* ايما*
( اليوم الحادي عشر- الصباح)
" فرشاه اسنان" سألني تشانيول وهو يقف خلفي وبيده قائمة كتبناها معا
حتي نتأكد بأننا وضبنا حقائبنا كلها.
" موجوده.'' قلت له وانا اتاكد من وجودها في الحقيبة.
" معاطف إضافية؟" سألني مجدداً.
" موجود." قلت له.
" اظن بأننا جاهزين." عاد يقول لي وقد انحني ليقوم باقفال الحقائب.
اليس هذا مضحكا؟ انا وتشانيول نسافر لباريس مدينة مدينة الحب
دون أن يجمعنا حب.
غادرنا الفندق لنجد والدته تنتظرنا داخل سيارتها.
" شكرا لاصطحابك لنا." قلت لها فور دخولي.
" لا مشكلة عزيزتي، انا حقا سعيدة لكما." قالت لي وهي تقود.
كان رحلتنا للمطار قصيرة وظلت والدة تشانيول تتحدث طوال الطريق
عن تجربتها الأولي في باريس.
حين وصلنا وقمنا بتوديعها ثم دخلنا لصالة المغادرين.
" عيد رأس السنة قريب جدا" قلت لتشانيول الذي كان يحاول ارتداء
معطف اخر فوق ثيابه.
" اجل، الديكي مخططات؟" سألني.
" كلا، وانت؟" سألته بالمقابل.
" ربما، لست متأكدا." أجابني.
" لقد بدا يزداد الجو بروده، هل انتي دافئة كفاية؟" سألني.
" أجل" قلت له وقد املت براسي علي كتفه.
سيسقط الثلج قريبا ربما بعد يومين او ثلاثه، ثم بعدها باسبوعين
سيحين عيد رأس السنة.
يوم رأس السنة لم احتفل به، لطالما كانت عائلتي منشغلة، وجاكسون
لا يعترف براس السنه ،لذا فكنت دوما اطبخ عشاء بسيطا لي.
وللونا ثم نتبادل الهدايا ونخلد للنوم.
أتساءل ما هو شعور الاحتفال براس السنه مع العائلة والأصدقاء؟ وهل سيحتفل تشانيول؟ وهل ان احتفل ساكون مدعوه؟ ربما سيكون عشاء
عائلي بسيط.
" هيا، انها رحلتنا." قاطع تفكيري صوت تشانيول وهو ينهض نحو البوابه.
صعدنا للطائرة وقمنا بالجلوس في اماكننا.
" تشانيول.." همست له.
" همم؟" رد وهو ينظر لأحد المجلات.
" شكرا لك." قلت له وانا اعنيها.
" لا مشكلة ملاكي." عاد يقول لي وقد وضع يده الدافئة فوق يدي الباردة.
" كيف هي باريس؟" سألته.
" انتظري لتريها بنفسك." أجابني مبتسما.
كان هذا اخر ما سمعته من تشانيول، لاني غفوت دون أن اشعر بما اني
امضيت يوم امس ابحث عن اوراقه. ولكني شعرت به يقوم بتغطيتي
فوق المقعد.
" ايم...ايما، استيقظي" سمعت صوت تشانيول.
فتحت عيني لاجد نفسي في مكان غريب.
" اين انا؟ ماذا حدث؟" سألته.
" لقد حملتك من الطائرة للمطار للفندق." قال لي ضاحكا.
سحبت تشانيول من قميصه وقبلته لاني لم اجد الكلمات الكافية.
" مثيرة." همس لي بعد قبلتنا وهو يحدق في عيني.
"وانت ايضا" همست له أيضا.
" تعجبني ايما الجريئة." قال لي وقد سحبتي لاجلس فوق حجره.
" تعجبني انت." قلت له دون تفكير.
صمت تشانيول للحظة.
لقد شعرت وكأنه سوف يقوم بتغيير الموضوع فجأة ولكنه فاجأني بقوله:"
ساكون كاذبا أن قلت بانك لا تعجبينني كذلك."
هل يعني ما يقول؟ أم أنه فقط يشعر بالشفقة؟
" انهضي، سنخرج." أخبرني تشانيول بعد أن لاحظ صمتي الطويل.
نهضت من فوقه وارتديت معطفي الثقيل ورتبت شعري ثم خرجت.
" الجو بارد." قال تشانيول.
" بالطبع سيكون كذلك، فالثلج سيسقط قريبا." قلت له وانا أتأمل شجرة
عيد رأس السنة الكبيرة التي توجد في منتصف الطريق.
" بما اننا وصلنا متاخرين، سناكل فقط ثم نعود للفندق ونتعرف
علي باريس غدا." قال لي تشانيول وقد امسك بيدي وقادني لأحد المحلات
الصغيرة.
" مرحبا سيدي." رحب بنا صاحب المحل بلغته الفرنسية.
وفجأة تحدث معه تشانيول باللغة الفرنسية، لم يخبرني أنه يتقنها.
بقيت واقفة هناك لست افهم ما يقولان، ولكني بقيت أتأمل ضحكة تشانيول
مع صاحب المحل.
وضع الرجل كعكات صغيرة ملونة داخل كيس بلاستيكي ثم ناولها لتشانيول
مبتسما.
اخذها تشانيول ثم خرجنا.
" تذوقي، انها الافضل علي الإطلاق." قال لي تشانيول وهو يخرج كعكة
زهرية اللون من الكيس.
اخذتها منه وقضمت قضمة صغيرة، لقد كانت لذيذة فعلا.
" لم اكن اعرف انك تتحدث الفرنسية" قلت له ونحن نمشي.
لقد فقدتها، لأنه مضي الكثير من الوقت لم استخدمها فيه." صارحني وهو
يخرج كعكة أخري.
شعرت بشيء بارد فوق راسي.
نظرت للسماء.
" تشانيول،انها تثلج" قلت له ببتهاج وقد قبضت يدي علي يده.
" يبدو المنظر جميلا" قال لي مبتسما.
التفت له وهو لايزال ينظر للاعلي، بدا ملائكيا جدا.
لم اعتقد اني ساقع يوما في الحب بهذه القوة، انا لم أؤمن يوما بالحب،
ولكنني فعلت.
" ايما.."
" تشانيول.."
نادينا بعضنا في الوقت ذاته.
" تحدث أولا." قلت له ضاحكة.
" كلا، السيدات اولا." قال لي مبتسما.
" أتنازل عن دوري لك." قلت له.
" هل يمكنك قضاء عيد رأس السنة معي؟" سألني وقد حك رقبته في توتر.
ووقع قلبي، لقد كنت انتظره ليسالني منذ فترة.
ولكن شيئا ما بداخلي أيقظ تفكيري...
عيد رأس السنة بعد عدة أسابيع.. وبعد عدة أسابيع ربما لن اكون حية..
" تشانيول.." بدأت اقول له، ولم استطع السيطرة علي دموعي..
" لا استطيع.." قلت له، وقد شعرت وكان احدهم يقوم بتمزيقي.
" لماذا؟" سألني بصوت منكسر.
لا اريده ان يفهم بأني مثل مومو، ولا أريد أن أجبره بالبقاء معي وانا
احتضر بينما الجميع يحتفل.
لم استطع إجابته..
" اتملكين خطط بالفعل؟ لا بأس ساتدبر أمري." قال لي والاستياء واضحا
علي وجهه.
صمتنا قليلا.
التفت تشانيول نحوي وكسر الصمت متسائلا:" هل يمكنك علي الأقل مساعدتي
في التجهيز له؟"
" أجل" أجبته ببهجة، اريد فقط قضاء الوقت معه.
ولكن مع ذلك لازال هناك الم بسيط في صدري لاني لن اقضي معه هذا
العيد، وتشانيول هو كل ما أريده في هذا العيد..
" تشانيول.. هو كل امنياتي لراس السنة، وليته يدرك ذلك..
" هيا لنذهب فالجو بارد." قال لي.
التفت له، وقد شعرت بأن آلامي ازدادت ، لا استطيع النظر لعينيه الدافئتين،
ولا لجسده الذي اعتاد أن يضمني.
اذا كنت سأموت قريبا فعلي الإعتراف لتشانيول بمشاعري، لا يمكنني الرحيل
دون أن أخبره مدي عشقي له، وانه غير حياتي.
" الن تأتي؟" سألني بعد أن لاحظ وقوفي الطويل.
لا زال قلبي يؤلمني، لا استطيع النظر أو الإجابة علي سؤاله لان صوتي
حتما سيخونني وسيبدو مرتجفا وباكيا.
" ايما.." ناداني بصوته الذي أحبه.
وهنا أعلنت استسلامي، وذرفت دموعي بصمت.
سمعت خطوات تشانيول تتقدم نحوي مجددا.
" ششش، ما الخطب؟" سألني تشانيول وقد ضمني لن وفرك ظهري.
" لماذا؟" سألته بصوتي الباكي.
" ما هو؟" سألني باستغراب.
" توقف عن التصرف بلطافة معي انت فقط تزيد من صعوبة الموقف."
صرخت وقد اشتد بكائي.
بقي تشانيول يحدق بي باستغراب، وبقيت انا أبكي علي صدره كالطفلة،
استنشق رائحة عطره.
ثم تذكرت، علي التوقف عن كل هذا والاستمتاع باخر أيامي مع تشانيول.
مسحت دموعي بيدي ثم رفعت رأسي انظر له مبتسمة.
" هل ستشتري شجرة ؟" سألته.
كان وجه تشانيول كعلامة استفهام، ولست الومه لقد تصرفت كالمجانين
ولكن هذا هو الحب، صحيح؟
" ربما، اتريدينني أن اشتري واحدة؟" سألني مبتسما وقد بدأنا نمشي نحو الفندق.
" أجل، ثم نشتري الاضواء وغيره لنزينها." قلت له.
" كما تشائين." أخبرني تشانيول مبتسما.
امسكت بيده ونحن نمشي، فنظر تشانيول نحوي ثم ابتسم لي إبتسامة دافئة.
فرفعت يده وقبلتها لينحني تشانيول ويقبل رأسي..
كيف لي الا احبه؟
كيف لي الا اجن بتفاصيله؟يتبع...
تجاهلوا الأخطاء الإملائية♥️♥️♥️
شكرا كثير علي دعمكم 💓💓💓💓💓💓💓

أنت تقرأ
تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}
Fantasíaتدور القصة حول فتاة تدعي ايما في احدث الايام تلعب مع صديقتها لونا لعبة تدعي تعويذة الشهر الواحد فماذا سوف يحدث لها نوع الرواية : خيالي + رومانسي نبذة عن الشخصيات ايما : فتاة لا تؤمن بالحب تلعب لعبة تغير حياتها لونا : صديقة ايما منذ الطفولة جاكسون...