part 24

56 4 0
                                    

فَجْر

التراكم سيجعلك تكابر رغم شده حبك و تقسو رغم لين قلبك
.
.
.
مرت الساعات الدابره بثقل غريب لا يعلم كيف حدث كل هذا بتلك السرعه .. مر كل ما حدث أمام عينه في ثواني معدودة.. فسقوطها أمامه أسقط قلبه معها .. ندائها بأسمه بهذا الألم الغريب زعزع امآنه
لم ينطق بحرف واحد منذ دخولها إلي غرفه الفحص.. لا يعلم لما يشعر بهذا الكم المرعب من الخوف.. رغم أن الأطباء طمئنوه علي وضعها.. لكنه مازال خائف .. مازال هناك شئ مضطرب يجوب صدره .. مازال يناجيها بقلبه صارخا يطلب منها النهوض .. رغم مظهره الثابت.

تقدمت منه ابنته تتحدث بخوف يظهر عليها رغم محاولاتها المستميته بألا يظهر : ابي هي بخير الطبيب قال انها بخير ،هو مجرد هبوط في سكر الدم لا مشكله .. ارجوك ابي لتجلس قليلا حتي .. لا تفيد وقفتك أمام باباها بشئ
ربت علي يدها الموضوعه علي صدره مهدأً من رجفتها: انا بخير اذهبي و اخوكي إلي المنزل.. تأخر الوقت كثير و كان اليوم طويل عليكم
ردت نافيه : لن يذهب أي منا قبل أن تستيقظ هي و تعود معنا ... بعدها سنعود إلي اراضينا... لا يرغب أحد بالمكوث هنا
اومئ لها وافقا: نعم فلتكن هي بخير اولا ثم نذهب
اومئت له مطمئنه:ستكون ابي ... ستكون
.
.
.
لا شئ سوي انها تنظر إلي أبيها.... تجلس عن قرب تراقب خوفه ..... نعم يكون الأب البطل الأول لجميع الفتايات.. فكل فتاه تتمني رجل مثل والدها .. يحبها مثله .. يتقبلها مثله .. يدللها مثله .. حتي في خلافهم يخاصمها مثله.. بحب .. بحنو.. يحميها مهما كلفه الثمن
لكن جاسم لم يكن الأب البطل فقط .. بل الأب العاشق أيضا.. عاشق حد النخاع .. ولا يخجل ابدا من هذا .. تشعر و كأنه يرغب دائما أن يخبر الجميع بحبه الافلاطوني لأمل ... الرعب الموجود داخل عيناه يخبرها بأكثر من هذا.

أخرجها من تفكيرها ثائر و هو يتحدث بصوته الحنونه الذي افتقدته بشده : هل انتي بخير؟
اكتفت بهزه صغيره من رأسها لتعود بنظرها لأبيها مره اخري
مد يده لها ليتحدث برفق : تعالي معي قليلا
بعدم فهم تكلمت : الآن؟؟... لن اذهب الي أي مكان قبل أن تستيقظ امي
: ستحدثنا عاليا فور نهوضها... و الجميع هنا .. ابيك و أخيك و ابي .. لا تقلقي لكن لنذهب قليلا... حالتك تزداد سوءً
بغضب طفيف ردت :ما بها حالتي ... ثم ان من في الداخل امي
مد يده مره اخري ناطقا: تعالي معي رجاءً
تقدم زيد منهم لينحني لها يقبل رأسها بقوه ثم تحدث بلين هو الآخر: هي بخير كفاك قلق ..... ثم التفت إلى ثائر ليتحدث : اتركها ثائر انا معها
ليرد الآخر: انت متوتر أيضا لن تفيدها
ليرد بضيق: هل ستفيدها انت ؟؟
تنهد دون رد لتقترب عاليا و تضع يدها داخل كف زيد تتحدث بهمس: اهدء قليلا ... لن يأكلها
رسمت ابتسامه لطيف لتتحدث إلي ورد: اذهبي معه ورد لتهدء اعصابك
نظرت إلي اخيها الذي لا يبدو بخير ابدا
لتتحدث عاليا مره اخري: هيا ورد
عاودت ورد نظرها الي زيد لتسأل: وانت ؟!
ليرد : انا بخير ...اذهبي
اومئت له ثم قامت من مجلسها تمشي بجوار ثائر حتي خرجا من المشفي دون أي حديث... تمشي فقط
وقف لتقف هي الأخري بعقل تركته أمام باب غرفه والدتها
ليأتيها صوت ثائر الحاني: ورد ؟!
نظرت له لتسأل بعدم فهم :لما تتعامل معي بحنان الآن... تشفق علي حالي صحيح ؟
ليسألها هو: لما تحاولين كبت دموعك بتلك الطريقه ها ؟
: اجبني ثائر
: اكره تهربك هذا
:و انا اكره تعاطفك هذا
: لم يكن تعاطف
: ماذا اذا ؟
صمت للحظات ثم
امسك بكفيها ليتحدث : لا ارغب برؤيه هذا النظره بعينك .. لا ارغب برؤيه تلك الدموع الحبيسه اللعينه.. اما أن تطرديها أو تبكي لتنتهي صدمتك وقلقك و تعودي اقوي
: ما تهذى انت ؟
: دعى نفسك ورد
ردت بعدم فهم و مقاومه عنيفه للبكاء: لا افهم .... ماذا ادع
ليعاود برفق: دعي ... دعي نفسك
جذبها برفق ليتحدث : ستكون بخير... و هي بخير من الاساس .. تعالي إلي هنا
لف يديه حولها بتملك دافنا ايها بين جنبات صدره لتبكي و تتحدث بتقطع : لتكن بخير رجاء مازلت احتاجها بشده .... ارجوك لتكن بخير
لم يفعل شئ سوي انه يزيد من ضمها لصدره لم يتكلم .. إلي أن هدئت لتبتعد بعدها بهدوء
تكلم مبتسما و هو يزيل بقايا دموعها بيده :ستكون بخير
و كأنها ادركت ما حدث الآن لتبعد يده عن وجهها برفق متحدثه بضيق: اسفه علي ما حدث ... لم أشعر بوضعي .. عليا أن أعود إلي امي
همت للذهاب
لكنه جذبها لتقف مره اخري أمامه متحدثا :اسفه ؟!.... علي ما ورد ؟ علي ما ؟ ... لم يحدث ما يدعي اسفك ... ام انك اسفه حقا لاني عانقتك ؟
ردت دون تردد :نعم اسفه لهذا ... ما حدث لم يصح ابدا
: ماذاااا .... لم يصح .. لا افهم
: تفهم جيدا... لا ارغب ابدا بنسيان الحدود التي وضعنها بيننا
: لما وضعنها اصلاً ها .... لما ؟؟ .. لا أدري انا .. احاول ان اصلح كل شئ ... احاول ان اخبرك انك كل شئ لكن
قاطعته بعنف : لكنك دوما تحاول بشكل خاطئ ... و الآن تستغل الظروف
ليصرخ هو الآخر:اي ظروف بالله ؟؟؟.... هل أنت بكامل عقلك ؟... هل تسمعين ما يخرج من فمك هذا؟
:انا ذاهبه ثائر
اولاها ظهره ليتكلم بجمود : اذهبي

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن