حال بين بصري و بين إدراك هويته أو على الأقل رؤية ملامحه
صوته مألوف إلا أن نبرته مستهجنة
ضيقت عيناي و العرق يتصبب من جبيني مترجما الارتجاف الذي يهز أركاني و يقبع بتركيز أكبر أسفل قدماي المتداعيين مجاهدة لرؤية وجهه المُضاءِ بنورِ القمرِ الخافت
" ج-جونغكوك .. "
غمغمت جاحظة العينين على الملتصق بي يقيّدني من الحراكِ جاعلا من ابتسامة مبهمة عنوانا لسيمائه المرعبة
ركّزت جيدا في وجهه لعلّي أتوهم .. لعلّي أحلم .. لعلّي أخطأت التمييز !
لكنّ تركيزي المبالغ ذاك في ملامحه قادني لما هو أدهى و أمر
أ يعقل أن ما يصول في عقلي هو سبب إحساسي بأُلفة ملامحه حين التقيته أول مرة ؟
" بل سيزار .. " صحّح و الفحيح لا يبرح نبرته مثبتا بذلك شكوكي المخيفة
مستحيل ! سيزار أسمر البشرة ذو شعرٍ أحمر و عينان خضراوان كالزجاج
" لكن كيف .. " فكّرت أن كيف لهذا أن يحدث و أدركت أن صوتي كان مسموعا عندما جاءني الجواب
" على رسلك عزيزتي ، أمامنا السهرة بطولها "
شقت أنامله سبيلها إلى شعري ليركنه خلف أذني بهدوء تامّ
كسر تلك السكينة المتغلغلة في حركاته عندما جرّني من كتفي ليلقي بي خلف الأريكة
" أ تظنين أن من حرّض والدك ضدّ العجوز كانسيلار سيستعسر عليه اختلاس ترياق من عندها ليغيّر شكله ؟ "
عاد حاملا كرسيّ طاولة المطبخ و شيئا آخر أعاقني الظلام عن إدراك ماهيته
جلس على الكرسي بالمقلوب مقابلا إياي ثم ربع يديه على ظهر الكرسي قائلا
" لم ترتجفين ؟ سنصفّي بعض الحسابات المعلّقة فقط "
" جونغكوك عُدْ إلى وعيك ، ما الذي تفعله ! "
كلّ خلية في عقلي تصيح رافضة فكرة كونهما شخصا واحدا ، لا يعقل أن يتقمّص الملاك و الشيطان نفس الثوب
" جونغكوك ليس سوى قناع عزيزتي ، لنقل ليس سوى بعدٍ من الأبعاد الثلاثة "
لم أفهم مقصده البتة و لا أريد أن أفهمه ، مجرّد التفكير بالحقيقة يحقن جرعات مضاعفة من الرعب في أوصالي
" كيف فعلت ذلك " وجدت نفسي منقادة نحو السؤال دون وعي
" لنقل أنّ الحظ كان حليفي حين وجدتك "
صمت قليلا مثيرا استغرابي ثم أدبر موضّحا
" بالمناسبة ، كنتِ لبقة جدا حين اصطدمت بكِ في الطريق على عكس صديقتك التي ثارت في وجهي بسبب كومة أوراقٍ تافهة "
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanficتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19