part 32

62 3 0
                                    

فَجْر
فيا سكني و سكوني و سكينتي و مسكني .... يا امي و اماني و امني و امانتي
.
.
.
يعلو صدره و يهبط بعنف حين رأها.. تلك العروق التي برزت في عنقه و جبينه نافره تنبض بقوه ... جسده المتصلب في عنف ... يضغط علي ابهامه داخل قبضته بحده بينما تقتد عيناه شراراً
بينما يطالعها بحقد متحدث :" لما انتي هنا؟!....لماذا عدتي إلي حيااااتي... ما الذي ذكركِ بي الآن "
ردت بجديه :"عليك سماعي ... لم ابتعد عنك كل تلك المده برغبتي ... لا يمكنك أن تضع حكم مسبق "
صرخ بوجهها مما جعلها تجلف:" ليس من حققك أي شئ ... ليس من حقك أن تبرري شئ ... ليس لكِ أي حق في التواجد في حياتي ... ليس لكِ اي حق في العوده بعد كل هذه السنين .."
انهي كلامه بينما يعلو صدره و يهبط لترد هي بأعين دامعه لكن بنبره جامده.. :" سأذهب الآن سيف ... لكن كن علي علم أننا سنتحدث .. لن اتركك مره اخري .."
تركته و ذهبت ليتحدث و هو يمسح وجه بعنف متمتماً :" اللعنه ... كيف لها ان تكون بهذا التبجح... الهمني الصبر يا رب.. الهمني الصبر "
دخل الغرفه يجلب امتعته بينما يرفع الهاتف متحدثا مع ثائر :" سأذهب إلي لندن .... أخبرت ورد أن تنوب مكاني .."
رد الآخر متعجبا بصوت نعس:" ماذا هناك علي الصباح ... لما ستذهب و لما لم تخبرني من قبل ... ثم أن.. "
قاطعه بضيق :"ثائر ... سأذهب و ورد ستقوم بأعمالي... عليك فقط أن تشرف علي المهندسين... و انا سأراجع التصاميم من هناك ... إلي أن أعود... إلي اللقاء "
نهض من الفراش متحدثا بجديه:" سيف ... ماذا هناك... ماذا حدث...هل والدك بخير .. "
تنهد بضيق رادا:" بخير ثائر ... بخير ... لا تقلق "
:"اذا ماذا حدث يا رجل .... هل حدث شئ بينك و زين !؟"
رد بقتضاب:" لا"
:"سأتي لك .... سأتحمم فقط "
:" طائرتين بعد ساعه و نصف ... سنتحدث فيما بعد "
:"اللعنه عليك لما لم تخبرني...."
أغلق باب الشقه بينما يجر حقيبته متحدثا:" كانت امس ثائر ... لكن تأجلت الرحله بسبب حاله الطقس..."
رد زافرا :" سنلتقي في المطار سيف ... إلي اللقاء ..."
أغلق الهاتف ثم دخل المرحاض متعجلا

خرج من البنايه منتظرا السياره الذي طلبها لتقلّه
خرجت هي الاخري من المنزل ... ظن انها ستتجاهله
ليبادرها هو بالتجاهل متفحصا هاتفه ... لكنه فوجئ بوقوفها امامه متحدثه بأرتباك:" صباح الخير .."
رفع نظره عن الهاتف ليومئ لها دون تحدث ... تنهدت لتنبس:" كم يوما ستبقي..."
رد بضيق :" لا اعلم بعد ..."
:"كيف لا تعلم يعني ... "
رد بعنف تعجبت منه :"زين ... لا أعلم، ماذا تريدين الآن أخبرتك أني لا اعلم ... ان كنتي تستعجلين علي الطلاق يمكنك أن تنتظري عده ايام اخري ... سأعود و افعل لك ما تريدين "
عدلت كعكه شعره التي كادت أن تنفك بضيق بينما ترد :"لما تتحدث هكذا ... اذهب الي الجحيم "
رد تاركا ايها حين وقفت السياره أمام المنزل .. دون اكتراث:"سأذهب ... ابتعدي"
فتح السائق حقيبه السياره ليتقدم و يضع حقيبته ثم دلف بجواره ... بينما لم ينظر اليها حتي
لا تعلم لما وجعتها طريقته لكنه معه حق هي لا تلومه ... رن هاتفها لتجد "ثائر" من يتصل ... جلت صوتها لترد :"صباح الخير ثائر "
تبادلا التحيه و السلام.... ليسألها بأهتمام:" هل حدث شئ بينك و سيف ... هل تشاجرتم أو شئ "
لا تعلم ماذا تجيبه صمتت للحظات ... ليستأنف الحديث موضحا:"لا ارغب بالتدخل... لا تسيئِ الفهم ... لكنه حدثني منذ قليل يخبرني انه سيسافر ... كان صوته غاضب... للغايه ... لذا اتسأل "
ردت مرتبكه :" حدث شئ امس .. يعني تحدثنا و تشاجرنا ... قال أشياء عده.. لكن .. لكن عليك أن تسمع ما حدث منه ... و بعيد عن هذا هو كان مقرر للذهاب من قبل ... اي قبل حديثنا "
همهم يستحسها علي الإكمال
لتتحدث مره اخري :"حولت التحدث معه قبل قليل ... لكنه كان غاضب ..لم يتحدث معي بهذه الطريقه من قبل .. لكن لا أعلم هل انا السبب ام شئً آخر..!"
اجابها متفهما:" لا تقلقي انا ذاهب اليه سنتحدث قبل صعوده الطائره ..."
ردت بغباء:" انا لا اقلق... فقط اشرح لك ما حدث "
ابتسم بمكر متحدث:"هذا واضح.."
لم يجد منها رد ليكمل :"سأتحدث معه و اهاتفك ... إلي اللقاء "
.
.
.
مرت ثلاثه ايام ... الجميع واجم ... العلاقات مضطربه
فعلاقه زين و امها اصبحت سيئه حين تشاجرا بسبب معرفه عائشه لكل شئ عنه دون ان تخبرها ... و ما يأرقها أيضا ذلك المغرور الغبي... الذي ذهب دون توضيح لأي شئ ... لا لها ولا ثائر ... جاهدت نفسها طوال الايام الثلاثه لكي لا تحدثه ... فلا خبر عنه و الآدهي انه حتي لم يتحدث مع ثائر ... و حساباته الشخصيه علي مواقع التواصل كلها مغلقه ... اللعنه ما الذي حدث... ما الذي يفعله ... ايهرب منها بعد أن اعترف لها ؟!... ماذا يظن ... هل عاد لحياته السابقه حقا ؟!... اولم يخبرها انا تغار لأنها تظنه سيعود لما كان يفعل و هي التي انكرت ... هل عاد حق لذلك القرف !؟ ... هل قرر أن يعود لحياته.... ولهذا السبب كان جامد معها قبل سفره ... لانه رأى رفضها في عينها قبل حديثها ... لهذا السبب لم يراوغ في أمر الطلاق و كأنه كان مستسلم للفكره
اللعنه عليك سيف .. لما دخلت حياتي من الاساس و انا معطوبه القلب لهذه الدرجه ... لما ؟
نهرت نفسها موبخه:"لا تفكري به أكثر... ليس من الصحيح أن تفعلي ...سيعود و ينتهي كل شئ ... ستبدأ حياتك العمليه ... كما خططت سابقا ..."
.
.
.
.
أما ورد فقد تلقت معامله سيئه من والديها طوال هذه الأيام... لم تقل أن خصام والدتها هين لكنها ربما اعتادته طوال سنين حياتها ... لكن السئ حق خصام والدها... ان خصامه مقيط.. يجيب عليها برسميه حين تحدثه مختصرا النقاش و غير ذلك لا يحدثها ابدا ... حتي .. حتي انه قال لها "اذهبي للتدريب ان اردتي..."
لم يمنعها و لم يخفي ضيقه من الأمر... لقد قال ثائر انه سيحل الأمر ... و عقلانياً لقد حله، لقد أصبحت تذهب بعلمهم دون اعتراض من أي منهم دون تعليق أي شخص علي الأمر... حتي زيد لم يقل شئ سوي أن تنتبه علي نفسها فقط ... و قد كان نصيب الأسد من التحزيرات لثائر ... يملي عليها يوميا قائمه من التنبيهات بين حرصها علي نفسها وقت التدريب و كيفيه التعامل مع الرجال حولها و كم كان سخيف طوال هذه الأيام.

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن