* ايما *
( اليوم السادس عشر- مساء)
" الن نعود لليابان؟" سألت تشانيول.
" كلا، اتفتقدين اليابان؟" سألني بالمقابل وهو يمضغ طعامه.
"لا، ولكني ظننت أنك تود قضاء رأس السنة مع عائلتك".قلت له بصراحة.
"سأفعل، سياتون هم قبل احتفال راس السنه ببضعة أيام." أخبرني وهو ينظر
لطبقه.
هذا جيد، لقد شعرت بالارتياح لمجيء عائلته فهذا قد يلهيه عني.
لقد مضي ستة عشر يوما من الشهر، وصحتي بدأت تتدهور ولست اشعر
اني علي ما يرام.
في البداية ظهر الشعر الابيض، والان عظامي تؤلمني.
مظهري يبدو عشرينيا ولكن صحتي تسعينيا..هذا مضحك.
لا اريد لتشانيول أن احتضر في إحتفال رأس السنة، أريده أن يحتفل،
وان يكون سعيدا.
" ما اجمل مكان زرتيه في باريس حتي الآن؟" سألني تشانيول وقاطع تفكيري.
" الحديقة التي تقع بجانب متجر الكعك." قلت له.
" هذا غريب، لقد توقعتك أن تقولي برج ايفيل." قال ضاحكا.
" لست اعلم لقد بدت الحديقه مكانا هادئا وشاعريا، كما أن المنظر هناك جميل."
أخبرته مبتسمة.
بادلني تشانيول الابتسام، ثم نادي النادل ودفع الحساب.
صعدنا للسيارة وبقيت احدق من النافذة، افكر لو اني التقيت بتشانيول
في ظروف افضل.. لربما يحبني.. ولو قليلا.
ولم استطع منع اسئلتي لنفسي .. هل سيفتقدني بعد مماتي؟ هل سيشتاق
لاوقاتنا معا؟* تشانيول*
تفقدت مذكرة مواعيدي علي الهاتف المحمول، ولاحظت أنه قد بقي القليل
علي احتفال راس السنه.
ألقيت نظرة علي ايما التي جلست بجانبي في السيارة وحدقت من النافذة،
وقد بدت مستاءة كثيرا، انا اعلم انها تخبيء خلف ابتسامتها معي اطنانا من الدموع ولكنها لا تريد أن تفسد بهجتي في باريس، وهذا أمر جميل منها..
كم هي قوية.
وفي لحظتها راودني سؤالا..
" ايما .." ناديتها وكسرت صمتها.
" أجل؟" اجابتني وعيناها لا تفارقان النافذة.
" لو عاد بكي الزمن لحيث قيامك بتلك التعويذة وانتي تعلمين يقينا ماذا
سيحدث، هل ستفعلينها؟" سألتها بفضول.
" كلا." اجابتني ببساطة.
هل هي نادمة علي معرفتي؟ ربما هي تكره كونها ضحية حب غير متبادل.
ولربما انا بالفعل حقير.
" لماذا؟" سألتها مجددا.
" لن اقوم بالتعويذة، وسابحث عنك حتي اجدك بنفسي دون مساعدتها،
وسالتقيك مجددا في ظل ظروف أخري.." صمتت قليلا ثم أضافت بصوت
مرتجف:" لا اريد الموت بعد."
لست اعلم لماذا تريد لقائي مجددا ، وانا حاليا السبب الرئيسي لتخبط مشاعرها.
" اانتي نادمة علي معرفتي باي حال من الأحوال؟" سألتها مترددا.
" بل نادمة علي طريقة معرفتي بك." ردت بهدوء متفادية نبرتها الباكية الملوحظة." ولكن لولا التعويذة لما التقينا." حاولت اقناعها بالجانب المشرق.
" ولكن موتي ليس عادلا." قالت لي تحاول عدم البكاء.
" الم تكوني راضية بأمر موتك من البداية؟ ما الذي غير رأيك الآن؟" سألتها
بصوت هادئ
صمتت ايما، وهي تحول جاهدة إخفاء نوبة بكائها.
" انظري لي.." رفعت رأسها نحوي لاجد عيناها حمراوين.
" اجيبيني.." أمرتها بنبرة مريحة.
" عمري ابتدأ في اليوم الذي عرفتك فيه، وياليتني عرفتك في بدايات عمري."
همست بشفتان مرتجفتان، وصوت منكسر.
كان اعترافها جرسا أيقظ إحساسا ما بداخلي، لمحت في عينيها شيئاً ضاحكا
لا يخون.
لم استطع إجابتها، لا اعرف ما الذي أصابني جعلني اتجمد في مكاني.
لا اريد القول اني احبها قد تكون أحاسيسي شفقة، وقد تكون غير صادقة،
انا لست اعرف مشاعري بالتحديد، فهذه أول علاقة جدية لي منذ سنين،
منذ مرحلة الاكتئاب المخيفة التي مررت بها بعد مومو.
" تشانيول." قاطعت ايما حبل أفكاري.
" أجل أميرتي؟" اجبتها، املا منها أن تقوم بتغيير الموضوع.
" عدني أمرا.." بدأت تقول لي.
التفت نحوها وامسكت بيديها لتكمل حديثها، لأنه بدا لي أن ما ستقوله صعبا
عليها.
" عدني بانك ستحتفل برأس السنة لنهايته، وستضحك، وتستمتع، وتجد لك.."
صمتت قليلا، تنفست ثم ابتلعت ريقها ومسحت دموعها وابتسمت لي واكملت
كلامها:" تجد لك فتاة مرحة، طيبة القلب وتحبك لما انت عليه وليس لما تملكه."
" ايما انا.." بدأت اقول.
" عدني تشانيول! احتاجك لتعدني.." قاطعتها علي عجل.
" اعدكي." همست لها وشيئا داخلي يتمزق.
ابتسمت ايما، وعانقتني.
عانقتها في المقابل وتمنيت لو تطول المسافة للفندق وتمنيت لو أستطيع
تخبئتها في قلبي حيث لا يصل إليها أحد.* ايما*
( اليوم السابع عشر - صباحاً)
يقولون بأنه حين تعجبك زهرة لا يجب أن تقطفها، بل لانك احببتها يجب أن
تتكرها تعيش، وهذا ينطبق حين تحب شخصا ما فإنك لا تستطيع ان تكون
انانيا،لو احببت بصدق ستتركه يختار طريقه كما يريد. فالحب تضحية وليس
اجباري.
لذا أنا طلبت من تشانيول أن يعدني ذلك الوعد، فالفراق يحدث للذي يحب بعيونه أما الذي يحب بقلبه فلا يوجد فراق أبدا.
وانا احب تشانيول من كل قلبي.. لذا هو سيبقي دوما جزءا لا يتجزأ مني.
" صباح الخير ايتها الكسولة." قال تشانيول بصوته الناعس.
" صباح الخير ايها الضخم." قلت له ضاحكة
" لست ضخماً." قال لي وقد تظاهر بالحزن.
" بلي، انك بطول شجراتنا لراس السنة." قلت له بجدية.
" انكي فقط تغارين فقط لانكي قصيرة." قال لي وقد قام بإخراج لسانه ليغيظني.
" القصيرات جميلات، تستطيع احتضاني بطريقة لائقة." قلت له ضاحكة.
" هكذا؟" سألني تشانيول وقد حملني وهو يعانقني."
" تشانيول، توقف" قلت له ضاحكة.
تجاهلني وقام باحتضاني بقوة أكثر.
" توقف انك تعتصرني" قلت له بانفاس متقطعة لشدة ضحكي.
انزلني تشانيول وتأمل وجهي في صمت غريب.
" ماذا؟" سألته مبتسمة.
" اخلعي ثيابك ." قال لي مبتسما بصوته الناعس.
" منحرف." قلت له وقد نهضت لانفذ أوامره وهو يتفحصني ويقبل شفتاي
بقوة.
سيظل دائما الرجل الذي يستطيع أن يجعلني مبتسمة بكلمة بسيطة منه.يتبع...
تجاهلوا الأخطاء الإملائية 💞💞💞💞

أنت تقرأ
تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}
خيال (فانتازيا)تدور القصة حول فتاة تدعي ايما في احدث الايام تلعب مع صديقتها لونا لعبة تدعي تعويذة الشهر الواحد فماذا سوف يحدث لها نوع الرواية : خيالي + رومانسي نبذة عن الشخصيات ايما : فتاة لا تؤمن بالحب تلعب لعبة تغير حياتها لونا : صديقة ايما منذ الطفولة جاكسون...