part 23

61 3 0
                                    

فَجْر
ربما يُساق اليك قدرً خيرٌ من كل احلامك ... فابتهج
.
.
.
.
.
هذا الجو البارد انعشها .... انساها خوفها من لقائهم و كأنه شبح .... شوارع لندن الجميله .. الانيقه.. جعلتها مبتهجه .... مسنتده بذراعيها علي نافذه السياره و ترتكز بذقنها علي كفوفها ....مستمتعه بالهواء المعنش ليجعل من شعرها الأسود يتطاير ويرتطم بوجهها بدلال... وقفت السياره أمام منزل خالها لتعود إليها مخاوفها من لقاء ثائر ... لا تعلم لما هي متوتره لهذا الحد ... و ما الذي يريد أن يفعله من الاساس .... زفرت براحه حين لم تجده في المنزل ... اخذت تفرغ محتويات حقيبتها .... بينما عاليا تثرثر بكثره ..بسعاده ... تخبرها عن مادي فرحتها بوجودهم... و عن الثوب الذي سترتدي.... و ان عليهم في هذان اليومين أن يجوبا المدينه بالكأملها .... لم تكن ورد اقل حماسة منها .... تعلم نقاء قلب عاليا ..... كم تملك من حب داخلها لكنها كانت فقط لا تفهمها ... محظوظ للغاية زيد بها... لكنها رقيقه جدا بالنسبه لشخص كزيد... ان تشاجرا ذات مره ربما يأكلها
وسط سخب الساعات الأولي من حضورهم قررت لا تخبر ثائر بوصلهم .... لم يكن في المنزل سوي خالها و عاليا ... حتي لا يوجد ايٍ من الخادمات فالجميع مع هدي في ترتيبات الزفاف
تحدثت بمرح بعد انتهائها : انتهيت اخيراً ..... هيا لننزل
نظرت لها عاليا ناطقه :بدلي ثيابك اولاً ... انسيتي؟
نظرت لمنامنها المصنوعه من الفرو الدافئ لتردف: بلي .... لم أنسي انا مرتاحه هكذا و الجو بارد أيضا لا جرأءه لي أن اخلع ثيابي مره اخري
ضحكت عاليا لترد :هيا اذاً اشتقت لهم كثييييرا
سألتها ورد بمكر :لمن بالضبط ...... لا تقولي امي و ابي ...او جدتي مثلا
إجابتها ببرائه: نعم اشتقت لهم بشده .... و زيد.. اشتقت له .... و أعلم ما تحاولين قوله نعم اشتقت له بشده

نظرت لها ورد بدهشه لتضحك عاليا :لن ندور حول بعضنا .... انت تعلمين اني احب زيد منذ زمن و أعلم أيضا أنك تعلمين بمشاعره تجاهي الآن... لذا لا داعي لتصنع الغباء و هيا أيضا انا اشتقت لهم حقا
ضحكت ورد لتردف: كم احب صراحتك هذه.
لترد : لننزل اذاً
.
.
.
صوت ضحكتهم يملئ المنزل .... رائحه طعام امل الشهيه و الكلمات الغزل المبطنه من زيد و مزاح نغم و ورد ... جعلت من هذا المنزل الميت ..بيت دافئ تدب به الحياه
تحدث حسن :كيف حال فجر يا ورد
لتعبس بطفوله: بخير خالي ..... لكني حقا اشتقت إليه... لم أكن ارغب بتركه و مازال يبقي علي عودتنا يومين
ضحك حسن : ما المشكله في هذا .... ان كان زوجك لم تهتمي لشأنه بهذا القدر
و قبل أن ترد ..... رد ثائر بدلا عنها حين دخل مردفا: ولم تهتم شأن أي شخص بهذا القدر ابي..... تنسي هي الكون و لا غيب عن بالها فجر
شعرت ببروده تهاجمها حين صدح صوته في المنزل وقف لثواني ينظر لها فقط بأعين خاليه ونظرات لائمه.
اشاحت بنظرها عنه و هي تتصنع اللامبالاه
نهض زيد ليعانقه بحب واضح ليبادله ثائر العناق وسط مزاحهم ... سلم علي جاسم و نغم
لتنطق عاليا: الم ترحب بورد
قبل أن يتكلم تكلمت ورد مازحه : لم احتاج لهذا انه بيتي
ليرد يجاريها: بالطبع
تركهم و هو يتحدث بصوت عالي متجه إلي المطبخ :رائحه طعامك ارهقت قلبي يا أمل
لتضحك عمته بدلال :تعالي يا قلب أمل أوشكت علي الانتهاء ...بعد احضان و سلامات ... تركها ليذهب إليهم
جلس بجوار ورد لتنهض هي وتمسك بيد عاليا :تعالي لنساعد امي عاليا
نهضت معها ليذهبا معاً
.
.
.
.
بعد اذنك عمي جاسم هل يمكنني أن أخذ ورد معي لبعض الوقت .... لدي حديث يجب أن اخبرها به و نتجول قليلا
نظر جاسم لعينه يرغب أن يعرف منه أي شئ... أي دلالة .... عن ما ينوي فعله .... لتجيبه نظرات ثائر المطمئنه
رد مجيباً: بالطبع ثائر
تكلمت ورد بريبه: إلي أين سنذهب
رد و هو ينظر لعينها : بدلي ملابسك و ستعرفين
تحججت ناطقه :لكني متعبه من السفر يمكننا تأجيل النزهه هذه
ليرد : لم نتنزه سيرا ورد .... و لم نطيل أيضا لاني ليس لدي وقت حتي موعد الزفاف .. تعلمين
اومئت باستسلام لتتكلم موجهه حديثها لعاليا : تعالي معي
ليتحدث زيد بضيق :هل ستتوهين في المنزل... انت احتلّتيه منذ مجيئك... اذهبي بمفردك
نظرت له بغضب لتردف :انت بغيض .... ثم ليس من شأنك
ضحكت عاليا : لابأس زيد سأذهب معها ..... هيا جميلتي
"زفر و هو يتوعد لأخته....التي كلما تحركت اخذتها معها "
.
.
.
لما انتي مضطربه هكذا ما بك .... ثم ما كل هذه الثياب سترتدي الخزانه باكملها
ردت بغضب : الجو بارد في الخارج .... ثم ماذا يريد مني اخوكي ها.... لم اعُد ارتاح في وجوده .... لماذا يرغب ان يتحدث معي .... بعد ان قال لي انه يأس مني و اني األمه
ربتت عاليا علي كتفها و هي تبتسم : اهدائي.... انت لم تعرفين ثائر جيدا بعد ..... ربما كان غاضب فقط .... لا تعلمين كيف كان وقت غيوببتك ورد .... كان حزين و بششششده .... كان يجلس جوارك يتحدث معك لساعات... لم يترك المستشفي إلا يوم خروجك
أتعلمين انه لم يتحدث مع أيً منا طوال هذه الفتره و كانت امي غاضبه منه بشده و هو الآن يحاول أن يصالحها ببقائه معاها طوال الوقت حتي الزفاف .... لا أريد أن أقول شئ نيابه عنه .... لكن ثائر يحبك ورد ... اعلمي هذا .... لم يصبر علي احد مثلك .... لم يحاول مع أحد غيرك .... لم يغار إلا عليك .. حتي انا ..لم أراه يوما يظهر غيرته من أي شخص حولي ....لا تضيّعيه من يدك ورد .... انتي ارهقتيه... و أعلم أن تلك النظرة الحاده التي يرمقك بها لم تكن من فراغ و هناك سبب قوي أيضا
نظرت لها بأعين دامعه: نعم هناك سبب قوي .... لكنه قال لي أن علاقتنا مؤلمه للغاية و هو اكتفي منها
احتضنتها بحب : لا تبكي.... ربما أوشك أن ينفذ صبره لكني واثقه انه يحبك
ردت بصوت مختنق :هناك شئ اخر
:ما هو
: قلت له بطريقه غير مباشره اني توقفت عن حبه
: و لماذااااااا ورد
ارتفع صوت بكائها لترد : لا أعلم..... سئمت وقتها من كوني ضعيفه واقعه بحبه و هو يريد الزواج مني دون حب
رتبت علي ظهرها لتردف و هي تبتسم :لا عليك .... ستمرء... ثم برائيك هل هناك شخص يحاول مرات و مرات في زواج دون حب ؟؟
-لم تجيب ورد
وقفت امامها لتكمل :هيا ضعي زينتك لننزل له .... يكرهه التأخير و سيثور علينا
مسحت عينها بكفيها لتومئ لها
انتهت لتضع قبعه من الصوف الابيض فوق رأسها و ترتدي معطف جلدي اسود ... ارتدت حزائها و نزلا معا
.
.
.
تقدمت منه بأنف مرفوع لم تنطق بكلمه و لم يفعل هو أيضا
خرجوا من المنزل لتلسعها بروده الجو التي زادت رغم أنهم مازالوا نهاراً .. مدينه الضباب هي
تكلمت و هي ترتجف : لا لن استطيع .... دعنا نعود للمنزل.... الجو بارد جدا
رد بنبره جامده : سيعتاد جسدك بعد قليل
تأفأفت و هي تنظر للسماء بقلم صبر ليتركها و يذهب متجها للسياره
انتظرها حتي و صلت هي أيضا... فتحت الباب و صعدت تختبئ من البرد
أدار محرك السياره و بعد فتره اوقفها علي جانب الطريق.. مازالت هى تنفخ في يديها بقوه تحاول تدفئتهم نظر لها ليهيم بشكلها و هي ترتجف.... انفها و شفتيها شديدي الحمار....عينيها النبيه المتلئلئه و شعرها شديد السواد كأنه يضئ من تحت تلك القبعه البيضاء
نظرت له بعدم فهم من وقوف السياره لتعود نظره الجمود إلي عينه
:لما توقفت
ليداهمها بغضب : لما لم تخبريني بوصولك كما طلبت منك ... ولا تقولي انك نسيتي لأني لن اصدقك... انت تجاهلتيني... لماذا فعلتي؟
ربما هي خائفه الآن لكن ردت بجمود : لاني حره فيما افعل
: لا لستي حره .... حين اطلب منك شئ و تردي ب حسناً هذا يعني انك ستفعلين لا أن تغيير كلامك كالأطفال
نظرت له بغضب : لا تقول عني طفله .... ثم ماذا تريد اصلا ..... الم تتركني سابقا، أدارت وجهك عني و ذهبت
ليرد بنفس الجمود : من قال أنني اطلب السماح أو أن ارجع في كلامي
المها قلبها بشششششده..... لن تبكي.... لن تبكي ... لن تبكي ردت :حسنا ماذا تريد مني
أدار المحرك مره اخري و هو يحاول تجاهل هذا الألم اللعين الذي وخز صدره إثر نظرتها له ليرد :ستعلمين الآن
.
.
بعد ما يقرب النصف ساعه وصلوا إلي مكان خاوي لم يكون به أحد، نظرت له بعدم فهم :لما نحن هنا
: انزلي و ستعرفين
صرخت بوجهه لم تقوي علي طريقته الجافه أكثر:لن انزل اخبرني لما نحن هنا ... ولا تثير غضبي ببرودك هذا
تكلم بحده :انزلي ورد لم اختطفك انا
أجابت بعناد : لن انزل
رد بحسم :انزلي ورد .... و حين ننتهي تولي أمر نفسك.... لكن طالما انت معي هذا يعني أن تنفذ كلامي و كلامي فقط .... انزلي
امتلئت عيناها بالدموع لترد: لا أريد ثائر .....خائفه
لعن مرات ليرد بهدوء عكس ما يشعر :لن يحدث لك شئ .... لن يؤذيك شئ مهما حدث ... هيا

فَجْر (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن