ch14

845 64 3
                                    

(اليوم الثامن من الشهر- صباحاً)

*تشانيول*

كنت اعلم أن اتفاقي مع ايما كان خاطئا تماماً، لاني كنت اخشي اني
اتعلق بها بطريقة ما..
والان، لا استطيع النوم وانا لا اعرف اين هي.
لقد حصلت علي العديد من صديقات الشتاء قبل ايما، كنت علي طبيعتي
معها، هي حتي لا تعرف أغنية واحدة من اغانينا.
امسكت بزجاجة نبيذ وقمت بابتلاع نصفها.
" تبدو شاحبا." قال أحدهم.
رفعت رأسي لاجد ذلك الوغد الذي كان يحمل ايما.
" اغرب عن وجهي يا هذا:" قلت له واستمريت في شرب النبيذ، فانا
لست في مزاج يسمح لي بالعراك.
" مارك، اسمي مارك." قال لي وقد مد يده نحوي.
" لا يهم." أجبته وقد تجاهلت يده.
" اسمع يا رجل.." بدأ يقول لي.
" اسمع انت، ساكسر زجاجة النبيذ علي رأسك إن لم ترحل، لا امانع دخول
السجن فالحياة بائسة جدا بالنسبة لي بأية حال." قاطعته قائلا.
صمت الرجل وتنهد، ثم مد يده نحو الطاولة التي كنت اجلس عليها
وسحب منديلا ثم أخرج قلما من بذلته ونقش علي المناديل وتركه علي الطاولة
ورحل يكمل عمله في المقهي.
سحبت المنديل نحوي أحاول قراءة خطه.
" ايما الساعة التاسعة صباحاً. المطار."
هل هذا موعد رحلتها؟ اخبرتني بالأمس انها عائدة لكوريا.
لست اعلم كيف تدبرت أمورها بهذه السرعة، ولكن هذا لا يهم فهي راحلة
وهذه نهاية الطريق.
رفعت معصمي ونظرت لساعتي، انها الثامنة صباحاً..
لا يجدر بي اللحاق بها، اولا هي تستحق رجلا افضل مني، وثانيا انا لا استطيع
الخوض في علاقة جديد..
كل شيء مثالي دون حب او ارتباط، اما حين نرتبط تحدث مشاكل. لا اريد
أن اتعذب مرة أخري.
نهضت من الطاولة وعدت لجناحي الذي بدأ مظلما وباردا جدا.
وأخرجت بعض الثياب النظيفة من خزانتي ثم دخلت دورة المياه لاستحم.
لمحت شيئا ما فوق الحوض، ولا استطيع ان أراه جيدا لانني شربت كثيرا
تقدمت وامسكت به اتفحصه.
انها ساعة ايما المفضلة، هل قامت بنسيانها ؟
خرجت من الحوض فورا وارتديت ثيابي سريعا ثم خرجت وادرت محرك
سيارتي.
الساعة..الساعة مجرد عذر كاذب لالحق بايما، فانا لا اجرؤ علي الاعتراف
بأن كل شيء حولي مات دون وجودها.
افقت من أفكاري علي صوت سيارة الشرطة.
فنظرت للمرأة الجانبية لاجد دراجة الشرطة النارية خلفي تماماً فتوقفت
علي جانب الطريق ونزلت من سيارتي.
" مرحبا يا سيد.." بدأ الظابط يقول.
" تشانيول." قلت له.
" أعرفك جيدا ابنتي تحبك" قال لي ضاحكا.
" حسنا احبها ايضا، هل يمكنني الذهاب؟" سألته علي عجل.
" كلا، اخشي انك تجاوزت حد السرعة كما أنك ثمل" قال لي وهو يفتح
دفتر المخالفات.
" لست ثملا.." قلت له.
" رائحة النبيذ تفوح منك." قال لي.
" لقد شربت زجاجة فقط، حسنا؟ انا لم فقد صوابي بعد." كذبت قليلا.
" اخشي انك عليك المجئ معي سيد بارك حيث أن.." بدأ يقول لي ولكني
القيت نظرة علي ساعتي لاجدها التاسعة الا عشر دقائق فتجاهلت الرجل
وركضت.
" اسف سوف اذهب معك لاحقاً." قلت له ثم ذهبت.
لمحت المطار من بعيد فتجاهلت إشارة المرور.
ركنت سيارتي بلا مبالاة ثم دخلت المطار، كيف سابحث عنها وسط
هذا العدد من الناس؟
توجهت نحو بوابه انتظار طائرة كوريا، ابحث عنها.
واخيرا لمحتها تجلس في الصف الأخير.
" ايم.. حاولت مناداتها.
ولكن قاطعني حشد الفتيات الذي ظهر فجأة.
" تشانيول" صرخت احدي المعجبات.
" وقع لي!! صرخت الاخري.
لم استطع التحمل فركضت، لاجد ايما تنهض وتتوجه نحو البوابه.
لحقت بها.
" عذرا سيدي لا يمكنك دخول صالة المغادرين دون تذكرة." قالت لي الموظفة.
" لا اريد السفر، انا فقط اريد محادثة شخص ما ثم اعود." قلت لها.
" أعتذر لا تستطيع." قالت لي مجددا.
" سحقاً" ضربت بقبضتي مكتبها.
التفتت ايما لصراخي، ووقفت هناك تحدق لي.

* ايما*

هناك لحظة تدرك فيها ماكنت تجهله طوال تلك الفترة.
وهذه اللحظة هي عندما سمعت صوت تشانيول يصرخ. والتفت لاراه..
يقف هناك..يبدو شاحبا متعرقا وشعره مبلل، قد يبدو غريب الأطوار بالنسبة
لهم، ولكنه بدأ جميلا..جميلا جدا.
تلك اللحظة كانت هي اللحظة التي أدركت فيها كمية الكذب الذي كذبته
علي نفسي، بأني استطيع العيش بدونه، وإني سئمت منه..
" ايما" صرخ تشانيول يناديني.
اقتربت منه ولكن ليس كثيرا.
" نسيتي هذا" قال لي وهو يلتقط أنفاسه، ثم أخرج ساعتي.
لقد ظننت أنه اتي كل هذه المسافة ليعتذر..
" شكراً" قلت له بهدوء.
كان تشانيول سيتحدث ولكن امسك به رجلين من رجال الشرطة ليسقطوه
أرضا.
" ملقي القبض عليك بتهمة تجاوزك السرعة وقيادتك وانت ثمل" قال أحدهم
" ما الذي يجري؟" سألتهم.
ما الذي فعله هذا الاحمق.
" لا تشغلي بالك يا انسة، رحلة آمنة" قال لي احد رجال الشرطة.
" ماذا فعل؟" تجاهلت تمنياتهم لي برحلة امنة وحاولت اللحاق بهم
وهم يسحبون تشانيول خلفهم.
" المعذرة انستي لا يمكنك المغادرة بعد دخول صالة المغادرين." قالت لي
الموظفة.
التفت حولي ووجدت طاولة صغيرة يبيعون فوقها بعض الزهور.
ركضت فورا وسحبت مزهرية ضخمة ورميتها أرضا لتنكسر .
نظر الجميع نحوي بصدمة.
" انتم!!!" ناديت رجال الشرطة فالتفتوا لي.
" لقد كسرت هذا" قلت لهم.
" ادفعي ثمنه ولا تعطلي عملنا." قال أحدهم.
" لا املك المال فقط خذوني" قلت لهم
قهقهه تشانيول ضاحكا وهو يراقبني.
لا اعرف ماذا افعل ولكني لم اكن اريد ترك تشانيول وحده في قسم
الشرطة.
" يا آنسة.." قال أحدهم.
" اقسم أن لم تاخذوني سأقوم بقتل أحدهم" قلت لهم بجدية.
تقدم أحدهم وسحبني من معصمي خلفهم.
" انتي مجنونه." قال تشانيول مبتسما لي ونحن نجلس في سيارة الشرطة.
لم اجيب عليه.
" انا اسف ايما،فعلا" قال لي بتردد.
" الا يمكنك الاعتذار كما في الأفلام؟ نحن الوحيدين الذين يعتذرون في
سيارة الشرطة.'' قلت له.
" حسنا عندما نخرج ساعتذر من جديد بطريقة تليق بكي حبيبتي." قال
لي وقد انحني ليطبع قبلة علي خدي.
" ما الذي فعلته باي حال؟" سألته
" لقد تخطيت السرعة وكنت ثمل أثناء القيادة." قال لي ضاحكا.
" هل انت مجنون ؟" سألته بصدمة ونحن ننزل من السيارة التي ركنت
عند مركز الشرطة.
دخلنا المركز والجميع ينظر بصدمة نحو تشانيول، هل شهرته واسعة لهذه الدرجة؟
دخل تشانيول المكتب أولا وبقيت انا انتظر دوري بعده.
ثم خرج بعد عدة دقائق وهو يضحك مع رئيس القسم ويمازحه.
" هيا نرحل." قال لي تشانيول وقد امسكني من خصري وقادني نحو الباب.
" ماذا حدث؟" سألته مستغربة.
" لقد شرحت له موقفي وموقفك ووقعت له صورة لابنته ثم دفعت
ثمن المزهرية." قال لي.
" اسفة.'' قلت له بإنحراج.
" لا تعتذري، لقد فعلتي هذا لاجلي." قال لي وقد ضمني لأول مرة بالخارج،
حيث الكل يرانا.
جاء سائق تشانيول بسيارة أخري واوصلنا للفندق.
" ما هذه الفوضي؟" سألت تشانيول ضاحكة.
فزجاجات النبيذ والمناديل ومناشف الفندق كلها مبعثرة علي الأرض.
" هذا الاشتياق" قال لي وهو يخلع قميصه ويبحث عن قميص اخر.
" ماذا تعني؟" سألته وانا افتح علكة.
" اعني اني افتقدتك." قال لي وقد انحني ليقبلني.
بحثت بلساني في أرجاء فمي لاجد العلكة اختفت.
" لقد قبلتني لتأخذ علكتي.!" قلت له وقد رميته بالوسادة.
" اتحسبينني قبلتكي لاني اردت ذلك؟" قال ساخرا.
" اكرهك" قلت له ضاحكة وانا افتح علكة أخري.
" كاذبة." همس لي.

يتبع...

تجاهلوا الأخطاء الإملائية⁦♥️⁩⁦♥️⁩🙋

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن