ch22

821 60 4
                                    

* ايما*

( اليوم الثالث والعشرين- صباحا)

ستة أيام.. ستة أيام فقط بقيت علي رحيلي المؤبد.
حيث الظلام، الوحدة، حيث عالم آخر دون وجود تشانيول بجانبي.
يا إلهي لا اصدق كم تعلقت بهذا الرجل..، فقط عندما فقدت ثقتي وحبي للرجال،
من اين ظهر هذا الأحمق أمامي؟ليجعلني احبه وحده كالمجنونة.. ليجعلني
اجن بتفاصيله.
التفت لجانبي ونظرت لتشانيول النائم كالملاك، وشعرت به يخطف قلبي للمرة
آلاف دون أن يعلم حتي..
لو يمكنني فقط..لو..
" لو ماذا؟" سألني تشانيول بصوته الناعس.
" كيف سمعتني؟" سألته بدهشة.
" ايما، لديكي طباع سيئة، فأنتي دوما تفكرين بصوت عال، اتعلمين هذا؟"
سألني ضاحكا بنبرة ناعسة وهو يقوم بفرك عينه.
" لم اعلم هذا.." همست بإحراج.
نظر لي تشانيول ثم ابتسم وسحبني من قميصي لاستلقي علي صدره.
" اتحبين التخييم؟" سألني.
" لم اخيم من قبل." قلت له وانا اتتبع وشومه باطراف أصابعي.
" اتودين ؟" انها تجربة جميلة." عاد يسألني وانا اسمع دقات قلبه.
" اود ذلك." قلت له ولا استطيع منع ابتسامتي من الظهور.
" سنقوم بالتجهيز اليوم اذا ثم نذهب غدا." أخبرني.
" حسنا." قلت له ثم استمريت بالعبث بسلسلته التي التفت حول عنقه.
" ما الذي تنتظرينه يا ايما؟ انهضي." قال وقد قام بضربي بخفة.
نهضت عنه ضاحكة وانا اقوم بذلك شعري في ذيل حصان.
أخذت حماما سريعا ثم ارتديت أحد قمصان تشانيول وفوقه المعطف،
فالجو بارد كثيرا.
خرجت لاجد تشانيول يحادث شخصا ما علي الهاتف.
" ما الذي تقصده؟" سأل تشانيول بنفاذ صبر.
صمت قليلا ثم عاد يرد:" ساتي باية حال."
'' ما الخطب ؟" سألته بعدما قام بقفل الخط.
" اتصلت بصاحب محل معدات التخييم، ونعتني بالمجنون لان الطقس لا يسمح
بالتخيبم وأنه في عطلة." قال لي.
" وستذهب؟ سمعتك تقول بانك ات.." سألته بتردد فقط بدا غاضبا.
" بالطبع فهو لا يفارق متجره. حتي في أيام عطلته." قال لي.
صمت قليلا ثم أضاف ضاحكا:" أراهن علي أن حتي شجرة عيد الميلاد قد وضعها هناك.
" تشانيول لا تسخر من الرجل ." قلت له وانا احاول امساك ضحكاتي.
" ولكنكي تضحكين." عاد يقول لي مبتسما.
" لا يهم فالنذهب." قلت له وقد أمسكت بيده.
صعدنا للسيارة ثم توجهنا نحو المتجر.
نزلنا ثم طرق تشانيول الباب المقفل.
" المتجر مغلق" صاح الرجل من الداخل وقد بدأ من صوته كبيرا في السن.
" إنه انا تشانيول." قال تشانيول وهو يطرق مجدداً.
" تشانيول المجنون." قال الرجل ضاحكا وقد فتح الباب.
دخلنا للمتجر الصغير لنجد شجرة عيد الميلاد في المنتصف.
" الم اخبركي؟" همس لي تشانيول ضاحكا.
" ششش تشانيول، كيف تسخر من الرجل و انت في متجره." ضربته بخفه
في ذراعه.
" لست ساخرا يا حلوتي انا فقط اقوم باثبات صحة كلامي." قال لي وهو يلقي
نظرة علي الرفوف.
" تشانيول لا يمكنني السماح لك بالشراء." قال الرجل.
" ولم فتحت لي باب المتجر إذا؟" سأله تشانيول رافعا حاجبه.
" لاني لم أردك أن تقف بالخارج." قال الرجل وهو يسكب الشاي.
" الطقس مثلج للغاية وقد صدر قرار منع التخييم في مثل هذه الظروف
لذا أنا آسف." اكمل الرجل كلامه.
" حسنا ساخذ بضع اشياء فقط واعدك لن اخيم." قال تشانيول متوسلا.
" لم تأخذها إذا؟" سأل الرجل باستغراب.
" سنقوم بالتخييم حالما يتحسن الطقس." رد تشانيول.
" تعدني؟" سأل الرجل مجدداً.
" اعدك." أجاب تشانيول ثم انطلق مسرعا يجمع الاغراض في يده.
بقيت انا اراقبه بما أنه لا خبرة لي في التخييم ولا في معداته.
" من انتي؟" سألني الرجل.
" ايما" قلت له بتردد.
" حبيبته؟" سألني.
ياه ما اجمل هذا اللقب ، لقد كاد أن يذوب قلبي.
" أجل ." همسات له.
" لا داعي للاحراج. لابد انكي مميزة فهو لا يقوم بالتخييم مع فتاة أو السفر
معها مطلقاً." قال لي.
حاولت التفكير في كلامه، حتي مومو؟
" شاي؟" عرض علي الرجل.
" كلا، شكرا لك." قلت له مبتسمة.
جاء تشانيول وقد قام بوضع الأغراض فوق الطاولة لدفع الحساب.
" احسنت باختيار حبيبتك فهي لطيفة." قال الرجل وهو يضع الاغراض
في اكياس البلاستيك.
نظر تشانيول نحو وقد شعرت أنه سيوبخني ولكنه فاجأني بقوله:" اجل، انها
كذلك."
ام استطع منع ابتسامتي وقتها.
حملنا الأكياس سويا وصعدنا للسيارة.
" سنخيم" قال تشانيول ببساطة.
" ماذا؟ ولكنك سمعت الرجل فالطقس بارد ثم انك وعدته وك.." بدأت اقول له.
" ششش اهدئي ايما، سنقوم بالتخييم في الفندق." قال لي.
" هل انت تمزح؟" سألته بدهشة.
" كلا، انا جاد تماماً." قال لي وقد ابتسم ابتسامة فخر.
ما خطبه ؟ لا اعرف كيف يفكر..، أساسا فرقته الموسيقية تلك لا يوجد بها
عضو عقله في رأسه.
لقد شاهدت بضع حفلات لهم علي الانترنت، يقومون برش الماء والصراخ،هل
هم في العشرينات فعلا؟
" ما بكي يا ايما؟ كفي عن التحديق بالنافذة وانزلي" قال تشانيول ليقطع
حبل أفكاري.
" همم ماذا؟ وصلنا؟ حسنا." تمتمت سريعا ونزلت.
جاء موظف الفندق وساعدنا علي حمل الأغراض ثم صعدنا للمصعد.
" انت تعلم سيدي بأن الطقس مثلج اليس كذلك؟" سأل الرجل تشانيول
وهو ينظر لاكياسنا البلاستيكية التي تحمل معدات التخييم في داخلها.
" لا تدخل انفك فيما لا يعنيك." قال تشانيول.
حاولت الامساك بضحكاتي بينما توقف المصعد وحمل الرجل اغراضنا ووضعها
داخل الجناح وخرج.
" سادخل لاستحم." قلت لتشانيول ثم توجهت نحو دورة المياه.
كانت مدة استحمامي اطول من المعتاد لاني كونت بحاجة لبعض الوقت مع
نفسي.لاتقبل حقيقة رحيلي من هنا بعد ستة أيام، كيف يمكن للقدر أن يكون
قاسيا هكذا؟اعني، اعلم بأنها غلطتي منذ البداية فما كان يجدر بي العبث بتلك
الخرافات و التعاويذ ولكنها كانت لحظة ضعف ، وقد كنت يائسة من الحياة تماما، ولم يكن لدي شيء لاخسره أما الآن فانا ساخسر كل شيء لأن تشانيول
اصبح كل شيء لي.
بعد نصف ساعة خرجت من دورة المياه لاجد الخيمة قد نصبت في منتصف
الغرفة ، والوسادات مترامية أرضا، مع الوجبات والتلفاز والافلام.
" ما هذا ؟" سألت مستغربة.
" تخييم علي طريقة تشانيول." قال تشانيول وهو يفتش عن فيلم جيد.
يبدو التخييم جميلا ودافئا، والاجمل من هذا كله اننا وحدنا نمضي الوقت فقط
انا وهو.
قمت بارتداء ملابس مريحه وتشاركت الخيمة الصغيرة مع تشانيول وبدأنا
نشاهد فيلما.
" اذا كانت نهايته حزينة فانا افضل ان نروي القصص المرعبة." قلت لتشانيول.
" اوافقك الرأي.." رد تشانيول وهو ياكل الفشار.
" اطفئه سنروي قصصا مرعبة." قلت له.
قام تشانيول باطفاء مصادر الضوء.
" ابدا انت." قلت له وقد اشعل كشافا ووجهه نحو وجهه.
" هذه قصة حقيقية لذا اصغي جيدا." قال لي بجدية.
" لقد كان هنالك منزلا منزلا مهجورا في حيينا، وفي يوم ما أعلن عن وجود
مسابقة للتصوير، وعندما جمعت معداتي وصورت المنزل عدة صور عدت الي
المنزل، ثم لمحت ظلا يقف عند نافذة المنزل يحدث بي في الصورة وانا متاكد
بأنه لم يكن موجودا أثناء التقاطي للصورة ثم.." بدأ يحكي القصة.
" تشانيول توقف انا خائفة" قلت له وقد حاولت إشعال الاضواء.
" ماذا لو وجدتي ذلك الظل ينتظركي خارج الخيمة؟" سألني تشانيول بهدوء.
" تشانيول" صرخت.
انفجر تشانيول ضاحكا ثم أشعل الاضواء.
" ما الامر؟ الم تكن هذه فكرتك؟" سألني وهو ما يزال يضحك.
" نعم فكرتي ، ولكني لم اظن بانك ستروي قصصا بهذا الرعب." قلت له.
" اريد ان اكمل قصتي." قال لي وقد عبس بوجهه كالاطفال.
" كلا، ما رأيك أن نشعل النار وناكل المرشملوا كما في الافلام؟" اقترحت عليه
حتي ينسي فكرة القصة.
" واين نشعل النار يا حبيبتي؟" سألني ساخرا.
رغم أنه كان يسخر من اقتراحي إلا أن قلبي وقع من مكانه لكلمة" حبيبتي"
" في المدفاة بالطبع." قلت له.
" لدينا مدفأة إلكترونية في الجناح والتقليدية وضعت للزينة." قال لي .
" وان يكن أليست مدفأة؟ اذا اصمت واشعلها." قلت له وقد نهضت لاجلب
الكبريت.
سحب تشانيول الكبريت واشعل المدفاة.
بعد ثوان انطلق جهاز الحريق وتدفق الماء.
" ماذا حدث؟" سألت تشانيول راكضة نحوه.
" لا اعلم انه انذار حريق لنخرج." قال متوترا وسحبني نحو باب الجناح.
خرجنا من الجناح وقبل أن نركض نحو مخرج الطوارئ اصطدمنا بالمدير
ومجموعة من الموظفين.
" سيدي هل انت بخير؟" سأل المدير.
" أجل أجل اين الحريق؟" سأل تشانيول وهو يضمني نحوه.
" في جناحك." قال الرجل مستغربا.
" كلا، ليس في جناحي." قال تشانيول وقد بدأ مستغربا أيضاً.
" بلي، لقد انطلق الجهاز من جناحك." عاد يقول المدير.
التفت تشانيول نحو المدفاة ثم نظر لي وانفجر ضاحكا.
بادلته الضحك وقد وقف المدير وموظفيه في دهشة ينظران الينا متبللان
ونرتدي ملابس نومنا والجناح في فوضي عارمة.

يتبع...

تجاهلوا الأخطاء الإملائية 💓💓💓💓🙋

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن