ch10

910 66 2
                                    

(اليوم الرابع من الشهر- الساعة العاشرة)

لم اكن غاضبا من ايما حين فتحت الباب ووجدتها تجلس في حجر
بيكهيون، ولم اكن غاضبا من بيكهيون لأنه تحرش بها..
بل كنت غاضب من نفسي..مني انا..
لاني شعرت حينها بموجة عارمة من الغيرة تجتاحني، وهذا الشعور لم
يكن من المفترض بي ان اشعر به..
ليس من المفترض بي ان اغار وهي مجرد رفيقة شتاء.

أخذت نفسا عميقا واغمضت عيني وانا اسمع صوت تحركات ايما وهي
تنهض من فوق بيكهيون بسرعة.
" الامر ليس كما تظن اقسم ل.." بدأت تبرر لي بتوتر.
" ايما اخرسي.." قلت لها بهدوء.
وكما قلت سابقاً لست غاضب منها وانما اريد تحديد مشاعري تجاه كل شي
في هذه اللحظة.
نهض بيكهيون:" اهدا يا رجل لم يحدث شئ."
" بيكهيون هل يمكنك الخروج؟ سأحادثك لاحقاً ." طلبت منه بصرامة.
احتاج لقليل من الوقت، لأفكر واعيد حسابات كل شيء من ناحيتي انا
ومشاعري الغريبة تجاه هذه الفتاة.
" اسف." همس بيكهيون لايما وخرج.
وبقيت ايما تحدق بي برعب وهذا خاطيء تماما فانا لم اقصد ان اجعلها
تخافني لذا مددت ذراعي وامسكت بكتفيها فانتفضت، هل لازالت تظن
اني قد اضربها يوماً.
ازحتها من طريقي بخفة، وتوجهت نحو السرير.
" انا متعب، اطفئي الاضواء من فضلك." اخبرتها وقد استدرت بظهري في
السرير.
سمعت خطواتها تتقدم نحوي، ثم شعرت بها تنحني لتخلع حذائي، لم
استطع منع الابتسامة التي ظهرت علي شفتي فجأة، ايدو كالغبي،غاضب
من كل شيء في هذه اللحظة وابتسمت لاتفه الاسباب.
ثم شعرت بها تسحب الغطاء فوقي، وانا لازلت مغمض عيني، وأخيراً
سمعتها تطفيء الاضواء وتخرج.
ولقد فاجأني قلبي، حين شعرت برغبة في أن انهض من فوق السرير
واركض خلفها لأطلب منها أن تنام بجانبي.
هل انا مجنون؟ كيف يمكنني ان اكون ممتزج المشاعر بهذا الشكل؟
ايما خطرة بالنسبة لي، لا اريد أن يتكرر ما حدث بيني وبين مومو، لا
اريد أن اتعلق باحدهم ثم انكسر، لذا إذا لا يمكنني إنهاء الإتفاق معها
ساتجنبها فقط، وهذا افضل لكلينا.
ورحت افكر حتي شعرت بعيناي تغلق حتي دخلت في نوم عميق.

*(ايما)*

(اليوم الخامس من الشهر - الفجر)

استيقظت من فوق الأريكة وانا اشعر وكان ظهري قد انقسم لنصفين.
امل ان يكون مزاج تشانيول افضل هذا الصباح، وان يخرج من غرفته
يبحث عن الافطار ثم يقوم بتعذيبي بنكاته السخيفة.
ولكن من الناحية الأخرى تشانيول ليس لديه الحق في الغضب مني
رغم اني لم افعل شيء مع صديقه الا انه هو كذب علي بالأمس ولست
اعلم ومع من علي وجه التحديد.
لماذا اشعر بالغيرة؟ مجرد فكرة أنه ربما قام بتركي من أجل فتاة تقتلني.
ولكن لماذا؟ ليس من المفترض بي ان اشعر بهذه الطريقة.
قطع حبل افكاري صوت باب غرفته وهو يفتح بكل قوة.
حسنا، ربما مزاجه ليس جيداً.
" صباح الخير." قلت له مبتسمة.
" صباح الخير." رد دون أن ينظر لي وهو يخطف تفاحة من سلة الفواكه
فوق الطاولة.
بدأ وكأنه استيقظ مبكرا فشعره يبدو مبللا وهو يرتدي ثيابا رياضية
وهذا ليس من عادته فهو دائما ما يكون عاري في الصباح.
" ستخرج؟" سألته بتردد.
هز رأسه بنعم.
" ماذا عن الافطار؟ لا تستطيع الخروج للمشي دون إفطار." اخبرته
مجدداً وانا اتبعه.
وأخيراً التفت لي ورفع التفاحة التي اخذها للتو في وجهي ليخبرني
بأن هذا إفطاره.
ثم التفت نحو الباب مجددا وخرج.
حسنا لقد كان هذا وقحا..
انا لست افهم هذا الرجل فعلا، اذا كنت أنا مجرد رفيقة شتاء ولا يجمعنا
حب فكيف له أن يغضب مما حصل امس؟
استطيع ان اخرج مع رجل حتي ولا شأن له في ذلك فنحن لسنا مرتبطين.
ربما..فقط اقول ربما..ربما يكون قد بدأ يحبني؟
من اخادع؟ رجل مثلا يقابل العديد من المشاهير كل يوم ثم يختارني
انا؟هذا حتما لن يحدث.
بقيت وحدي طوال فترة الظهيرة، اين اختفي هذا الرجل؟ مؤكد لم
يركض كل هذا الوقت.
لم اشعر أني غفوت فوق الأريكة الا حين استيقظت علي صوت الباب
يفتح بقوة.
ما مشكلة تشانيول مع الأبواب؟
التفت لأري تشانيول يدخل راكضا نحو دورة المياه ثم اقفل الباب
ويبدو أنه ليس علي ما يرام.
تقدمت نحو الباب وطرقته.
" تشانيول؟ هل انت بخير؟" سألته من خلف الباب.
لا إجابة.
" سادخل." قلت له ثم انتظرت ولكن لا إجابة.
دخلت لاجده يقف منحنيا نحو المغسلة وشعره علي وجهه.
" تشانيول ماذا..." بدأت أسأله ولكني توقفت حين وجدته يفرغ ما في معدته
في المغسلة.
ركضت سريعا نحوه وقمت بإبعاد شعره عن وجهه بيدي
وفركت ظهره بيدي الاخري.
رائحة النبيذ تفوح من ثيابه، ما خطب هذا الأحمق؟
سحبت المنشفة ومسحت فمه.
ابتعد هاري عن المغسلة وخرج متجها نحو غرفته ثم سقط
نائما فوق السرير نظفت المغسلة ثم دخلت لغرفته لاجده نائما بثيابه.
وشعره الفوضوي.
تقدمت نحو السرير وخلعت حذائه، ثم سحبت قميصه وبنطاله بخفه
لحسن الحظ أنه نائم كالميت.
لفت نظري وشمه، لقد رايتها من قبل عدة مرات ولكنني كنت اشعر
بالخجل أن ادقق فيه.
مددت يدي وبدأت اتتبعها باطراف أصابعي.
تحرك تشانيول في نومه فرفعت يدي بسرعة ونهضت للخروج.
" ايما.." ناداني بهمس.
لقد ظننت أنه نائم، ولكن وأخيراً سمعت صوته.. لقد حادثني.
التفت له لاجده يشير للوسادة التي بجانبه.
" أأرفعها لك؟" سالته.
" كلا، نامي بجانبي." همس مجددا بصوته التعب.
هذا غريب.
تقدمت نحو السرير ثم استلقيت بحانبه.
لف تشانيول ذراعاه نحو جسدي ليقربني نحو صدره اكثر.
" هذا افضل." همس لي.
لابد انه مجنون ..هذا مؤكد، فقد كان غاضبا مني منذ عدة دقائق
والان يضمني؟
" ايعحبكي؟" سألني بهدوء.
لا استطيع رؤية تعبير وجهه الان فهو يضمني من الخلف.
" أجل." اجبته.
" ما الذي يعجبكي فيه بالتحديد؟ شعره؟ جسده؟ ام.." بدأ يسألني
وهو في الهدوء ذاته.
" لحظة لحظة..عما تتحدث؟ لقد ظننت أنك تتحدث عن وضعية نومنا الحالية.*
قلت له ضاحكة قليلا.
" اتحدث عن بيكهيون، ولكن يسرني معرفة انكي مرتاحة." أجابني.
" بيكهيون؟ حقا تشانيول؟ بالطبع لا انا فقط سقطت فوق حجره عندما
حاولت الاصرار علي مسح بقعة القهوة."
أخبرته بكل صدق وانا أمل أن يصدقني.
صمت تشانيول، هل نام؟
" اين كنت ليلة امس؟" سألته.
" مع مومو." أجاب بهدوء.
وقع قلبي..وقد شعرت وكان كلماته قد طعنت قلبي ولكني اكتفيت بالصمت.
لابد أن تشانيول شعر بي لأنه قال لي بعد صمت:" مجرد صديقة قديمة."
" تصبح علي خير." قلت له بهدوء.

يتبع...

تجاهلوا الأخطاء الإملائية⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن