مرحبًا يارفاق، هيا لنكمل الحكايه...
أبتدأ العام الدراسي، أتعلمون ما حدث لي؟؛ مستواي الدراسي هبط، خسرت صديقات المدرسه بسبب مشاكل تافهه أفتعلتها أثناء غضبي، هوسوك دخل وفرقته في أكتئاب بسبب العمل، جيمين لم اره مُنذ يوم الحادث، أبي أصاب بالجنون ومنعت من رؤيته لفتره، لاشو تركت الطب ولجأت لدراسة شيء أسهل فأختارت كلية الحقوق، وماذا ايضًا؟، أمسيتُ شخصًا منهارًا ضعيفًا وحيدًا
صباح بارد للغايه؛ كُنت أتجهز للمدرسه وقبل أن أخرج؛ فتحت دولابي لألتقط أحدى قبعاتي الصوفيه كي لا يتجمد رأسي، أنتشلت قبعتي السوداء وحينَ ألتقطتها؛ هي كشفت عن قُبعةٌ حمراء وهي تلك التي أهداني أياها جيمين
نظرت لها مطولًا ثُمَ أعدت قبعتي السوداء وأخذت خاصة جيمين تلك، على الأقل هي أخر ما تبقى لي منه، ذهبت للمدرسه يوم روتيني؛ لا اركز في الحصص بسبب شرودي المستمر، أجلس في أخر مقعد وحيده صامته، أُطرد من الصف ألف مره في اليوم بسبب عدم تركيزي، أتناول بعض لقيمات الطعام بصعوبه واحيانًا اتجاوز غذائي
عدت للمنزل وفتحت كُتبي، ليست ألا دقائق حتى أغلقتها لا رغبةَ لي بأي مذاكره لعينه، رميت بجسدي الذي قد أصبح هزيلًا للغايةِ مؤخرًا على الفراش، وكالعاده تلك الموسيقى الملبده بالكلمات السوداويه تأكل مسامعي
جيمين... آهٍ يا من أفتقدتهُ بعدد زخاتِ المطر، يا من دفنني فراقهُ تحت أنقاضِ الألم، يا من طعنني شوقي لهُ ألف طعنةِ مرر
فمن يأويني من هذا الحَزنّ، أمي ميته، وأبي عقلهُ فقد، أُختي نستني، وحبي تركني وذهب
بعد عصرات آلم متكررةٌ خنقت قلبي؛ لمعت فكرةٌ رأيتها مُنجدي، فأستقمت وأرتديت قبعته الحمراء، بعد أن سدلت غُرتي على عيني، أرتديت قناعي الذي أرتديه حين أريد أخفاء دموعي ومن غرفتي أنصرفت
وقفت امام باب لم أزره مُنذ زمن، رفعت رأسي أتأمل تلك اللافته الزرقاء؛ "متجر بارك للكتب"، دخلته بهدوء فأصدرت تلك الأجراس رنينها الذي أشتاقت مسامعي له، و وددت لو أبقى أفتح الباب وأغلقه ألف مره حتى تتشبع مسامعي من صوت رناته
تفحصت عيني كل ركن أبحث عنه بلهفه، اول من وقعت عيني عليه هو والده، نظر إلي قليلًا ثُمَ اشاح بنظره بعيدًا عني، خطوت عدة خطوات على مضض، وثُمَ أطلقت سراح قدمي لتتجول باحثةٌ عنه، ذهبت لأخر المتجر حيث تعود ان يتواجد
وما خاب ظني؛ فقد وجدته، كان يجلس على الكرسي وكارن تجلس على الطاوله، يتحدثان ويضحكان بينما تلتقط أنامله الصغيره كتابًا بدا لي أنهما يتحدثان حوله
وقفت للحظات أتأمل ملامحه، وضحكته، وصوته، وعينيه، وكم كان قلبي يناجيني لأخذ جذعه بين ذراعي، وبعد ان شعرت ان وقوفي ملفت؛ انا تحركت بين الرفوف وكأني أنتقي الكتب، بينما عيني معلقةٌ عليه
كُنت فقط أريد ان اراه، فقط ان اراه لا اكثر، انا اشتاق إليه بينما هو يبدو انه نساني، انا فقط... افتقده..، شعرت بالدمع يغدر بعيني فتحركت خارجةٌ من المحل، وقبل ان اصل للباب أستوقفتني يد أحكمت قبضتها على رُسغي
وقبل ان ارفع رأسي انا أغمضت عيني كَمحاولةٌ مني ان أخفي دموعي، أستسلمت وألتفت بتردد وقد كان هذا والده!
هو وضع يده على كتفي وقد بدا لي انه تعرف علي، نظر لعيني الدامعتان من خلف خصلات غرتي، وربت بأنامله العريضه على كتفي وهمس لي:
"العلاقاتُ المتينةُ؛ تبقى متينةٌ يا أبنتي"
أنزلت نظري للأرض ونزلت معه دموعي، انا غير قادرة على قول او فعل شيء!، أنصرفت من امامه، وفي طريقي للمنزل، كان البرد قارصًا لكني لم أشعر به من لهيب دموعي، كلهم تركوني... كلهم جعلوا مني وحيده
مر اليوم، والذي بعده، والذي بعده، وجملة والد جيمين تدور في رأسي؛ أيعقل ان جيمين لم يتخطاني بعد؟، أيعقل ان هناك فرصةٌ لأشرح له موقفي؟، أهناك فرصةٌ ليعود صديقي مجددًا؟!
اخيرًا انا أتخذت القرار، سأحاول ان أفتح نقاشًا ولو للمرةِ الأخيره مع جيمين، أرتديت قبعته التي أصبحت لا تفارق رأسي مؤخرًا، وذهبت للمتجر، وقفت على مقربةٍ منه وثُمَ خارت قواي، انا غير قادره على مواجهته!، ماذا اقول!، انا لا املك كلامًا!، انا لا... لا اريد ان اضعف امام كارن التي بالطبع هي معه الان!
تراجعت وذهبت بعيدًا، لا اعلم الى اين؛ لكني ظللت أمشي وأمشي حتى ان الشوارع أنطفأت والمتاجر أُغلقت، اخيرًا انا جلست على الرصيف البارد بعد ان تعبت
كنت انظر للارض وافكر فحسب، وبينما انا غارقةٌ في افكاري كان هناك فتى امامي يبدو مقبلًا على العشرين ربيعًا، كان يمسك علبةُ سجائر بين يديه؛ وقبل أن يقرب تلك السيجاره الى شفتيه تقدم شخص فجأه وضرب يده لتسقط تلك العلبه من بين انامله ويصبح مستقرها بجانب حذائي
ذاك الشخص بدأ يُؤنبه ببعض الكلام ويكاد ان يبكي، بدا لي صديقه...و بدا لي يشبه جيمين بتصرفاته...، هو في النهايه احتضنه واخبره انه غير مستعد لأن يصيبه اي مكروه، وثُمَ ذهبا معًا
بقيت أراقبهما حتى ذهبا، ابتسمت بسخريه؛ انا حتى لا أملك أبًا يسألني ماذا أفعل على الرصيف في هذا الوقت، نقلت نظري لعلبة السجائر عند قدمي
يا تُرى.. كيف هو مذاقُها؟
لنكمل غدًا، وداعًا
-
أنت تقرأ
Venus || J.H
أدب الهواة{مُكتَمِلَةٌ} فينوس؛ هو اسم اخر لكوكب الزُّهرَهَ، ويرمز اسم فينوس عند الرومانيين القدماء الى إله الحب والجمال، فينوس يظهر غالبًا مع بداية غروب الشمس او بداية شروقها بجانب القمر على شكل نجمه؛ هذه النجمه تبدو كأنها معجبة بالقمر ولكنه لا يلاحظها لانه م...