ch20

790 65 1
                                    

* تشانيول*

( اليوم الثامن عشر - الظهيرة)

"ااخذ هذا؟" سألتني ايما.
" لا، امي تفضل اللون الاحمر." قلت لها.
" ماذا عن هذا؟" سألتني مجدداً وهي تمسك في يديها ثوبا طويلا.
" جميل." قلت لها.
ظهرت علامات الرضا علي وجه ايما ثم قامت بشراء الثوب.
" اانت جائعة؟" سألتها ونحن في الطريق الي الفندق.
" لا، ليس حقا." أخبرتني.
" حسنا اذا لنعد ونسترح قليلا ثم نخرج للغداء." قلت لها وقد أمسكت بيدها
لا شعوريا.
التفتت ايما ثم ابتسمت لي.

كنا قد عدنا من تسوقنا في أحد المحلات.
وضعت مشترياتنا جانباً وقمت بتغيير ثيابي ثم خرجت لغرفة المعيشة
لاجد ايما تجلس فوق الأريكة وتقوم بحياكة شئ ما.
" ماذا تحكين؟" سألتها وانا اجلس بجانبها.
" وشاحا." اجابتني وهي تنظر للخيوط.
" لمن؟" سألتها مجددا.
" ليس لأحد." اجابتني وقد نظرت لي اخيرا وتركت ما تقوم بحياكته جانباً.
عندما رأيتها تضع اغراضها جانباً، قمت بوضع رأسي في حجرها وتمددت
فوق الأريكة.
نظرت لي ايما مبتسمة وقد بدأت تداعب خصلات شعري.
" بالمناسبة.." بدأت تقول.
" همم؟" سألتها وانا انظر لها من حجرها.
" شكرا لانك ساعدتني علي اختيار الهدية المناسبة لوالدتك." قالت لى وهي
لاتزال تعبث بخصلات شعري مما جعلني أشعر بالنعاس.
" لا مشكلة، نحن أصدقاء." قلت لها.
لاحظت ايما قد عبست بوجهها قليلا ولكن سرعان ما أدركت الموقف وعادت
تبتسم لي.
شعرت بأني، مغفل، لذا قررت السكوت.
استمرت ايما تعبث بشعري لنصف ساعة حتي شعرت بالنعاس فاغمضت عيني.
نظرت ايما نحوي قائلا:" لقد غفي."
انها تظنني نائما.
اردت المزاح معها قليلا.
" ايما.." قلت لها متظاهرا بأني نائما.
ابتسمت ايما وهي تراقبني.
" أنه ينادي اسمي .." همست لنفسها.
" ايما.." عدت أقول.
" هل يحلم الاصدقاء ببعضهم؟" سألت ايما نفسها وهي لاتزال تنظر لي.
هل هي دائما تتحدث لنفسها هكذا؟
ولكن سؤالها كان وجيها.
" هذا افضل، لنكن أصدقاء." قالت ايما، وهي تتأمل وجهي النائم وتتحسس
خدي باطراف اصابعها.
هل هي مجنونة..؟
" كن كما تشاء ويمكنك الرحيل مع من تحب.." قالت وهي تتاملني نائما،
استطيع ان اشعر بها.
" ولكني ساكون هنا، من اجلك انت ولن اتركك ابدا." قالت مجددا ولم تعد تنظر
لي.
هل هي تعلم بأني لست نائما؟
نظرت لي مجددا وتاملتني ثم مالت نحوي قليلا وهمست:" وإن اعترفت
لك يوما بأني أحبك.. فلا تبالي وأخبرني بأننا أصدقاء.."
شعرت بدموعها تسقط بعد تلك الكلمات.
" ايما." قلت لها وقد فتحت عيني وقررت إنهاء مزحتي وامسكت بيدها.
انتفضت ايما وشحب وجهها، يبدو بأنها صدقت تظاهري بالنوم فعلا.
" تشانيول.. لا استطيع التنفس.." قالت لي مختنقة.
لقد ظننتها تقوم برد المزحة لي حتي رأيت وجهها بدأ بالاحمرار وسقطت
أرضا.
" ايما!" صرخت رعبا باسمها.
وركضت نحو الهاتف لاتصال بالاسعاف.
لم استطع التفكير باي شيء سوي عدد الايام المتبقية لها بتموت.
انا متأكد بأنها أخبرتني بأنها ستموت ليلة رأس السنة ولكن.. هل أخطأت
بحسابها؟

* ايما*

(اليوم التاسع عشر - صباحا)

اطرافي باردة، ولست اشعر سوي بالهواء اللطيف الذي يلامس معصمي
بخفة.
فتحت عيني بصعوبة، والقيت نظرة سريعة لمصدر الهواء.
وجدت تشانيول يجلس في كرسي بجانبي وقد أركز رأسه بيديه فوق السرير
نائما، وانفاسه تلامس يدي بخفة.
أتساءل ما الذي حدث؟
كل ما كان يشغل تفكيري الان هو تشانيول وكيف نام بطريقة طفولية، وقد
عقد حاجباه أثناء نومه، لقد بدا قلقا..
طرقت الممرضة الباب ثم دخلت.
" يسرني انكي استيقظي، هل لي بمقياس ضغطك؟" سألتني بلطف مبتسمة.
مددت لها يدي وأبقيت يدي الاخري تعبث بشعر تشانيول.
ألقت الممرضة نظرة نحونا مبتسمة.
" أهو زوجك؟" سالتني وهي تقوم تقوم بقياس الضغط.
" حبيبي.." همست لها.
" أنه يحبكي بالفعل، لقد كان قلقا عليكي بالأمس." قالت لي وهي تقوم بنزع
الجهاز.
" حقا؟" سألتها.
" بالطبع اني متزوجه منذ تسع سنوات لذا اعرف كيف يبدو الشخص حين يحب."
اجابتني وهي علي وشك الخروج.
" شكرا لكي." همست لها.
ابتسمت لي ثم خرجت.
انتفض تشانيول علي صوت الباب وهو يقفل.
" ايما" نهض تشانيول وضمني لصدره.
بقيت مندهشة ومتعلقة بقميصه.
" لا تخيفيني هكذا مرة أخرى." همس لي.
" لم اقصد.." همست له أيضا.
" ماذا حدث؟" سألته بجدية فانا لا اعرف فعلا ماذا حدث.
" انخفاض في الضغط." قال لي وهو يتفقد ساعته.
" اتذكرين ما حصل قبل أن تفقدي الوعي؟" سألني بعد لحظات الصمت.
فكرت قليلا، وحاولت التذكر.
اذكر انه كان نائما واني كنت أحيك وشاحا ثم..لقد قال اننا أصدقاء.
" أجل." قلت له.
هز رأسه تفهما وصمت.
ما الذي يقصده؟ هل حدث شيء ما وانا لا أتذكر؟

* تشانيول*
( اليوم العشرين- صباحا)

" وقعي هنا." اشار الطبيب لايما علي الورقة لتوقع خروجها من المستشفى.
خرجنا من المشفي وصعدنا للسيارة.
" سأعود للمنزل." قالت ايما بارتياح.
" خطأ..سنعود للفندق." قلت لها ضاحكا.
" لا تدقق في كلامي يا بارك تشانيول فانا إمرأة مسنة." قالت لي وقد
بادلتني الضحك.
" لا، لستي كذلك." قلت لها بجدية.
" بلي انا كذلك، انظر لي لقد أصبح شعري ابيض وأصبحت ضعيفة جدا.قالت لي.
" مسنة من الخارج، ولكن من الداخل لازلتي ايما التي ظهرت في غرفتي في
اليابان بطريقة غامضة. قلت لها.
ابتسمت ايما، وبطريقة ما شعرت بالسعادة لابتسامتها.

يتبع...

تجاهلوا الأخطاء الإملائية 💕💗💗
شو رايكم بالبارت؟⁦♥️⁩

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن