ch8

995 62 0
                                    

(اليوم الثالث من الشهر)

"توقف عن هذا" صرخت وقد حاولت انزال فتات الخبز من شعري.
لا.قال لي ضاحكا وهو يناولني فتات الخبز.
"كلا، ثم الا تملك عملا تقوم به؟" سألته ضاحكة.
"لا، كانت تلك اخر حفلة في هذه الجولة، ستبدأ الجولة القادمة نهاية الشهر."
قال لي وهو يقطع المزيد من الخبز ليطعم الطيور في الحديقه الصغيرة.
تذكرت نهاية الشهر.. جيد سأرحل عنه حتي يمكنه مواصلة عمله..
ولكني اعترف بأني شعرت بالخيبة قليلا.
"لم هذا المنتزه فارغ؟" سألته وقد حاولت نسيان موضوع الشهر هذا.
عاد تشانيول يقطع الخبز ويطعم الطيور وهو يخبرني:" لقد كان هذا المنتزه الصغير
هو الوحيد في الحي، يأتي له الجميع ويطعمون الطيور والتنزه أما الآن
فقد افتتح منتزه اخر به العاب اطفال ونافورة ضخمة وغيره فلم
بعد أحد يأتي الي هنا، فقررت انا المجئ هنا لإطعام الطيور الوحيدة."
سكت قليلا ثم نهض قائلا بتوتر:" اه لا أقصد اني اتي  الي هنا حتي لا
يعرفونني المعجبين، اتعلمين؟"
"اوه تشانيول اللطيف." قلت له بصوت لعوب.
" لا تسخري مني هذا لم يكون ما قصدته." قال لي وقد بدأ بحك رقبته
في حركة احراج.
" ثم إني لست لطيف " عاد يقول.
" بلي انت كذلك، ثم لماذا تنكر كل هذا؟ لست افهم، هذا ما يجعلك
رجلا، لا بأس أن تكون لطيف وحبوبا للطيور." أخبرته وانا انفض فتات الخبز
من وشاحه الاسود .
" اتظنين هذا؟" سألني مبتسما.
"بالطبع" اجبته بثقة.
" هاتي يدكي." طلب مني وقد مد يده لي.
وضعت يدي فوق يده فأمسك بها.
" اتثقين بي؟" سألني وهو يضع فتات الخبز فوق كفي.
" اثق بك ولكني لا اثق بالطيور ." أخبرته بقلق.
" ششش، اغمضي عينيكي" همس.
اغمضت عيني وسمعت صوت جناح الطائر يرفرف ويقترب.
حاولت سحب يدي ولكن تشانيول امسك بها.
ابتسنت، وقد شعرت بشيء يدغدغ يدي، فتحت عيني..
كان طائرا متوسط الحجم وابيض اللون، قد أنزل رأسه ليلتقط الطعام من يدي.
ابتسمت، وقد شعرت بالسرور فهذه أول مرة.
التفت نحو تشانيول لاجده يحدق بي مبتسما، وفكرت .. كيف أن ابتسامتها
تبدو جميلة جدا فتشانيول هو ذلك النوع من الأشخاص
الذي حين يبتسم تشعر بأن شفتيك تبتسم معه رغما عنك.
ودون أن اشعر.. بقيت احدق في وجهه الملائكي حتي انحنيت قليلاً
نحوه، لم يتحرك هو بل استمر ينظر في عيني.
قبلته بهدوء، وانا لست اعلم ماكان يدور في عقلي غير انني اردت تقبيله.
شعرت به يقبلني ايضا.
قام الطائر الذي كان يلتقط الطعام من كفي بنفض جناحه فجأة "تشانيول"
صرخت وقد نهضت من مكاني من شدة الخوف.
" ششش اهدئي ." قال لي وقد قهقه ضاحكا بشدة .
" لا تضحك." قلت له وقد ضربت كتفه بخفه."
" انهضي عني، سوف اذهب الي دورة المياه." قال لي وهو لازال يضحك.
" مقرف ." أخبرته وانا انهض .
" ماذا الا تذهبين الي دورة المياه؟ ثم انها غلطتك لقد احضرتي الكثير من
المشروبات المنتزه." قال لي مبتسما .
"كيف اصبحت غلطتي الان؟ كان يمكنك الا تشرب " قلت له وقد
بدأت امشي نحو المخرج.
التفتت الجده ليس بجانبي .
ماذا تفعل؟ الن تأتي؟ سألته.
كلا، اريد الذهاب الي الحمام أخبرني.
تشانيول تحمل قليلا ويمكنك أن تفعل هذا في حمام المطعم .
" كلا، ليس صحي أن اتحملها ." أخبرني
" ارجوك." قلت له. " اخ تبا لكي، بشرط.."  قال لي.
" موافقة أيا كان شرطك والان لنعد للسيارة فالجو بارد." أخبرته
وقد استدرت للخروج.
" هل ستيف في اجازة؟" سألتني ايما وهي تنظر إلي النافذة.
" السائق؟ كلا، ولكني اردت الخروج بمفردنا ." اخبرتها.
اني اخطط علي إنهاء اتفاقنا اليوم، يجب علي ذلك
انا لست مستعداً، ثم انها تستحق شخصا آخر افضل مني.
حين اخبرتها اني لن اذهب الي دورة المياه بشرط.. اردت
أن أطلب منها إلا تنساني والا تحزن بسبب إنهاء اتفاقنا.
ركنت سيارتي أمام باب المطعم وخرجت من السيارة ثم فتحت
الباب لايما .
" شكرا" قالت لي ضاحكة
" العفو" قلت لها.
دخلنا المطعم وقام النادل بقيادتنا نحو طاولتنا .
" تشانيول ايا جائعة لنخرج." قالت ايما وقد بدت خائفة وامسكت بذراعي بقوة.
" ايما ما الخطب؟" سألتها.
" تشانيول لا تسأل، لنخرج." قالت لي وهي ترتجف.
" ايما؟" سمعت صوت احدهم يناديها فالتفت لاجد رجلا غريبا يناديها.
" عذرا؟" سألت ايما وقد قبضت يدي حول يد ايما عندما لاحظت انها
تحاول الهروب.
" اذا ايتها السافلة.. تتركيني لاجله؟" سألها الرجل.
وللحظة تذكرت ..علامات الضرب علي جسدها.
" جاكسون دعني وشاني .." قالت له بهدوء .
تقدم الرجل ليمسك بها ولكني تدخلت في المنتصف.
" دعها وشانها انها معي الان." قلت له.
" ابتعد وما ادراك انت؟" صرخ الرجل وقد حاول دفعي ولكني لكمته
في حركة سريعة وقد بدأ جميع من في المطعم بالنظر الينا.
" تشانيول" صرخت ايما وركضت نحوي.
" اركضي من أجل حبيبك ايتها المتعجرفة فهو يقوم باستغلالك" صرخ جاكسون.
" اخرس انت لا تعرف شي عنه " صرخت ايما في وجهه وقد أمسكت بذراعي
بكل قوة وكانها تثق بي.
صعدنا للسيارة،جلست ايما في المقعد الأمامي لتبدأ في البكاء .
" ايما اهدئي." قلت لها ولكن لا جدوي. يصدق
" لم اذهب الي دورة المياه." قلت لها وقد عبست مطصنعا الانزعاج
حتي أقوم باضحاكها .
وبالفعل قامت ايما بالضحك ضحكة صغيرة." فلنذهب الي الفندق
وسأطهوا لك قالت لي .
" كلا، اخبريني ما خطبك ويمكنك البكاء حتي ترتاحي ثم سنعود." قلت لها.
عادت ايما تبكي.
"تشانيول.. انا فقط.." قالت لي وهي تمسح دموعها.
" ماذا إياها الجميلة؟" سألتها.
" انت.. منذ ان قابلتك بتلك الطريقة الغريبة وحياتي بدت وكانها حلم
وقد خفت من ان استيقظ علي صوت جاكسون الذي كان يضربني، لست
اعلم كيف اصف كل هذا ولكن..اتعلم؟ انا لا اعرفك ونحن لم نعرف بعضنا
الا منذ ايام ولكن تلك الايام القليلة كانت اجمل ايام حياتي..فتحت عيني
علي اشياء لم ادركها وحياه لم اعرف بوجودها ومشاعر جديدة تماماً ..قالت
لي وقد بدت كلماتها ترن في اذني.
" ماذا لو انتهاء الشتاء ؟" ستعودين لحياتك؟" سألتها.
" كلا،..عدني امرا واحداً يا تشانيول" قالت لي وقد حدقت في عيني.
" ما هو؟" سألتها .

" عدني بانك لن تنساني، وستتذكرني اذا مت، وان تبقي انت...
لا تتغير من اجل احدهم فأنت كامل كما انت ..بكل شي ... والاهم
مجددا لا تنساني" همست له.
" لماذا هل ستنتحرين ؟" سألتها غير مصدق .
" كلا، سأموت كأي ششش شخص طبيعي، اتذكر اللعبة.؟" اخبرتني بهدوء.
" انتي جادة؟" سألتها مجدداً.
هزت رأسها نعم.
ثم قالت وقد مسحت دموعها وعادت تبتسم:" ولكن لا تهتم الان فلازال
امامنا الكثير لينتهي الشتاء، ولكن تذكر ما قلته.. " اخبرتني.
وبقيت انا صامتا احاول تحديد مشاعري.
" ما الذي تنتظره؟ تحرك انا جائعة" قالت لي مبتسمة.
فبدأت بالقيادة.

يتبع...⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن