ch17

838 62 2
                                    

* ايما*

( اليوم الثاني عشر - الظهيرة)

" هذه لن تدخل من باب المنزل يا ايما." أخبرني تشانيول وانا اشير للشجرة
الكبيرة.
" ولكنها ملائمة." قلت له باسف.
" ماذا عن هذه؟" سألني وهو يشير لشجرة صغيرة.
" تبدو ظريفة." قلت له مبتسمة.
تخاطب تشانيول مع صاحب المحل ثم دفع له مبلغ الشجرة واخبرنا
بأنه سيوصلها لنا غدا.
" حسنا اذا، اشترينا الشجرة، والزينة، والحلوي، ماذا تبقي؟" سألني تشانيول
عندما صعدنا للسيارة.
" الهدايا" قلت له ببهجة.
" صحيح كيف نسيت هذا." قال لي ضاحكا.
توقفت السيارة أمام مجمع تجاري ضخم جدا.
فتح لنا السائق الباب ثم خرجنا ليمسك تشانيول بيدي.
" ساذهب لدورة المياه." قلت له مبتسمة.
" حسنا، يوجد مقهي في الطابق الأول سانتظرك هناك." قال لي.
" حسنا اطلب لي القهوة معك." قلت له ضاحكة ثم صعدت للطابق الثالث.
كانت المحلات كبيرة، ولست اعرف ماذا يفضل تشانيول، لذا بقيت أتجول.
رن هاتفي.
" لقد تحولت قهوتك لقالب ثلج، هل انتي بخير؟" سألني تشانيول.
" اجل، هنالك طابور علي دورة المياه لذا قد اغيب قليلا." قلت له.
" كيف اساعدك يا آنسة؟" سألني صاحب المحل.
" من هذا؟ اانت فعلا في دورة المياه؟" سألني تشانيول بجدية.
" أجل ولكن..اتعرف هنالك رجل يقف بالخارج لتنظيف دورة المياه وغيره كما.."
حاولت التبرير.
" ايما لا تكذبي اين انتي؟" سألني تشانيول بنبرة جدية وبما أن تشانيول
انسان هاديء وخفيف الظل بطبعه فهو يبدو مخيفا جدا حين يغضب.
" في الطابق الثالث." قلت له مستسلمة وقد أشرت لصاحب المحل بأن
يتركني وشاني.
" وهل لي أن أعرف لماذا؟" سألني بنفاذ صبر.
لا اريد إفساد الهدية علي تشانيول، اريد ان اعطيها له عندما يقترب عيد رأس السنة.
" كنت ابحث عن دورة المياه ثم لفت نظري بنطالا في أحد المحلات ودخلت."
قلت له.
" ولازلتي تكذبين." قال لي بهدوء.
" لست اكذب، تشانيول." أخبرته بجدية.
ثم لفت نظري سترة كتب عليها حرفG بالخط الاخضر، هذه العلامة لفريق
تشانيول المفضل.
" كما تشائين." قال تشانيول بهدوء والغضب واضح في نبرته ثم اقفل الخط.
اشتريت السترة سريعا ثم نزلت لاجد تشانيول يقف عند باب المقهي.
" هل انتهيت؟" سألني ببرود.
اومات براسي بنعم.
" هيا لنرحل" قال لي وقد بدا يمشي.
" انتظر، ماذا عنك؟ الن تقوم بالتسوق؟ لقد أردتك ان تساعدني في إختيار
هدية لوالدتك." قلت له وانا احاول مجاراة خطواته السريعة.
" لا." قال ببرود.
توقفت عن اللحاق بمشيه، وبقيت احدق به منصدمة من ردود أفعاله.
" الن تأتي؟" التفت نحوي وسألني.
اكتفيت من تصرفاته السخيفة هذه.
" اتريد ان تعرف حقا السر وراء كذبي عليك؟" سألته.
صمت تشانيول للحظة.
" من اجل هذا!!" صرخت في وجهه وقد أخرجت السترة من تغليفها الاحمر.
ورميت بها نحوه لتصطدم بصدره.
اتسعت عينا تشانيول وقد التقط السترة بين يديه.
" عيد ميلاد مبكر مجيد يا بارك تشانيول." قلت له بخشونة وخرجت
من المركز التجاري لابحث عن سياره أجرة.
ما خطبي مع اعياد رأس السنة؟ اولا جاكسون أفسده علي والان تشانيول..
" ايما!" سمعت تشانيول يناديني.
تجاهلته، وقد توقفت لي سيارة أجرة فمشيت نحوها.
" ايما توقفي!!" قال تشانيول وقد يدي عن مقبض باب السيارة.
" لقد اخبرتك كل شيء، ما الذي تريده الان؟" سألته بانزعاج.
" انتي..اريدك انتي." همس لي.
وفجأة كل ذلك الغضب الذي كان يثور بداخلي قد هدا.
" م.. ماذا؟" سألته بتوتر.
" لقد سألتني عما أريده، صحيح؟ اجابتي هي انتي." عاد يقول لي بابتسامته
الساحرة.
" توقفي عن التصرف بلطف يا تشانيول انا احاول ان اكون غاضبة منك."
أخبرته وانا احارب الإبتسامة التي تريد أن تكتسح شفتي.
بدأ تشانيول بخلع معطفه في منتصف الشارع ثم خلع قميصه.
" ما الذي تفعله ايها المجنون انها تثلج!" قلت له غير مصدقة تصرفاته.
لم يجبني تشانيول بل أخرج السترة التي اشتريتها له وقام بارتدائها.
" اتعرف، كان بامكانك خلع معطفك فقط وارتداء السترة فوق القميص ايها
العبقري." قلت له ساخرة.
" اعلم هذا، لقد اردت اغراءك." قال لي مبتسما وقد ظهرت غمازاته.
" انذهب؟" سألني بلطف وقد عادت الابتسامة لكلا وجهينا.
أمسكت يده واومات براسي بنعم.
عدنا سويا للفندق ولم استطع محاربة النوم اكثر فبدلت ثيابي واستلقيت
فوق السرير.

* تشانيول*

( اليوم الثالث عشر - الصباح)

استيقظت مبكرا وقمت ببعض الاتصالات لحجز عشاء الليلة في برج ايفل.
ثم أخذت حماما ساخنا واستقبلت صاحب محل الاشجار ليضع شجرة عيد
رأس السنة التي اشتريناها معا في غرفة الفندق.
استيقظت ايما في تمام الساعة العاشرة صباحا لتجدني اقوم بتزين الشجرة.
" ماذا تفعل؟ لقد كان من المفترض أن نقوم بتزيينها سويا." قالت لي
بصوتها الناعس.
لقد بدأت للتو يمكنك مساعدتي." قلت لها وانا اقوم بلف شريط حولها.
اعلم ان ايما سوف تموت في احتفال راس السنه، لقد أخبرتني عندما ظهرت
شعراتها البيضاء.
وقد نسيت الأمر تماماً عندما طلبت منها أن تقضي العيد معي، لذا كنت غاضبا
من نفسي لحظتها وليس منها.
ولكن هل تلك الخرافات صحيحة؟ اعني لقد جلبتها الخرافات في غرفتي
في اليابان ولكن هل ستموت فعلا؟
وهل ساتقبل الامر؟ اعني اني اعتدت عليها، علي وجودها وصخبها في الجوار.
ولكن حتي لو لم تمت ايما، فمع انتهاء شهر الشتاء سينتهي كل شيء بيننا،
ستعود هي لشقتها في كوريا وسأعود انا اجوب العالم للغناء.
الغريب في الأمر اني كلما فكرت في اختفاء ايما من حياتي شعرت بوخزة
من الألم في قلبي.
وكلما فكرت بها أدركت كم كان تأثيرها كبيرا علي حياتي فانا لم اعد افكر في
مومو كثيرا ولم اعد اشرب أو اغضب كثيرا، وانا شاكر بصمت من كل قلبي
لايما علي كل هذا.
ولكن مع كل ذلك ، يبقي شعوري غامضا تجاهها فهي تعجبني ولكني خائف من
الحب..
سترة فريقي المفضل التي اشترتها لي، لم يلاحظ اي احد حبي لهذا الفريق
غيرها، لا امي ولا حتي مومو.
الحقيقة هي اني لا اريد لايما أن ترحل، ولكني خائف من الخوض في علاقة..
" تشانيول ارفعني." قاطع صوت ايما حبل أفكاري.
اقتربت منها وحملتها بذراعي للاعلي حتي تضع النجمة المضيئة اعلي الشجرة.
" تبدو جميلة" قلت وانا لازلت احمل ايما بين ذراعي وانظر للشجرة.
" يمكنك انزالي الان." قالت ايما ضاحكة.
التفت لها وهي تضحك وقد شبثت ذراعاها حول عنقي، ولاحظت كم هي
مثالية، في تصرفاتها في حضورها، في ابتسامتها.
" ما الامر؟ انك تحدق بي." سألت مبتسمة.
" ششش." اسكتها بلطف.
كيف يمكن أن تكون قوية هكذا؟ لو كنت مكانها واعرف جيدا اني سأموت في
احتفال راس السنه قد أفقد صوابي.
انزلت رأسي نحوها وقبلتها بهدوء، لنقبلني هي في المقابل.
لو يمكنني فقط الاحتفاظ بها للأبد..

يتبع...

تجاهلوا الأخطاء الإملائية 💓💓💓

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن