ch5

1K 71 0
                                    

(اليوم الثاني من الشهر - الفجر)

ما هذه السترة؟ قال تشانيول كيف أمكنها تغيير مزاجي ؟ كيف أمكنها تغيير كل امر به.
تلك الفتاه حتما مشعوذة، ظهرت فجأة وتقول كلاما غير مفهوم وتصنع ثيابا سحرية ، ما الذي ورطت نفسي فيه ؟
دخلت لغرفة الفندق بعد أن تمتمت "تصبحون علي خير " صغيرة للشباب لاجد ايما نائمة كالطفلة وأدوات الخياطة مبعثرة حولها.
لابد انها انظرتني حتي لم تعد تحتمل.
اقتربت من أدواتها وتفحصتها، لا شي غريب ولا يوجد أي شي للشعوذة .
رتبت أدواتها ووضعتها جانبا، ووقفت أمام المرآة مجددا .. هل اخلعها ؟
كلا.
احتفظت بالسترة فوق جسدي وغسلت وجهي استعدادا للنوم .
أكره النوم فقد اعتادت الكوابيس المزعجة علي مطاردتي منذ أن كنت في العاشرة لعدة اسباب،
لذا فأنا لا أفضل النوم وحيدا.
ولكن لمفاجاتي استيقظت صباحا لأول مرة دون ليلة مليئة بالأحلام المزعجة .
وجدت ايما تحدق بي .
ماذا؟ سألتها .
لم اعلم أن السترة أعجبتك لهذه الدرجة.قلت له مبتسمة.
نظرت لجسدي، وللحظة نسيت اني كنت ارتديها.
ماذا؟ اه اجل السترة. تمتمت بهمس.
صباح الخير ايها المتعكر قالت لي مازحة .
اردت العبث معها قليلا فنهضت من فوق السرير وهي ملتفة للخلف وفي حركة خفيفة دفعتها نحو الجدار لاحيطها بين ذراعي .
كنت امزح لم اقصد قالت لي بخوف وهي مغمضة عينها.

ماذا؟ سألتها باستغراب.
لم اقصد مناداتك بالمتعكر.. قالت لي بصوت مرتجف.
لا اضربك... همست في اذنها وانا لازلت احبسها في أحد الاركان.
رفعت رأسها بهدوء لتحدق في عيني.
صباح الخير لكي ايضا. قلت لها مبتسما وانزلت رأسي لاعطيها قبلة طويلة علي جبينها.
بدت وكأنها تجمدت ولا تعرف ماذا تقول فابتعدت عنها لاطلق سراحها من ذلك الركن.
اذا اخبريني .. قلت لها وانا استدير لاخلع ثيابي.
لم هذه السترة سحرية؟ التفت وانا اسالها لاجدها تغطي عينيها بيديها.
هل انتهيت؟ سألتني وهي لازلت تخبئ وجهها.
لم اجبها بل استمررت بالنظر إليها مبتسما .
ابعدت يدها بهدوء لتجدني نصف عاري.

ارتدي ثيابك! صرخت واستدارت بظهرها.
"حسنا حسنا." قلت لها ضاحكا.
ارتديت ثيابي وقمت بترتيب شعري ثم أمسكت بكتفيها لاجعلها تستدير نحوي.
السترة؟ سألتها حتي لا تقوم بتضييع الموضوع مجددا.
أجل صحيح. قالت بهدوء ثم توجهت نحو السرير وتشير لي بالجلوس.
اني اسمعك قلت لها وانا اجلس.
بدأت تعبث باصابعها ثم قالت : " منذ أن بلغت الرابعة عشر من عمري وقد بدأت اهتم بالثقافة اليابانية وكل شي متصل بها ، كما كنت احيك الثياب في أوقات فرغي طوال الخمس سنين الماضية ، وكان هناك رجل ياباني يدعي "اوتشيرو" في منتصف الخمسينات

ويعيش في حينا القديم وقد طلبت منه تعليمي اللغة اليابانية ووافق على ذلك
بشرط أن اهتم بكلبه الاليف عندما يسافر في الصيف.
صمتت قليلا وحلقت عيناها نحو النافذة مبتسمة ثم عادت تقول "وفي أحد الأيام كان يوم ميلاد صديقتي
ولم املك المال الكافي لشراء هدية وقد لاحظ اوتشيرو حزني في ذلك الوقت وسألني لم لا احيك لها شي
بما اني بارعة في هذا المجال، ولكني أجبته بأنها سوف تكون هدية بسيطة جدا ولن تنفع،

فضحك بشدة وربت على رأسي ثم أخبرني بحكمة غيرت حياتي للابد."
وللحظة توقفت عن التحديق في النافذة والتفتت لتحدق في عيني بعمق واكملت
كلامها : "أخبرني بأن لجسد كل منا طاقات لا نراها ولكننا نشعر بها وعندما نصنع شيئاً لاحدهم سواء كان
ذلك وجبة ام ثيابا، علينا أن نحرص على حشوه بطاقاتنا الإيجابية،

علينا ملاه بكل ما نملكه داخلنا تجاه هذا الشخص من تقدير وامتنان وحب، لذا فهم عندما يرتدونها يشعرون
بكل ما ملاناه به."
صمتت قليلا ثم سألت:"أن الاشياء اليدوية سحرية فعلا، هل تعلم بماذا حشوت سترتك."؟
"كلا." اجبت بهدوء.
عادت تقول وهي تحدق أرضا وكأنها تتذكر:"فكرت فيك، وكيف تتصرف بلطف معي.
وكيف تعتني بي ولا تضربني، وكيف انك شخص رائع، لم افكر في أي شي
سلبي أثناء صناعتي للسترة أبدا، وقد صنعتها مبتسمة بكل ما املكه من سعادة كان سببها انت..."
بدون تفكير مددت يدي نحوها وادرت رأسها نحوي بلطف لانحني واقبل شفتيها، التي بدت وحيدة في نظري
لم يقبلها احد منذ مدة ولربما مطلقا.

تعويذة الشهر الواحد {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن