Part 3

116 15 0
                                    

فَجْر

صباح يوم جديد
استيقظت بعد ان انطلق صوت المُنبه، لتفرد زراعيها بتكاسل تتمطئ ..... ثم تستقيم لتذهب الي المرحاض فهي تعلم ان اليوم سوف تُعلن امها الحرب علي زيد..... و بتاكيد ستنال جزء من غضبها  حسناً لا مشكله يوم و سيمضي. قالتها و هي تضع رباط مطاطي صغير في نهايه جُديلتها الطويله، ترتدي احدي النعال الصيفيه الناعمه  بعد ان ارتدت ملابسها و تنزل
******

صباح الخير
ليرد الجميع برحابه صدر، ولكن المُفاجئه لها انه لا مشكله هنا.. امها لن تغضب و زيد يبتسم جدتيها تحتسي قهوهتها براحه شديده و ابيها فقد ينظر اليها منتظر ان تجلس....... ليردف : تعالي صغيرتي و اجلبي البهجه الي روحي..... لتتقدم و تقبله و هي تبتسم فوالدها كان دائما و ابدا ذلك الرجُل الحنون .... حنون علي جميع من حوله و عليها هي بصفه خاصه يحب تدليلها وهي تعشقه لكنها تريد دلال امها، دفئ امها، حُضنها و عطفها، حتي رغم ما تفعله جدتها معها فهي لن تعوضها امها التي ادركت الان انها تريدها حقاً، هذا مُخذل لها ان تُحرم من امها و هي امام عينيها، ولا تلتقي منها سوي الاوامر و الانتقادات و القليل جدا من المدح و الإطرائات.
.
.
.

الم تودعيني ورد. قالها زيد و هو يبتسم
ذهبت لتجلس بجوار جدتها لترد : إذا سوف تسافر زيد، و امي راضيه عنك ايضاً، ياااااليَ حظك، تمتلك الكثير انت...... لتصمت للحظه ثم تدرك سخافتها  معه لتردف  : لتعُد الينا سالماً ان شاء الله، استمتع بوقتك. و انتبه علي نفسك ...... ليبتسم ابتسامه لم تصل لعينه يعلم انها حزينه ليقول ان شاء الله ياحبيبتي
لتأخذ كوب قهوتِها و تنهض تنظر لها  جدتيها و تقول الي اين، لم تتناولي طعامك
ورد: ليس لديّ شهية جدتي، و لدي كتاب اريد انهائه، سوف اخذ القهوه و اجلس بالحديقه حتي انتهي
لتقول امل التي كانت تستقبل نظرات جاسم التي تحرقها، يعاتبها و يتهمها بعدم اداء دورها كأُم بشكل كامل  : تناولي إَفطارك ورد ثم اذهبي، لا يصح ان لا تأكلي شئ
ورد: لسنا دائما بحاجه الي ما يصح امي، نحتاج أحياناً الي ما يُريح و ليس ما يصح
امل : ورد اجلس و كُلي طعامك، لاننا سوف نذهب للتسوق اليوم "كانت تحاول ان تصلح الموقف، فهي تخشي جاسم، ولا تريد ان يتهمها بأهمالها، او يحدث اي ضغائن بين صغيريها"
ورد: لا اريد
امل : لا تريدين ماذا؟
ورد : لا اريد شئ سيده امل لا افطار ولا تسوق
امل بنفاذ صبر : و لماذا إذا؟
ورد: لأن ليس لي شهيه للطعام، و اما بالنسبه للتسوق فلم اُهلك جسدي في يوم طويل اقضيه تحت اعتراضك علي كل ما افعله بحياتي و إما ان نشتري ثياب لا تعجبكي او تشتري ما يعجبكي و اضيفه انا الي قائمه ما لا يُلبس...... فأنا و انتي يا امي لم نتقابل في المنتصف ابداً
امل : و لما لم تنفذي ما اريد، لما لم يروقك كلامي، اقوله لأني اُمك، اخاف عليكي، اريدك الافضل
ورد: يمكنك فعل كل هذا دون ارغامي، يمكنك ان تتقبليني كما انا،. لأنني انا.... انا يا امي ليست امل، لم اكن نسخه منكِ لأننا لم نستنسخ من بعضنا
امل: ليس هذا ما اقصده   .....   اعلم انكِ ليس لكي مثيل .....   اراكي رائعه   .....  لكن عندي يقين انك يمكنك ان تكون افضل بكثير
ورد و قد انفجرت : و انا لا اريد لا اريد سوي ما افعل لا اريد ان اكون افضل لا اريد اياً مما تريدين انتي، لقد ثئمت كل ما تفعلينه معي،  اصبحت اكرهه نفسي لأني لا اعجبك ...... اتعلمين اني اغار من زيد بسببك ...... اتعلمين اني كنت خائفه ان ترفضي سفره او تغضبي منه   ...... لكن نَبَش حريق في قلبي و انا اتذكر محاولاتي المستميته لكي تقبلي طلبي للاتحاق بما احلم اريد ان اتدرب علي الفُروسيه منذ زمن و انتي تعلمين و لكن كل مره يكون رفضك مُهين لي ...... تطعينين انوثتي   ..... و تنتقدين كل ما افعل ...... اخرجت كل ما في قلبها لتمتلئ عينها بدموع و تأخذ قهوتها و تصعد لغرفتها
دقائق من الصمت ثم يلحق بها زيد.
.
.
.
.
.
.
.

اقسم اني لم اقصد كل هذا ...... انا حقاً اخاف عليها من تهورها ..... اريدها الافضل اقسم بهذا قالتها امل و دموعها تنزل
نغم : اهدئي يا بُنيتي كل شئ سوف يحل هي ستهداء و انا سأُحدثها
لينطق جاسم بحزم : يكفي امي..... ورد محقه لتنظر له امل بدهشه ليكمل. قولت لكي مراراً حَسّني علاقتك بها و انتي لا تستمعين إلا لنفسك ليقف و هو ينظر إليها بغضب حلّي هذه المشكله بأي شكل امل و لا تجعليها تتفاقم اكثر من هذا
لتقف  وهي ترد: اتُريدني ان اوافقها علي الفروسية هذه؟؟؟... ماذا ان حدث لها شئ، هي لن تطلب شئ سهل لو سقطت لا اعلم الي اين سوف توصلها تلك السقطه، لما لم يتفهم احد اني اخاف عليها حقاً؟

جاسم : ليس مشكلتي كيف تحلين الامر...... لكني لم اقول هذا، لكن علي الاقل اخبريها انك بجانبها، اشعريها انها افضل ما بالكون ليس ان تقولي انك تريدنها افضل، لانها افضل فعلا افضل بكثير امل  ليتركها و يذهب
لتجلس امل و هي تستشيط غضباًو نغم تهدئها بكلماتها الحنونه
.
.
.
في تلك الاثناء كان زيد بغرفه ورد يحتضنها بشده يلقي عليها كلماته الدافئه.......... بعد ددقائق ابتعدت عنه لتمسح وجهها و تلتقط كتابها تقف امام المراءه تعدل هيئتها لتردف  و كأن شئ لم يكن :هيا سوف اصنع قهوه اخري فهذه بردت
زيد : انا لم اذهب الي مكان ورد..... سوف ابقي معك
ورد: اقسم لم يحدث..... سافر و عد لي سريعا..... و اجلب لي شئ معك بل اشياءً عده
زيد: سوف اذهب مره اخري يا ورد لن اتركك
ورد: انا حقا اسفه زيد لم اقصد ان اجعلك تحزن لكن قد فاض بي لا تكون غاضب
زيد : يكفي هراء ورد من المفروض يغضب الان
ورد: إن لم تكن غاضب اذهب زيد ارجوك انا والله بخير

في هذا الوقت يدق الباب لدخل ابيها : يبدو انني قطعت حديث مهم
ورد بمرح : تفضل سيد جاسم فالمنزل و من بالمنزل مِلكٌ لك
جاسم و هو يعانقها : كم احب كلامُك انا، ثم يوجهه كلامه لزيد  اذهب زيد واستمتع بسفرك لا داعي لكل هذا الحُزن
لتهمس ورد بأسف : اسفه حقا زيد، اذهب لاصدقائك ارجوك
زيد: لا عليكي صغيرتي، سأشتاق لكِ حقا ليقترب يقبل رأسها و يودع ابيه و يهبط حيث امه و جدته يقبل جدته و يتجهه لامه : اعلم ما بداخلك يا قلبي انا، لكن هوني عليكِ و عليها امي ثم يحتضنها و يردف و هو يقبلها مراراً لا تحزين يا قلب بطلكِ ارجوكي حاول ارضائها هي حقاً حزينه
امل : حسناً بُني
الي القاء إذا
.
.
.
.
تهبط ورد بجانب ابيها تود صنع قهوه جديده وضعت كتابها فوق الطاوله التي تجلس عليها امها و جدتيها ..... و وضعت القهوة البارده جانباً..... ثم اتجهت الي امها تقبل رأسها و تردف : لم يكن عليّ ان اتحدث بهذه الطريقه..... لا تحزني امي " فحديث ابيها منذ قليل اشعرها بالذنب تجاهه ولدتها...... فأمل لا تستطيع التعبير و هي امها مهما حدث تخاف عليها من رموش اعينها... هذا ما قاله السيد جاسم و هي تعلم انه لديه حق" دهشت امل من فعلتها و قبل ان ترد ذهبت ورد تحمل اشيائها و تذهب الي المطبخ تعد كوبا جديد من القهوه ..... ثم الي الحديقه
.
.
.
.
اأنت غاضب مني. قالتها امل و هي تقف امام جاسم الذي استعد لكي يذهب لعمله
جاسم : جدا
امل : ما هذا الجفاء جاسم انت اعلم بما يجول بداخلي   ...... لما انقلب كل شئ علي رأسي انا الان  .....  حسنا اعلم اني لا اجيد التعامل مع الامر..... و الجميع يدينني.... لكن ان تغضب انت هذا لم اسمح به
جاسم بنفس هدواءه علي الرغم من الم قلبه لنظره الحزن في عينها و نبره صوتها : إذا عالجي الامر أمل
لتنظر اليه بغضب و تتركه و تذهب
ويذهب هو ايضا الي عمله

انتهي اليوم برتابته المعتاده و بغيب زيد و الجو المشحون بين امل و ورد كان اليوم اكثر سوءً.
.
.
.
.
.
.
.
. انتهي

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن