الفصل 1

626 9 1
                                    

أحبتي بعد نجاح رواية بين براثن الليث، اردت أن تكون لنا محطة جديدة بفكر جديد متلون، بعيد عن كلما تعودنا عليه، و عن كل ما هو دارج و كلاسيكي..
أردتها هذه المرة رواية تلامس القلب و العقل في آن، أن تجعلك تترنح(ين) ما بين الفضيلة و الابتذال، بين الحق و الواجب، بين العلم و الجهل، بين الإيمان و الكفر، و السلم و الحرب، القلم و الكلمة...
هذه الكلمة السحرية التي تنسج أسطر من الخيال الواقع و التجربة الخيالية بعيدا عن جميع توابعها الحقيقية.
واقع نجسده و نسييره كما نريد...

اترككم احبتي مع قراءة أول فصل في هذه الرواية، لا تنسوا ان تتركوا تعليقاتكم و توقعاتكم..

كالعادة لا توجد مواعيد محددة للنشر، فالالهام ليس له وقت، وانا أكتب بالهام منكم و من توقعاتكم ومن وحي اللحظة..

قراءة ممتعة للجميع

*********

فصول العمر تتلاحق مسرعة تطوي ربيعا خيم عليه الرماد و صيفا استحال جحيما لا يطاق من هول الجفاف حتى ان الخريف كان لها بالمثل أجردا، بقاياه أشلاء انثى عصف بها شتاء العمر مبكرا وهي مازالت تناطح العشرينات..
سراب هو ذاك الذي ابتلع احلامها و ارعد لياليها.
كانت قبل ذلك جامحة كطائر النورس طليقة، تراها عند الأفق مهيبة متعجرف ولكن عند حدود رمشيها الكثيفين تتبدد جميع الظنون و كل الفرضيات و الاحتمالات ..
غريبة الأطوار هكذا قالوا عنها و أحيانا شخصية بعيدة عن جميع التوقعات.. أغلب الوقت متمردة، شاردة ومتحررة ولم يقدر أحد على استعبادها...
من ينبوع الحياة ارتوت وتعلمت بأن ما يصنع من الانسان انسانا، ليست سوى تلك المواقف والأزمات التي واجهتها بين فصول عمرها...

تتذكر الآن وهي تحدق بأوراق خريفها
ذلك اليوم، حينما اسرعت على غير عادتها ترتدي حذاءها الصيفي الخفيف وخرجت مهرولة صوب صندوق البريد، يحثها خوفها و فضولها الى معرفة ما يخفيه الصندوق الجداري الصغير القابع عند سور الحديقة..

تطاير فستانها القطني مرفرفا كجناحي يمامة حرة بهبّة نسيم منعشة فتراقص حول ساقيها الرشيقتين، متناغما مع نعومة بشرتها الفتية اليانعة.

كانت مرتبكة، يتآكلها الخوف الشديد، فقد لمحت من نافذة غرفتها ساعي البريد يجول بين أزقة حيهم المكشوفة و الواضحة من علو شرفتها بدراجته الهوائية يحمل حقيبته السوداء المليئة برسائل مهمة.

" اللعنة!"..هتفت درة ممتعضة.
" لقد نسيت المفتاح "..
أردفت مسرعة نحو البيت، تحثها لهفتها و لجاجها لمعرفة مصيرها بين تلك الظروف..

اتجهت صوب خزانة صغيرة كانت قابعة في الردهة المجاورة للباب الرئيسي.

فتحت أحد أدراجها بتوتر، و أخذت تبحث في الأشياء الكثيرة و القديمة عن مفتاح الصندوق و كان البحث عسيرا بين كل تلك الأشياء المتشابكة..

رواية لا ترحل !.. ®  بقلم درصاف الذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن