ch23

831 65 5
                                    

* تشانيول*

( اليوم الرابع والعشرين- صباحا)

رغم اني اضطررت للإعتذار لصاحب الفندق وقمت بدفع تعويضا لهم إلا اني
استمتعت بوقتي.
نهضت من فوق السرير بخفة حتي لا تستيقظ ايما وتوجهت نحو المطبخ.
أخرجت اربع قطع من الكوكيز و كيسا من المارشملوا.
وضعت المارشملوا في المنتصف بين قطعتي الكوكيز ثم وضعتهم في جهاز
التسخين.
لقد رغبت ايما في اكل المارشملوا بالأمس ولكن لم تسمح لنا الفرصة لذا
قد فكرت في عمل ساندويتش غريب الشكل من الكوكيز والمارشملوا لأجلها.
انطلق رنين جهاز التسخين فاخرجت الطبق، ورائحة الكوكيز الشهية
والمارشملوا تملأ المكان.
" ايما.." قمت بهز كتفها قليلاً.
لا إجابة منها.
"ايما، استيقظي يا ملاكي لقد قربت علي الظهيرة." قلت لها مجددا.
" اشتم رائحة شهية." تمتمت وهي تفرك عينيها.
" صنعت هذا لأجلك." قلت لها ضاحكا.
نظرت ايما للطبق للحظة ثم نظرت لي مبتسمة، وكانني قمت بإهدائها العالم
وليس قطعتان من الكوكيز والمارشملوا.
" اوه تشانيول.." قالت لي برقة وقد سحبت مني الطبق ووضعته جانباً ثم
دفعت بجسدها نحوي تعانقني بشدة حتي استلقيت فوق السرير.
" اوه ايما.." قلدتها ساخرا وانا انظر إليها تجلس فوقي.
" ساتجاهل سخريتك السخيفة واشكرك علي هذا الطبق." قالت لي ثم انحنت
وطبعت قبلة صغيرة علي شفتي ونهضت.
" اممم هذا رائع." قالت وهي تقضم قضمة صغيرة من الساندويتش.
" بالطبع سيكون كذلك فانا من صنعه ثم.." بدأت اقول لها لاتفاجا بايما تقوم
بحشو فمي بقطعة كوكيز كبيرة فجأة.
" كم انت مثالي وانت صامت." قالت لي ضاحكة ثم طبعت قبلة علي خدي
وتوجهت نحو دورة المياه.
قمت بمضغ القطعة التي حشتها داخل فمي ضاحكا واراقبها وهي تمشي
نحو دورة المياه، كم هي ظريفة.
ثم تعلقت عيناي علي اللوحة التي تحتوي علي التقويم الميلادي، لقد بقي
خمسة أيام لايما فقط، اقل من اسبوع..
تخبطت مشاعري ، وتحولت الضحكة التي كانت تستحوذ فمي الي حزن، كيف
مضي الوقت بهذه السرعة الهائلة؟
شعرت وكاني عرفت ايما منذ مدة قصيرة فقط.
وكل اوقاتنا معا مرت امام عيني، كشريط فيلم من الذكريات.
" تشانيول" صرخت ايما باسمي لتقطع حبل أفكاري.
" ما الخطب؟ الهذه الدرجة انت كسول؟" سألتني ايما ضاحكة.
" همم؟ عما تتحدثين؟" سألتها باستغراب.
" لقد طلبت منك المزيد من الكوكيز.'' قالت لي بخجل.
لم استطع إيقاف نبضات قلبي المتسارعة وانا انظر لها وهي تضع خصلات
شعرها خلف أذنها برقة وخجل لتطلب مني المزيد من الكوكيز.
لاحظت ايما صمتي.
" لا بأس اذا لا كنت لا تريد.." همست لي.
هي لا تعرف اني كنت أتأمل بها في صمتي.
دون إجابة مني، نهضت ووضعت يدي علي خصرها ورفعتها بخفة لتجلس
حول عنقي وساقاها تدلتا من كتفاي.
" تشانيول ما الذي تفعله؟" صرخت ايما بدهشة.
" سنحضره معا، تشبثي جيداً." قلت لها.
صمتت ايما، وعبثت بخصلات شعري وانا اعلم جيداً بأنها تبتسم الآن، اشعر
بذلك.
طوال تحضيري للكوكيز وانا احمل ايما وهي تعبث بشعري ونتبادل الأحاديث.
حملت ايما وقمت باجلاسها فوق طاولة المطبخ، وجلبت الطبق لها.
مدت ايما يدها نحو الطبق ولكني سحبته منها بخفة، فنظرت نحوي باستغراب.
" اين أجرة الطباخ؟" سألتها مبتسما.
ابتسمت ايما وقد فهمت ما اعنيه فانحنت وطبعت قبلة علي خدي.
" ولكني حملتكي، أطالب بزيادة لي الأجرة ." قلت لها عابسا.
" طماع." قالت ايما وقد رفعت خصلات شعرها عن وجهها لتقبلني مجددا.
" لا تتوقفي.." همست لها من بين شفتينا.
" لا تعلقني بك.." همست لي ايما في المقابل وانا استطيع سماع نبضات قلبها
المتسارعة.
" ألستي متعلقه بي بالفعل؟" سألتها وانا اقبلها مجددا وبخفة.
شعرت بها تبتسم في تلك القبلة، وقد حاوطتها بذراعي وهي تجلس فوق طاولة
المطبخ.
" بلي انا كذلك." اعترفت لي بانفاس متقطعة.
" لأي مدي؟" سألتها بهمس وقد قطعت قبلتنا وحدقت في عينها.
صمتت ايما قليلا وهي تحاول استجماع أنفاسها.
" للمدي الذي لا رجوع فيه.." قالت ايما بهدوء.
" لا تذهبي ايما.." قلت لها بصوت منكسر.
انزلت ايما رأسها باسف.
" قولي لي انكي لن تذهبي..قوليها.." عدت اقول لها وقد أمسكت بكلتا يداها.
" اتحبني؟" سألتني بهدوء.
" لست اعرف، ولكني اعرف اني اهتم لامرك، واعرف اني اعتدت علي وجودك
واعرف ايضا بأني لست مستعداً لرحيلك بعد." صارحتها.
" تشانيول، لا تعلق حياتك بتفاصيل موتي، فلنستمتع اليوم ونفكر في ذلك غدا."
قالت لي وهي تبتسم إبتسامة مزيفة وقد لمحت دموعها في عينيها.
" لقد برد الطبق ثم تناولناه انا وايما فوق السرير وتبادلنا الأحاديث ولكني
لازلت افكر في حوارنا الصغير في المطبخ.
رن جرس هاتفي.
" نعم؟" اجبت.
" تشانيول عزيزي لقد وصلنا لباريس." جائني صوت والدتي المبتسم مو من علي الطرف الآخر.
" مرحبا بكي امي.." قلت لها وانا افكر، فبعد رأس السنة يكون الاحتفال الكبير..
في اليوم الثلاثين من الشهر.
" سنرتاح اليوم، ونزوركم غدا." قالت لي ثم اقفلت الخط.

( اليوم الخامس والعشرين- صباحا)

استيقظت صباحاً علي صوت الاطفال يغنون اغاني رأس السنة من النافذة.
" سحقاً ايما، لماذا النافذة مفتوحة؟" سألتها وانا مازلت مغمض عيني.
" ايما؟" نأديتها.
فتحت عيني والتفت لجانبي ولكني لم اجدها.
نهضت من فوق السرير وفتحت باب دورة المياه ولكنها ليست هناك.
خرجت لغرفة المعيشة والمطبخ ولكني لم اجدها.
" ايما لو كانت هذه مزحة..!" صرخت.
ولكنها لا تجيب.
لمحت ورقة فوق الطاولة.

" عزيزي تشانيول، في الوقت الذي تقرأ فيه هذه الرساله سأكون قد هربت.
ليس لاني سئمتك ولكني لا اريدك ان تشاهدني افارق الحياة ببطء، لقد تذكرت
اني قمت بلعب التعويذة في السادس والعشرين من شهر نوفمبر مما يعني بأن غدا يكون شهرا كاملا بالنسبة لي.
اعتذر لاني لم اودعك بطريقة لائقة، ولكن فلتعلم اني أحبك، وانك غيرتني
وغيرت حياتي، وإن كل نبض في قلبي شاكر لك علي كل شيء، ولم اندم لحظة
علي قيامي بهذه التعويذة أبدا فهي عرفتني بك، ولكن إن كنت تهتم لامري ولو
بقدر بسيط فارجوك التزم بوعدك الذي وعدتني إياه ذلك اليوم بأن تكون سعيدا
وان تستمتع بالاحتفال وتجد لنفسك فتاة تستحق قلبك.
ملاحظه:" فضلا..لا تنساني."
مع كل حبي :" ايما"

يتبع...

كيف بدكم تكون النهاية حزينة ولا سعيدة؟💕💕💕💗

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن