part 21

62 4 0
                                    

فَجْر
وكأنه لا نجاتي لي الا بك .... و كأن الحياه خلقت بين ثنايا عنقك
.
.
.
"لا تزيدي من عنادك ورد .... و تزيدي في عصبيتي ايضا ..خرجتي من المشفي اول امس و خرجتي من غيبوبه منذ يوميين ليس الا "
-اجابت و هي تعدل من هيئتها علي عجل و تمدغ الطعام : امي .... انا بخير .... ابنتك اقوي من كل هذا ثم ان مافتاني كثير جداااا ... و اختبارتنا اقتربت
-تحدثت نغم و هي تطالع زيد الذي يأكل دون اكتراث : والدتك علي حق ورد لا داعي للذهاب هذا الاسبوع .... خذي اجازه الي بدايه الامتحانات
-اتركوها علي راحتها العم عبد الله سيذهب معها و يظل معها طوال اليوم لكن اذا شعرتي بأي تعب عودي للمنزل فورا ورد
-اومئت لابيها ببتسامه : امرك سيد جاسم
... الي اللقاء اذاً
-استغفرت امل سراً ليرتفع جانب فم جاسم في شبه ابتسامه حاول اخفائها
- نهض زيد ليخرج مستأذن منهم دون اي اضافه ....ارتفع صوت هاتفه
رفع الهاتف الي اذنه ليرد بجمود ساخراً: ما شاء الله تكرمت سينيوريتا عاليا لتهاتفني
-جلت حنجرتها في محاوله منها ان تكن اكثر جديه : كنت مشتاقه لاخي .... ما مشكلتك انت .... ثم من امس لصباح اليوم لم يفرق الكثير
: اذاً اغلقي الهاتف .... و ابقي بجوار اخيك ...ثم لماذا وجد ثائر وقت ليأتي هو بالامس
:اهداء قليلاً ...... انا بطريقي اليك
اجاب بجمود : لا تأتي .... انا ذاهب لاتمرن ... ليس لدي وقت
: انتظر خمس دقائق فقط
: بلي
: لدي الكثير لاقوله لك
:تأخرت عاليا
-اخذت نفس عميق تحاول ان تكون اهداء : لا تضطرني لاقوم بالمجئ الي مكان تمرينك
-تنفس بصوت مسموع : لا تفعلي مالا يحمد عقابه عاليا
: اذاً لنلتقي
:بلي..... انا ذاهب
-ارتفع حاجبها في تحدا : حسنا كما تريد
لكنه اغلق الهاتف دون ان يستمع لباقي الحديث
.
.
.
-دخلت من باب الكليه و هي تحاول ان تهاتف زين دون جدوه
تنهدت بضيق : اين تلك المخبوله.... اين ذهبت بالله
التفتت لتجد احدهم في واجهها مباشره
رجعت خطواه للوراء في زعر بدي علي ملامحها
- تكلم ذلك الشاب بشكل لبق معتذرا: اعتذر ان كنت فزعتك .... مد يده لها معربا عن نفسه ... انا عز معيد الاقتصاد
-تكلمت بحرج و هي تمد يدها له : اعلم ذلك دكتور عز اهلا بك
-اومئ لها ليسألها عن اخبارها الصحيه
-لترد بالحمد دون زياده
وقبل ان يسترسل في الحديث ظهرت زين لتوقف سيل التعارف .. ابتسمت زين له بسماجه لتردف : اهلا دكتور
ثم سحبت يد ورد ورائها دون ادني اهتمام للذلك الرجل
-اومئت له ورد و هي مسحوبه من قِبل زين
-افلتت يدها بعد ابتعادهم لتنظر لها ورد منتظره تفسير منطقي
اندفعت زين تستجوبها و هي تشير لها بأصبعها : ماذا يريد منك ذلك البغل ؟؟
-ردت ورد مفسره : هل تركتي له الفرصه ليريد شئً من الاساس ؟؟.... لم يقل شئ سوي انه سأل عن صحتي
:ولما؟
- امتعضت ملامح ورد في عدم فهم من اسألتها الغير مبرره و طريقتها الفظه لتسأل بضيق: ما كل هذا الغضب تجاهه الرجل ما بك ..... ثم انه كان لطيف للغايه ... و مهذب ايضا ... لم يفعل او يقل شئ خاطئ
-لم تخف حدتها او يهداء غضبها لتقل بحسم : ابعديه عنك ورد ..... لم يكف عن السؤال عنك طوال فتره غيابك .... ثم انه معيد اقتصاد ... اي لا علاقه له بتخصوصنا
:ولما لم يكف زين ..... لا تقطرين الكلام ... تحدثي لننتهي
:ابتعدي عنه لننتهي ورد .... هيا الان لدينا محاضره
-قلبت ورد عينها ..... لتذهب ورائها دون كلام
.
.
.
.
.
.
.
نزل من سيارته امام ذلك النادي الرياضي و هو يحاول بكل الطرق ان يكون لا مبالي و قبل دخوله وجدها تقف علي الباب تركز بشده في هاتفها
-لعن تحت انفاسه و هو يحاول ان يتمالك نفسه ... استغفر ليقترب من تلك التي ستفقده صوابه عليها يوماً ما... قبل ان يصل لها لاحظت هي وجوده ... اغلقت الهاتف لتضعه داخل جيب معطفها .... اقتربت منه بتوتر واضح علي ملامحها ..... حاولت كثيرا اخفائه ... وقفت امام علي مسافه امان فهي لا تضمن نوبات جنانه ... جلت حلقها لتتحدث : كيف حالك
-مسح بيده علي ذقنه النامي بشكل انيق ليرد وهو ينظر للاعلي و كأنه يطلب من الله الصبر: كان سيكون بخير ان نفذتي ما قلت
- رفعت احدي حاجبيها تثير حنقه : و ماذا قلت ... انا لا اذكر
قبل ان يجيب اتاه صوت انثوي يحاول ان يكون اكثر نعومه : دكتور زيد !..... كيف حالك
-اغمض عينه بضيق قبل ان يلتفت لها مجيب
ابتسم بتكلف ليردف : اهلا انسه ساندي
تكلمت و هي تلقي بخصلاتها الي الخلف في دلال : اهلا بك .... اشتقت لك كثيرا ... منذ زمن و انا لم اراك
لاحظ هو تلك التي تقف بتعجرف جانبه مدعيه اللامبالا ليجاري ساندي : انا ايضا .... تعلمين ان لدي مشفي اذهب اليه قبل فتح عيادتي الخاصه ... لذا لا اتي الي هنا كثيرا ... لا وقت للاسف
:اذا من حسن حظي اني اتيت اليوم لكي اراك ..... هيا لندخل سنتمارن سويا
اوقفت مخطاطتها عاليا لتضع كف يداها في ذراع زيد بتملك واضح .... تكلمت و هي تبتسم بثقه : للاسف انسه ساندي .... سأحبطك قليلا .... لكن انتهزت انا فرصه عدم وجود عمل لديه .... و اتيت لاخذ حبيبي لذا اعتذر علينا الذهاب
كانت ملامح زيد المتسليه علي العكس تمام من ملامح ساندي التي تحاول ان تقف هادئه لتتسأل موجهه حديثها لزيد : لم اكن اعلم انك مرتبط
لترد عاليا بدلا عنه : و الان تعلمين .... لذا اتركي لنا المجال لنذهب
وداعا
شبكت اصابعها داخل اصابع زيد بغيظ و هي تضغط عليها في ضيق واضح ...... تركتها بعنف بعد ان دخلت تلك الساندي الي النادي
لتتجهه الي المقعد المجاور بعد ان فتح السياره و هو يضحك
صعد السياره مستعدا لمشكله ستستمر الي حين عودتها الي لندن .... ادار المفتاح لصدح صوت المحرك ..... كان ينظر لها من وقت لاخر ... منتظر فقره الصراخ .... لكنها لم تفعل .. حتي الان
- تكلم بهدوء مستفز : الي اين ترغبين في الذهاب
-نظرت له بطرف عينها لتدير وجهها عنه : الي المنزل
: ولما
- اجابت ساخره : ولما يذهب الناس الي منازلهم ياتري
:لم اقصد لما تردين الذهاب الي المنزل .... بل لما جئتي من الاساس
- حاولت .... والله حاولت ان تظل هادئه لكن كان الامر خارج عن ارادتها ... اندفعت صارخه: كنت تريد مني ان اترك لك المجال مع تلك الشمطاء .... تلك التي مات جلدها تحت مساحيق التجميل .... و تتمايع بشكل مقزز لا يليق بها ..... ثم مااااااخصها بك .... ما دخلها هي ان كنت مرتبط ام لا .... وما دخلها ان كنت تتمرن ام لاااااا
-رد ببرود : هي ليست شمطاء
: لعن الله برودك زيييييد .... لا تثير غضبي اكثر
و ماذا تتمنى هي ..... ما التمرين الذي سيجمكم .... تحاول بشكل رخيص ان تلفت انتباه أي غر سذج لها.... و انت تجااااااريها
-صف السياره الي جانب الطريق ليعتدل في جلسته معطيها اهتمامه : اكملي
- زاد غضبها : انا المخطئه من البدايه ..... لماذا جئت لاراااضيك و كأنك طفل
نظر لها بحده لتكمل : نعم طفل عنييييد و مدلل و متعجرف ايضااا .... ما كان ذنبي انا .... اتعلم اذهب لتلك الافعه المقززه تليق بك
- امسك يدها قبل ان تنزل ليضغط عليها و من طريقه ضغطه شعرت ان الامر سيسوء نظره الحزن في عينيها جعلت من قلبه يلين ليرد في حسم : لا يليق بي سواكِ .....اعلمي هذا جيدا
ارتبكت ... خجلت .. لكن لم تظهر سوي الجمود
- استرسل هو :لكن لدي سؤال
-صمتت بمعني اسأل
: هل انت مدمنه علي اكل شعرك ؟
- نظرت له بعدم فهم .... ليجذب خصلاتها التعلقه بين شفتيها و هو يتحدث : كلما غضبتي تعلقت تلك الخصلات هنا .... و اضيع انا من بعدهم
اضطربت تحت لمساته و كلمات الغزل الواضحه التي قليلا ما ينعم بهم عليها ... لتبعد يده من علي وجهها : لا شأن لك بي اريد العوده للمنزل ... اذهب و اكمل ما قطعته عليك
رد : قطعتي علي كل تعبي لانسي كل شئ بوجود ..... منذ أسابيع لم أنعم بالراحة.... كنت اطوق لاراكي لتهدء سريرتي و يرتاح قلبي
"ماااا به "
-ردت تضايقه: و اصبحت شاعر ايضا
: حسنا .... لدي سؤال اخر
:تفضل لننتهي
: هل انتقلت لك جينات المرأه المصريه الاصيله .... و اصبحتي تغارين بشكل مبالغ
ازدرت ريقها لترد: بلي ... لا لم افعل
: اذا ما معني اعلان ملكيتك علي
اتسعت عيناها لترد نافيه: لم افعل
ارتفع احدي حاجبيه ليرد و هو يقلد صوتها: و بالنسبه ل" واتيت لأخذ حبيبي .... اعتذر علينا الذهاب "
- لكمت صدره : انت سخيف .... كنت احاول ان اضايقها
-اخذ يدها ليقبها : لا اريد تبريرا منك لاي شئ ..... انا من الاساس اعلن ملكيه نفسي لكِ .... لا تعبسي
تبدلت تلك النظرات الحاده لاخري اكثر رقه و حزن : انت سخيف .... دائما ما تقسوا علي بقولك و افعالك
: انا سخيف جدا .... لكن لا تبكي ... ماذا تريدين لنفعل .... كل يومي لكِ
.
.
.
.
.
يناظرها من وهله الي اخري ..... يتفحص ضجرها بريبه اين ذهبت تلك المجنونه التي اقحمته في كل هذا و تركته .... نظرات عائشه المتفحصه له اربكته
: قل لي سيف .... لما تطاوع تلك المجنونه و تفعل لها ما تريده
فتح فمه في نيه للرد .... لكنها استرسلت : هل تحب زين بني ؟
كان السؤال كالصاعق علي رأسه .... من الاساس حين كان يشاكسه ثائر في هذا الامر كان يرتبك .... عينها التي لم ترتفع عنه ايضا تربكه .... تلك الهاله الحاده التي التي احاطت بيهم .... و سكونه جعل عائشه ترتاب .... ماذا يفعل هو الان ماذا يجيب ... ايقول لها انه يحبها ... يعشقها .... ايقول ان حياته انقلبت منذ اول لقاء لهم .... انه لم يفكر في امرأه سوها ..... لم يلمس اخري منذ مجيئه الي مصر .... و هي التي لم تعطيه فرصه يتيمه حتي ليعبر عن مكنون صدره ... هل جاءت الفرصه له علي طبق من ذهب .... ايخبر والدتها بكل شئ لتساعده هي ....اوقف صوت افكاره صوتها العذب : لا اعلم اين ذهبت سعاد يا امي
: ارسلتها لتجلب لي اشياء من السوق
-وضعت اكواب القهوه امامهم دون زياده : جلست الي جانب والدتها بترقب
- تحدث سيف : قالت لي زين كل شئ سيده عائشه ..... لا مشكله لدي فيما قالت .. نحن اصدقاء و انا سأفعل لها ماتريد
-اقترن حاجبيها في تسأل : و ماذنبك انت .... ماذنبك انت لتدخل في هذه اللعبه
-لم تفسر عائشه وقتها لمعه عينه التي اضائت ببريق ظافر .... و كأنه اخيراً نال ما تمني
- ليجيب بعد صمت اخاف زين : لانه رأنا معا قبل ..... لذا مقدر لي ان العب هذه اللعبه
-استاء وجه عائشه مما تفعله ابنتها .... ماذنب الرجل الان في كل هذا
-نهض من مجلسه ليردف : علي كلا انا سأذهب .... انا رهن اشاراتك زين اطلعيني علي كل جديد ... رفع الكوب ليرتشف القليل من القهوه مره اخري : سلمت يداك زين
-اؤمئت له بحرج : بالهناء
استأذن من عائشه ثم خرج منصرفاً
.
.
.

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن