رنّ المنبه في تمام السادسة صباحا ليوقظ طنينه الصاخب تايهيونغ
فتح عينيه تدريجيا و الصداع يفتك برأسه جراء المشروب ليعقد حاجبيه عندما رأى نفسه ملحوفا بالغطاء و منزوع الحذاء مع أن آخر ما يحتفظه به من ليلة البارحة لحظه ارتمائه على السرير مباشرة
" ربما أسرفت في الشرب فلم أتذكر "
خرج من غرفته مارّا إلى الحمام و تزامن مع ميلوفيا التي وضعت الفطور على المائدة و انشغلت تعبّئ نصيبا منه في علب لتأخذها إلى هوسوك و هيجين اللذان قضيا الليلة في المشفى
" عادت روزان ؟ " سألها لتجيب
" أعادها جونغكوك في الليل " ثم أدبرت " الفطور جاهز "
تجاهل ما قالته و اكمل طريقه نحو الحمام لتظهر مسحة من الأسى على ملامحها
بعد مسافة الطريق التي خيّمت عليها ظلال الصمت وصلا إلى المشفى ليجدا هوسوك و هيجين في انتظارهما و لم يبد عليهما أي علامة تدل على الاستبشار
" كيف حاله ؟ " استفسر تايهيونغ هوسوك
" لا تحسّن لحد الآن "
وضع يده على كتفه مواسيا
" لا زال هنالك أمل تايهيونغ "
" يمكنني الدخول ؟ " سأل الآخر شبه هامس مثبتا نظراته على النافذة الزجاجية التي تطل على غرفة جيمين
" أجل لدقائق معدودة فقط " صرّح هوسوك
كان جالسا على الأريكة المحاذية لسريره يراقب تنفسه البطيء في صمت
تارة يخيّل إليه أنه حرّك اصبعه و تارة يتوهّم أنه سمع صوته لكن سرعان ما يدرك أنها خيالات نسجها عقله الذي يأبى تصديق ما حدث
حالته التي لا تنذر بالخير و لا تدعو للتفاؤل جعلت من الآخر يفقد آخر ذرة أمل في جعبته
وضع رأسه بين يديه يجابه دموعه كي لا تسقط
و فجأة ومضت فكرة لم تكن في الحسبان في رأسه فاستقام مهرولا إلى الخارج كمن لمح بركة ماء عذب في عزّ القفار
~~~~~~~~
قضيت وقتا طويلا جالسة على كرسي الانتظار في الرواق حتى تصلّب جسدي ، شعرت بالدوار و الانهاك فقصدت آلة العصير بغية اقتناء قنينة تعيد إلي بعضا من طاقتي
و في انتظار قارورة العصير ، انشغلت بمراقبة عجوزٍ تئن بألمٍ بينما تحضن طفلا صغيرا نحيلا يرتجف خوفا
سمعتها تتحدث إلى أحد الأطباء حول عملية جراحية تكلّف مئة ألف يورو و سمعتها أيضا تطمئن الطفل قائلة أن أمه ستكون بخير
فرُحت أفكر كيف أن البشر جعلوا من المال وقودا لتعاملاتهم و علاقاتهم و كيف أضحت تلك الأوراق و القطع النقدية محرّكا لإنسانيتهم
أنت تقرأ
خَيْلان قُبْرُص
Fanfictionتنويه : للرواية جزء ثانٍ بعنوان قصتنا القادمة تجدونه في حسابي. - في رِحَاب الأساطير و الأحلام نتجرّد من أسْمَالِ المنطق الرّثة و نقف عُراةً في حضْرةِ جبَروت الخيال • إيثالاس ميلوفيا • كيم تايهيونغ ← مُكتملة : 07/08/19