Part 20

107 5 4
                                    

فَجْر

الاسوء هو خوفك من ان يعاد الشعور الذي جاهدت كثيرا لكي تتجاوزه...

.
.
.
.
تكلم بضيق جاهد في اخفائه : ولما لم اراي خاتم في يدك
ردت و هي تنظر داخل عينه بحده : لم نتمم الخطبه بعد
نهض من مكانه ليتكلم بنبره لا تقبل اي نقاش : سأبقي في مصر الي ان تحددا موعد الخطبه و بعد حضورها سوف ارحل
: لكنك لم تكن مدعو يا قصي
ضحك دون مرح: في الواقع انا اشك فيما تقولين و انه لا خطبه من الاساس لكن علي كلا سأنتظر
وجهه نظره الي عائشه ليردف : انا ذاهب يا زوجه عمي الي اللقاء
خرج من المنزل لتنفجر عائشه صارخه : الي متي انا سأتحمل جنونك.... ما الذي قولتيه للرجل
اجابت بضجر : ماذا افعل انا... اكنت انتظره حتي يعقد قرانه بي
: بلا كنا سنجد حل..... صمتت لتسال بضيق اكبر : ثم من سيف هذا اينقصني انا
: سيف يا امي... صديق ثائر.... الذي كان معا بالمشفي وقت الحادث
استشاطت غيظ و غضب : اللعنه زين و ما علاقته بك
: تجمعنا الصدف كثيرا.... اقسم لك انه ليس الا
تنهدت بضيق لتتحدث متساله : ماذا ستفعلين بهذه الورطه
لترد الاخري دون اكتراث : ستحل لاحقا يا امي... لكن يجب ان اذهب لـورد
استغفرت عائشه ربها في محاوله منها للهدوء : حسنا زين اذهبي.... لنري اخر جنونك هذا
نظرت زين لسعاد لتسألها : ماذا بك..... اانت مريضه
ردت الاخري محاوله تجنبهم : بلي زين.... بخير انا لا عليك
اقتربت منها لتسألها بأصرار اكبر لكنها اصرت هي الاخري علي انه لا شئ
.
.
.
اذا كان يمكنني اعطائك شئ في هذه الحياه فكنت سامنحك القدره علي رؤيه نفسك بعيني..... حينها فقط ستدرك كم انت شخص استثنائي بالنسبه لي
اخذت نفس عميق لتتحرك بتجاه ذلك الطفل العنيد.. الذي و علي مايبدو انه سيتعبها كثيرا...  ذهبت الي تلك الطاوله الصغيره الذي يجلس عليها يحتضن كوب من القهوه بين كفيّه.. بوجهاٍ مرهق و جبين متغصِن.... تقدمت لتجلس امامه علي الكرسي المقابل نظر لها للحظات و كأنه يراجع ملامحها التي افتقدها منذ مده... فحين عادت امس لم يلتقي بها حتي..... وحين كانت تهاتفه مرارا لم يجيب.... تكلمت بصوتها الناعم : كيف حالك زيد
رد بجموده : بخير عاليا
تحدثت بغموض : اين ذهبت الملكيه
نظر بعدم فهم لعده دقائق  و هي تنظر في كل شئ عدا وجهه... نعم هي تخجل.... تريد ان تظهر العكس لكنها لا تستطيع فعل هذا امامه لتجيب : في اخر حديث بيني و بينك كُنت... كُنت"عاليتك" اين ذهبت الملكيه.... اتوقفت عن حبي ام ادركت انك تسرعت
نظر لها بنظرات محزره  تخبرها انه لا طاقه له بما تفعل هي لتشيح بنظرها بعيدا فنظراته تخترقها.... تمالكت نفسها لتتحدث : حتي لو كان لثائر الذنب الاكبر فيما حدث لورد فهذا لا يعني ان تأخذني بذنبه و الا تجيب علي اتصالاتي.... ان كنت حاقن علي ثائر او اي شخص بالكون حتي لو كان انا تعالي و اشتكي لي لا ان تبتعد عني و كأنك تعاقبني
تكلم بعدم رضي : اترين انه وقته..... ان هذا الوقت المناسب لما تقولين
اومئت له : نعم اري انه الوقت المناسب لاني شعرت بحاجتي لقوله.... و انه الوقت المناسب ايضا لانني لم اقبل ان تكون بعيد عني بهذا القدر... بعد ان تخطينا الكثير
تنهد بصوت مسموع: عاليا بربك
: بربك انت.... اجعلني  هنا.... ام انك حقا تري انك تسرعت!
نظر لها بضيق يعلم ان لا ذنب لها ليتكلم : بلي عاليا انا احبك
رفعت حاجبيها في دهشه لتتكلم بعصبيه طفيفه و عدم رضي : بالله عليك يا رجل اهناك من يقول لفتاه احبك بهذا الوجوم.... هذا الوجه لا يقول سوي اقتلك
ضحك يخفوت وهو ينظر لها لتسحب كوب القهوه من بين يديه و ترتشف منه ببطئ متلذذه بمذاقها.... تطبق شفتيها معا لتفرجهم قليلا بنعومه بالغه و هي غافله عن تلك النظرات التي اصبحت اكثر ظُلمه... حاول جاهدا الا يفعل ما يجول في خاطره فهما في النهايه في المشفي لكن حركتها العفويه تلك جعلت نيران تتأجج داخل صدره.... اخرجه من افكاره او لنقول انقذه من افكاره صوت هاتفه لينهض بعد ان استأذن منها مجيباً
.
.
.
.
.
مازال ذلك الوسيم يعاني... يناجي ربه في كل صلاه ان تفيق.... يردد دوما بعض الادعيه التي حفّظتهم اياه والدته طالما كانت حريصه علي اتقانهم للغه العربيه و تعليمهم اصول دينهم "فهي كانت تعمل كمعلمه للغه العربيه في احدي مراكز اللغه في إنجلترا" ، تذّكر الأدعية  التي كانت تحفظه هدي ايهم ليتنهد متذكر انه لم يهاتفها حتي منذ ان جائت  و بالتأكيد  ستكون  في غايه السوء لانشغاله عنها... فلم يكن يحدث شخص سوي سيف يتابع معه اخر اخبار القضيه و ما حدث مع الموظفين و الشركه
خرج من ذلك المُصلي الملحق بالمستشفي ليصعد الي الطابق الذي تمكث به اميرته النائمه طويلاً
.

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن