part 37

97 1 0
                                    

فَجْر
.
.
.

وهي لا ترغب سوي بدفئ احضانك 🖤
.
.
.
لدقائق لم تكن تفعل شئ سوي التحديق في شاشه الهاتف دون فَهم، غير مُدركه لما قرأت و كأن هذه الحروف المُتجمعه لم تكن تفهمها، قرأت الجملتين لمرات عده محاوله إقناع نفسها انها اسأت الاستيعاب أو الفِهم، هل هذا يعني انه ... انها ... ماذااا !؟ .. اللعنه ماذا يعني هذا !؟
"لما تقفين هكذا يا ورد !؟"
التفتت بتوتر و هي تغلق شاشه الهاتف، تنهدت و هي تري زين من تقف امامها
لتتحدث بهدوء و هي تري السعاده تقفز من اعين صديقتها
لتنفي برأسها انه لا شئ، ثم تتحدث متسأله بهدوء !؟
"أخبريني ماذا هناك !؟ ... يبدوا عليك السرور !"
إجابتها الأخري و الحماس يفتك بها ... و لمعه عيناها لا تدل سوي علي السعاده بينما تمسك بيد صديقتها الوحيده في الحياه مردفه :"سأخبرك ... تعالي"
سحبتها ليجلسا علي الفراش بينما تبدء زين ثرثرتِها المُعتاده
:" لا اعلم كيف تغير شعوري ورد... كنت اتحرك بجواره و انا سعيده بشكلا لا يصدق ... لم اكن بهذا السرور من قبل، فبعد أن اخبرني قد شعرت بأني قيَّمه بالنسبه له حقاً... أتعلمين .. انا لم اعتد هذا الشعور سابقاً ... أن هناك من يريد أن يتنازل لأجلي .. لا اعلم... كنت اظنه يتلاعب بي ... و انه سيمل يوما ما، او انه سجعلني اقع في عشقه ثم يتركني .. لذا كنت أقاوم كل شعور صغير ينموا داخلي تجاهه "
نبست ورد ببتسامه صادقه بينما تتحدث
:" منذ ذلك اليوم الذي صدمك به ... و هو يتنازل زين، يتنازل دون كلل أو ملل، الجميع كان يري عشقه المفضوح في عينه، دونك انت .. كنتِ بقره عنيده صديقتي"
قرصت خدها مع آخر كلمات قالتها بسخريه
لتجيب الآخر
:"لم أكن اراه إلا اليوم وهو يقف أمام والدته يخبرها كم يحبني، دون خجل... يتحدث و كأنه فخور بحبه لي ... كدت أطير من الفرحه فقط لمجرد أنه سيتحدث مع امه أمامي... و كنت ادعو أن يحسن معاملتها حتي لو ظهريا فقط ... هو ادهشني انه صفح عنها بسهوله بمجرد معرفته بالحقيقه"
سحبت شهيق لرئتيها لتكمل و كأنها في سباق و عليها سرد كل شئ قبل نسيان أي شئ حتي و لو صغير

:"و تلك المرأة التي يبدوا اني سأحبها... ابتعدت فقط من أجل حمايته هو و والده... تعلمين اختلاف الاديان ... و المشاكل التي تحدث علي الزواج من شخصين مختلفين الدين في مصر خاصه أنها مسيحيه و دينها لا يسمح.. وما زاد الأمر سوء انها لديها اخ متعصب.. حين عثر علي مكانها كان يرتب لقتلهم جميعا لذا طلبت من والده أن ينتقلوا للاسكندرية و بعد شهر اختفت من حياتهم ... عادت للقاهره و لَجئت للكنيسه لتحميها و انها ستبقي تحت ظلها تعمل كخادمه ... تنازلت لاخيها عن كل ما تملك ليتركها و شأنها، وافق هو بالطبع فالمال كان كفيلا بأخراصه لكنه اخبرها انه سيبقي رقيب عليها من بعيد... تأقلمت مع الوضع حتي توفي اخيها بعد أربعة اعوام.. كان سيف و والده قد تركوا البلد بأكملها لذا لم تستطيع الوصول لهم "
"هو يستحق ام رائعه مثلها... و هي تستحق أن تُعَوض عما حُرِمت "
قالتها ورد و عينها تلمع بدموع و ثغرها يبتسم بصدق
عانقتها صديقتها بحب دون أي حديث.. فلا تعلم ماذا عليها أن تقول
ابتعدت عنها ورد بينما تتحدث بمكر و جرأة اكتسبتها منها
:"هيا زين ... لا تكوني دراميه و قولي أن أحضان ذلك الوسيم تعجبك و لديك فضول لتجربه اشياء أكثر من ذلك "
اتسعت عيناها السوداء الصغيره بدهشه.. فصديقتها لم تكن يوم هكذا بينما تزجرها بغضب
:"ورررد ... ماذا تقولين!"
إجابتها بمكر اكبر
:"أعلم أنك معجبه بوسامته زين... انَسيتي انك قولتي ذات مره انك تحبين حفره خده الايسر
تلك بشده ... أعلم أنك ترغبين بمعرفه كيف تكون عن قرب و كيف يبدوا ملمسها "
صرخت بوجهها بقوه
:" توقفي ورد ولا سأذهب .."
بينما ضحكت الآخر بهدوء إلي أن جائها اتصال هاتفي من ثائر .. نظرت الشاشه و عاد ضيقها لها مره اخري لتقطب حاجبها و هي تنظر الشاشه
اتاها صوت صديقتها المشكك
:"لا تقولي انك تشاجرتي معه... انه يدللك كطفله.. يصبر عليك كثيرااا... يبقي قريب منك طوال الليل أن لن يكن ينام بجوارك... ماذا فعلتي له ورد !"
نظرت لها و هي تعلم تمام العِلم أن حديثها صحيح ... فهو يفعل فعلا ... لكن ماذا أن كان يخفي شئ عنها
:" لم نتشاجر... و لم أفعل له شئ...."
قاطعها اتصاله مره آخري بأصرار
لتتحدث زين
:"اذا اجيبي عليه .. كان لديه موعد مع المحامي هو و سيف لذا ذهب بعد نومك.."
نظرت لها فقط دون حديث لتعود زين الحديث
:"اجيبي و طمئنيه ثم احكي لي ما يزعجك... هيا تحدثي معه إلي أن اعد لنا الطعام "
نهضت زين سريعا لتجيب ورد
فتحت الاتصال دون حديث ليأتيها صوته المتلهف
:"وردتي ... كنت في اجتماع مع مسؤل الشؤن القانونيه .. اسف لم استطيع ان اجيبك... هل انت بخير! "
ردت بهدوء
:"نعم "
:"انا قادم اليك نصف ساعه و سأكون امامك... متي استيقظتي"
ردت متنهده
:"منذ هاتفتك .."
تسأل بقلق
:"ماذا بك ورد ... اخبرني "
:"لا شئ ثائر .. لم استفيق بعد، ليس إلا "
:"لن أتأخر، صوتك يقلقني "
:"صوتي ما يقلقك ام شئ آخر !؟"
صمت لبرهه يستوعب ردها
:"ماذا تقصدين لا احب الكلام المبهم ... تحدثي ماذا هناك! "
لم تجب
ليتحدث بغضب مكتوم
:" أنا قادم ورد ... اغلقي "
لكنها اوقفته
:" زين هنا... لا داعي لقلقك و ستبقي معي الليله "
لم يجب سوي ب
:"حسنا ... إلي اللقاء "
تنفس بعنف... وقد علم أن شئ له علاقه بأماندا ما غييرها
فتح هاتفه مره اخري ليهاتف احدهم
:"مرحبا هوليا .."
.
.
.
.
:"انتِ مجنونه ورد ... انها تتلاعب بك فقط لتشعل بينكم المشاكل "
ردت بضيق
:"هذه الافعي لا تتلاعب انها تعلم جيدا ما تفعل "
مسحت زين وجهها لتسألها
:"هل تشكين أن لها علاقه بموت والدتك !؟"
إجابتها
:"بلي ... لقد تأكدت من التقرير الطبي بنفسي و طلبت من زيد مراجعته ... ارتفع السكر لديها بشده و لم تتناول دوائها يومها لذا ارتفع ضغط دمها ليؤدي إلي احتباس الدم في احدي شرايين القلب لذلك توقف قلبها "
نظرت لها متفحصه
:"الا تثقين بثائر!؟"
وضعت يدها علي مقدمه رأسها تدلكها بينما تجيب
:" اثق به لكن لا اثق بها "
:"ليس من المفترض أن تثقي بها من الاساس "
نبست بينما تراقب أفعالها
:" لا اعلم زين ... انا اخاف ... اخاف ان يتركني و يعود إليها لا اعلم حقا "
انتهت و عيناها تلمع بالدموع لتحتضنها صديقتها مربته علي ظهرها بخفه
:" لا تخافي هو يحبك انت ... لا تعلمين كم هو حزين لأجلك"
ابعدتها عن أحضانها لتسألها
:" ماذا تردين أن تفعلي بها تلك الحيه اللعينه !؟"
لتومئ بعدم معرفه
:" انتِ قلتي أن التسجيل مازال معك صحيح!؟ "
إجابتها بنعم
لتخبرها
:"اذا يمكننا استخدامه في منعها من دخول مصر و ان كانت هنا سيتم ترحيلها ... بمجرد تقديمه للنيابه لكن يجب أن نُعلم والدك، نريد مساعدته في هذا الأمر "
:"لما !؟"
:"والدها رجل معروف في بلده... ربنا حكومتنا لن تهتم بالأمر...لذا لا بُد أن يكون لدينا وسطه أو معرفه بأحد رجال الشرطه أو النيابه العامه و عمي جاسم لديه الكثير "
:"لكن هناك الكثير من المشاكل في الشركه و زيد يحاول أن يقحمه بها مره اخري لكن الأمر صعب هو يرفض كل شئ في الحياه و علي أن اساعده لا أن اجره لمشاكلي"
ردت بتفكير
:"حسنا .... سننتظر إلي أن تنتهي مشاكل الشركه..."
صمتت فجأه لتسألها
:"لما لم نخبر ثائر!؟"
إجابتها
:"ألم تقولي اننا نحتاج وسطه أو معرفه.... ثم أنني لا أريد إخباره ربما يرفض و نتشاجر"
اومئت لها متفهمه لتتحدث
:" حسنا .... لا تفكري بالأمر سننتهي منه عاجلا أو آجلا... لذا فكري بوالدك .... ولا تفتعلي المشاكل مع ثائر لا اعلم كيف اصبحتي مصريه اصيله هكذا ... تموتين و تتشاجرين مع الرجل "
اجابتها و هي تنظر لها بطرف عينها
:" ليس من شأنك ...ثم تعالي لننزل لزيد ليطلعني علي ما يحدث في الشركه "
:"سأسبقك لكن اتصلي بثائر اولا... اصلحي ما فعلي "
:"من يتحدث ... لا يليق بك دور الصديقه الحكيمه"
لم تهتم بل سحبت هاتفها متصله
:"هل ستتحدثيه ام اضعك في موقف محرج "
:" لن أتحدث الآن... توقفي "
في هذه اللحظه فتح الاتصال مجيب بهدوء
:"ماذا هناك ورد"
سحبت الهاتف من يدها لتغلق مكبر الصوت بينما تنظر لها بغضب و الأخري تضحك بصمت ... خرجت من الغرفه لتضع هي الهاتف علي اذنها ليأتيها صوته مره اخري
:"ورد..! اجيبني "
لما عينها تدمع الآن
تسألت و حنو صوته يهلكها أكثر
:"هل تحبني!؟"
تنهد ليجيب
:" لا انا اعشقك يا ورد عمري ... ماذا بك يا حبيبتي أخبريني "
تسألت مره اخري
:"انت لست غاضب مني صحيح؟"
:" لا لست غاضب منك ... لكن لا تُخفي عني شئ، أعلم أن هناك شئ لذا تحدثي معي ارجوكي "
مسحت عيناها لتخبره
:"سانزل الآن لزيد ليطلعني علي ما سأفعل غدا بالشركه... هل تحدثنا غدا عندما أراك "
اجابها بقبول
:" نعم ... انزلي لاخيكي... ولا تبكي ثانيه انا لا احب غيرك أعلمي هذا .. حسنا "
:"حسنا ... إلي اللقاء "
.
.
.
.
"اخيراً وافق علي البيع ... منذ عشره ايام و انا احاول اقناعه ...رجل عنيد "
زفر زيد براحه حين جلس علي طاوله الاجتماعات بعد أن بلغه خاله بحضور الجميع حتي زين الذي لم يكن يعلم ما دورها هنا
تحدثت ورد برضا
:" جيد جدا... و انا حللت امر شركه مواد البناء تقريبا سيقدمون لنا ما يكفي حاجتنا الآن بدلا عن اللجوء للمحاكم و دفع غرامه تأخير التي لم يهددهم بها ابي من قبل"
اومئ لها زيد برسميه ليتحدث
:"وبعد ذلك ... انا لا اريد التعامل معهم "
:"بعد ذلك هو لك ... لم يبقي الكثير علي نهايه العقد .. لكن اذا اردت فسخه فهناك شركات كثيره ترغب بالتعاقد و سندفع الشرط الجزائى في المقابل"
:"هذا ما أفكر بفعله .. "
مدت له ورقه بها رقم الشرط الجزائى متحدثه
:" المبلغ ليس بقليل و نحن بحاجته لذا انا لدي رأي مخالف... لن نفسخ العقد سننتظر المده المتبقيه هي أقل من سنه... ثمانيه أشهر تقريبا "
اجابها بعمليه شديده
:"هم متساهلون... سيتخَلفون مره اخري "
:"نحن الآن المُلاك الوحيدين للشركه من كان يغطي عليهم وهذا  لصله القرابه هو شريك والدنا و قد تخلصنا منه، هذا اولا ... ثانيا العقد اقترب علي الانتهاء و انا اقنعتهم اننا قد نمضي عقد اخري بمده اكبر اذا التزموا أو دعني اخبرك اني وعدتهم بهذا ولن يكن هناك تعاقد مع أي شركه اخري"
تحدث غاضبا بحده
:"كيف لك ان تقومي بأتفاق كهذا دون اخباري "
تحدث خاله بهدوء
:" أسمعها للنهايه "
ليرد
:"اي نهايه، هي وعدتهم.. كيف سأحل الأمر هل اطردها حينها مثلاً "
ردت متنهده
:"صوتك بشع.. أبشع من صوتي بمراحل بينما تصرخ.... لا لا تطردني يا سيدي سأخبرك "
مسح لحيته بعدم صبر و هو يناظرها بغضب لتكمل
:"انظر... نحن نحتاج للمال و نريد منهم الالتزام لذا يجب أن نلقي لهم طُمعا جيد... " اطاحت بملف فوق الطاوله زحفا ليصل أمامه
لتكمل
:" هؤلاء عدد من المحاجر التي تطمح ان يكون لها اسم في السوق لكن ليس لديها الإمكانيات التقنية الكافيه لذا تحدثت معهم ليعملوا لنا و يكونوا تحت اسم الشركه لعده سنوات سيمدونا بالمواد اللازمة و بعدها اذا أرادوا أن ينفصلوا بأسمائهم لهم الحريه في ذلك و اذا ارادوا ان يبقوا معنا كشركات صغيره تحت اسم الشركه أيضا سيكون لهم هذا... انا فقط عرضت عليهم الفكره لم اتفق علي شئ "
رد مفكر
:"جيد .. لكن "
قاطعه ثائر ليتحدث بغضب
:"اي محاجر ... هل ذهبتي لاصحاب المحاجر وحدك ... متي ذهبتي هل جننتي!! "
ردت بهدوء مبتسمه
:" ذهبت من خالي يا ثائر... انا لست بتلك الجرئه..."
لفتت نظرها للباقيه
:"دعوني أكمل... اذا وافقت زيد سنمضي عقود معهم بعد ٨ أشهر بعد انتهاء عقود الشركه الحاليه حينها لم نكن قد تعاهدنا مع شركه مواد بناء جديد غيرهم ...بل اصبح لدينا شركه مواد بناء خاصه و هذا لا يعني أنني تراجعنا أو خلفنا بكلمتنا انه تعلاب بسيط لا ضرر ولا ضرار "
انهت كلامها غامزه لاخيها ليبتسم معلق
:" ستكوني سيده اعمال خبيثه "

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن