(اليوم السادس من الشهر- الساعة التاسعة ليلا)
" ما خطب القبعة اليوم؟" سألني تشانيول وهو يشير إلي القبعة
التي خبات تحتها خصلات شعري البيضاء.
" كلا، لقد شعرت اني اريد ارتداء واحدة." قلت له وقد نظرت إلي الأرض.
" أهذا بسبب شعرك؟" سألني ضاحكا.
" لا تسخر مني."قلت له منحرجة.
" اذا بالفعل انتي ترتدينها بسبب ذلك." قال لي مجدداً وهو يضحك.
انا في الحقيقة لا أبالي اذا راوني الناس وشعري ابيض، ولكني فقط
اخشي الا يرغب بي تشانيول بعد الآن.
" تشانيول.." ناديته بهدوء وعيناي لا تفارقان الارض.
" نعم؟" رد على وهو ينظر من نافذة الطائرة.
" قبلني." قلت له.
قطع تأمله خارج النافذة والتفت نحوي مستغربا.
" ايما، هل من خطب ما؟" سألني وقد بدأ القلق في نظراته.
" كلا، قبلني الان." أخبرته بهدوء دون أن انظر له.
" الجميع يرانا." همس لي.
فصمت وغصت في مقعدي اكثر.
" انظري لي." سحب وجهي نحوه.
" حينما نصل الي اليابان ساقبلك قدر ما تشائين." اخبرني
مبتسما ابتسامة دافئة.
جعلني ابتسم رغما عني، ربما هو لا يزال يريدني..
أعلن الطيار عن هبوطنا فربطنا الأحزمة استعدادا للهبوط.
لم أري اليابان من قبل سوي تلك المرة التي لعبت فيها وانتقلت لغرفة
تشانيول في الفندق، ولكني لم استكشفها.
نزلنا من الطائرة وساعدني تشانيول علي حمل حقائبي وخرجنا من المطار
لنجد سيارة سوداء بانتظارنا.
صعدنا ثم أدار السائق محرك السيارة.
" ما رأيك؟" سألني تشانيول.
" فيم." سألته.
" في اليابان ، اين كنتي شاردة؟" سألني مبتسما.
يبدو أن مزاج تشانيول يتحسن دوما عندما يكون في اليابان.
" بك." اجبته.
اتسعت عينا تشانيول، هل قلتي ذلك للتو بصوت عالٍ؟؟!
" اه كلا، كلا، اقصد اني افكر كيف انك غريب الاطوار ." قلت له بتوتر.
رفع تشانيول حاجبه.
" أقصد أن مزاجك يتحسن في اليابان، اتعرف." عدت اقول له مرة أخرى.
علي التعلم كيفية السيطرة على لساني.
قهقه تشانيول ضاحكا، ثم مد يده وعبث بشعري قائلاً:" انتي مضحكة.
أهذا كل ما انا عليه بالنسبة له؟ مضحكة؟
ما الذي اقوله؟ بالطبع هذا كل ما اعنيه لتشانيول لن اكون يوما اكثر
من هذا، وانا أساساً لا اريد اكثر من هذا، فأنا حتما سأموت نهاية الشهر.
لذا علي فقط نسيان اعجابي به.
توقفت السيارة أمام الفندق ونزلت منها ثم التفت لاجد تشانيول لازال
بالداخل ثم فتح النافذة ونظر لي.
" اسمعيني يا حلوتي، لقد حجزت لكي مسبقا جناحا باسمي، ابقي هنا بينما
ازور والدتي ." أخبرني مبتسما.
" ولكنك قلت إن.." حاولت الكلام ولكنه اغلق النافذة :" كوني حذرة، وداعا.'
لم يقبلني حتي...
وقفت هناك، خارج الفندق تحت الثلج احدق في الطريق.
لا أشعر بالرغبة للدخول في اليابان واكتشاف المدينة.
دخلت الفندق وتحادثت مع موظف الاستقبال حتي قادني نحو الجناح
الذي بدأ جميلا جدا ولكن مهما بلغ جماله لن اشعر به دون وجود تشانيول
بالجوار ليمزح ويضحك.
وبالرغم وجود المدفئة الا اني لازلت اشعر بالبرد، اشعر بالفراغ، اشعر وكان
شيئا ما ينقصني..
لست اعلم ما نهايتي، رغم اني متأكدة بأني سأموت.
اشعر بالحزن..لعمري ابتدأ يوم قابلت تشانيول ولازلت اتحسر ليتني قابلته
في بدايات عمري.
لم ارد الجلوس هنا طوال اليوم والتفكير بتشانيول لاني حتما يتفقد صوابي
لذا قررت النزول لردهة الفندق.
وقف جانب الردها رجلا يرتدي بذلة يقوم بتوزيع بعض الإعلانات فتقدمت
نحوه، التفت لي وناولني منشورا.
" سيدتي، يوجد لدينا حانة بالاسفل مع اجود انواع النبيذ مجانا، مع وجود
حوض سباحة...وبدأ يشرح لي.
" اعتقد اني ساذهب الي الحانة.." قلت له.
مضيت وعاد الرجل يوزع منشوراته، ولكن في منتصف طريقي وجدت أنه
لا فائدة من الذهاب فالحانات لجمع الأصدقاء وانا وحدي.
عدت الرجل مجددا دون تفكير.
" متي سوف تنتهي نوبة عملك؟" سألته.
نظر نحوي مستغربا ولكن سرعان ما نظر لساعته ثم عاد ينظر لي.
" بعد نصف ساعة." اخبرني.
" اتنزل معي الي الحانة؟" سألته
ابتسم لي وهو يتفحصني
" اذا لا تمانع بالطبع ." قلت له مجددا.
" كلا، علي الاطلاق يمكنك الجلوس في الردهة لانتظاري.." ابتسم لي مجددا
وقد كانت ابتسامته..لا اعلم ليس كابتسامة تشانيول.
بعد نصف ساعة تماماً، تقدم الرجل مجددا وقد خلع بذلته، كان يرتدي بنطالا
جينز وقميصا أبيض، وقد أرجع شعره الي الوراء.
" جاهزة ؟" سألني.
نهضت معه وقد اومات رأسي موافقا.
حسنا يا تشانيول، لقد تركتني وحدي في اليابان، ولم تعد ترغب بي فقط
لمجرد تغير لون شعري، ولكني مجرد رفيقة شتاء ولن تحبها يوما لذا فمن
الأفضل أن استمتع قبل أن أموت.
أنت تقرأ
تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}
Fantasyتدور القصة حول فتاة تدعي ايما في احدث الايام تلعب مع صديقتها لونا لعبة تدعي تعويذة الشهر الواحد فماذا سوف يحدث لها نوع الرواية : خيالي + رومانسي نبذة عن الشخصيات ايما : فتاة لا تؤمن بالحب تلعب لعبة تغير حياتها لونا : صديقة ايما منذ الطفولة جاكسون...