الجزء الرابع والعشرون ( امومه )

257 16 4
                                    

الامومه هي العاطفه الاعمق لدي المرأه لكل منها مهما عليت مكانتها ومهما اكتسبت الخبرات رغبه في الشعور بها فهي فطره ولدنا بها مهما تمنعنا عنها فهي غريزه داخلنا فماذا لو حرمتي منها وانتي تتشوقين اليها ؟!
**********************************************
يقف رامز هو وجميله في استقبال احدي العيادات النسائيه منتظرين دورهم للدخول للطبيبه يحتضن جميله تحت ذراعيه وهي تبتسم اليه بسعاده وكانها ستدخل للطبيبه لتستمع خبر حملها الاول
رامز : فرحانه ادينا جينا للدكتوره اهو علي الله تطمنك بقي وتحلي عن دماغي
جميله : يعني انت كمان مش فرحان عشان هعرف انا هبقي امتي ماما
رامز : وهي الدكتوره الي هتقولك هتبقي امتي ماما دي حاجه لو مجاش وقتها عند ربنا عمرها ما هتيجي يا حبيبتي
جميله : ان شاء الله هتيجي ان شاء الله
ليستمعوا لصوت الممرضه تنادي علي اسمها
الممرضه : مدام جميله عبد السلام اتفضلي
جميله : حاضر يلا يا رامز هندخل
رامز : يلا يا حبيبتي
ليدخلوا سويا عند الطبيبه ليجدوها امرأه في الخمسين من عمرها وقوره ترتدي معطف طبي ابيض اللون وتجلس خلف مكتب خشبي ناصع البياض لتبتسم لهم
الطبيبه : اهلا وسهلا اتفضلوا خير يا مدام بتشتكي من ايه
جميله : لا انا مش بشتكي من حاجه انا بس عايزه اطمن انا ليه محملتش لحد دلوقتي
الطبيبه : تمام بقالكوا كام سنه متجوزين
جميله وهي تنظر لرامز ثم الي الطبيبه : بقالنا خمس شهور
لتبتسم الطبيبه ابتسامه واسعه : بقالك خمس شهور وجايه تطمني علي العموم هطمنك بس دي مش مده كبيره يعني
رامز : قوليلها بالله عليكي يا دكتوره
الطبيبه : منا بقول اهو مش مده عشان تيجي تطمني يعني في ناس بتقعد بالسنين بس مش مشكله خلينا نطمن عليكي اتفضلي علي السرير في الاوضه دي فيها ممرضه هتساعدك تجهزي
لتتوجه جميله الي الغرفه لتستعد للكشف وتتبعها الطبيبه لتقوم بالكشف عليها وبعد مده من الزمن تخرج الطبيبه لتتبعها جميله بعد فتره قصيره
جميله : خير يا دكتوره حضرتك مقولتيش حاجه في الكشف خالص
الطبيبه : انتي بتاعني من اي مشكله في البريود يا مدام جميله من وانتي بنت
جميله : يعني اوقات كانت بتغيب شويه واوقات كانت بتيجي شهر وشهر لا واوقات كانت تقعد فتره طويله واقات فتره قصيره بس ده كله ظبط في الخمس شهور الاخيره بقت بتيجي عادي في معادها
الطبيبه : طيب يا مدام جميله طبعا مش هنحتاج اشعه خارجيه لان السونار الي عندي بين كل حاجه حضرتك عندك تكيسات علي المبايض محتاجه شويه علاج وطبعا جسم حضرتك ممتاز مش محتاجه تخسي او اي حاجه العلاج هيجيب نتيجه سريعه باذن الله محتاجه منك انتي وزوجك شويه تحاليل وبعدها هنبدأ مرحله العلاج وهتبقي زي الفل
جميله بتيهه : يعني ايه يعني انا مش هبقي ام
الطبيبه : لا حول ولا قوه الا بالله ليه بتقولي كده انا مقولتش كده خالص انا بقول في مشكله بسيطه جدا عندك هتتعالج وساعتها مش هيبقي في اي مانع للحمل
جميله وقد بدأت الدموع تجتمع في عينيها : طيب ولو متعالجتش مش هبقي ام
الطبيبه : يا بنتي المشكله الي عندك مش خطيره تتعالج وبسهوله جدا وان شاء الله هتبقي ام وتجيبي دسته كمان
رامز : احنا اسفين جدا يا دكتوره هي بس حساسه زياده عن اللزوم شوفي حضرتك ايه الي مطلوب مننا واحنا هنعمله
الطبيبه : هحتاج من حضرتك شويه تحاليل ومنها هي كمان شويه تحاليل ولما تظهر النتيجه اشوفكوا تاني عشان نحدد طريقه العلاج وباذن الله خير
رامز وهو يقوم من مكانه مساعدا جميله في القيام : شكرا ليكي جدا يا دكتوره واسفين علي ازعاجك مره تانيه
الطبيبه : دي التحاليل المطلوبه ومفيش اي ازعاج ده شغلي وخدي بالك ان العامل النفسي مهم جدا في العلاج
رامز : شكرا يا دكتوره يلا يا حبيبتي
لتذهب معه جميله والدموع تملأ عيناها لتجد رامز يحاوطها بيديه مقبلا اعلي رأسها وهو يمسد علي شعرها بحنو بالغ
رامز : والله يا حبيبتي هتبقي زي الفل وهتيجيبيلي بدل العيل عشره وحتي لو مجبتيش انا مش عايز غيرك انتي وبس
جميله : بس انا عايزه ابقي ام يا رامز نفسي ابقي ام
رامز : هتبقي يا حبيبتي هتبقي باذن الله
لياخذها ويخرجوا سويا من العياده ليجلسها داخل السياره ويركب بجوارها لينطلقوا سوياً الي منزلهم
*************************************************
داخل منزل بتول ينام نائل علي سريره بعد ان خرج من المشفي صباحاً بعد ان مر علي افاقته اربع ايام وصمم بعدها الخروج من المشفي لتقيم امه حظراً عليه بان لا يقوم من علي سريره الا للدخول للحمام فقط ينام سارحاً ينظر لسقف غرفته يسترجع احداث ما حدث اخر مره رأي بها مليكه التي احتلت كيانه وعقله وقلبه يحدث نفسه متي احبها وتعلق بها بهذا الشكل وكيف يشتاق اليها كل هذا الاشتياق فهو لم يراها منذ ذلك اليوم الذي طلب منها الجلوس معه وعندما سأل عليها اخته روبين قالت له انها لا تأتي للعمل ولا ترد علي هاتفها وعندما ذهبت الي منزلها لم تجدها به فزاد قلقه عليها ليتسعيد ما حدث في ذلك اليوم لعله اخطأ بشيء جعلها تهرب منه
نائل : هو انتي امتي كنتي قريبه اوي كده ... ريحتك مش اول مره اشمها .... انتي كنتي فين من زمان
مليكه وهي لا تستوعب ما يقال وما زالت علي وضعها هائمه بعينيه قريبه منه ومن انفاسه لتقول بصوت منخفض : بتقول ايه .. تقصد ايه مش فاهمه
نائل وهو يضع يديه علي خديها : بقول كنتي فين من زمان
مليكه : كنت جنبك في كل حته انت الي مكنتش واخد بالك
نائل : كنت اعمي عشان مشفتكيش ابقي اعمي يا مليكه
مليكه : قصدك ايه يا نائل براحه عليا بالله عليك انا مش حمل الي بيحصل ده كله
نائل مقترباً منها اكثر لتتلاحم انفاسهم سويا : انا معرفش امتي حبيتك او معرفش انا بحبك ولا لأ بس الي متأكد منه ان قلبي حاسس بيكي وبوجودك ومش عايزك تبعدي ابداً
مليكه وقد غابت عن العالم حولها من قربه : هااااا انااا انااااا مش هبعد
ما ان شعر بانفاسها تلفح صفحه وجهه حتي تخدر كليا ليجد نفسه يقترب منها كالمغيب لاارادياً ليجدها ترمش بعينيها بسرعه ليقبل عينيها ببطيء شديد اغمضت عينيها تستقبل قبلاته الثملة على وجهها ...
اخذ يقبل وجنتيها ... عينيها ... انفها ... واخيرا ثغرها ...
هطلت دموعها لا اراديا وهي تحاول الاستجابة لقبلاته التي يوزعها على كامل وجهها ...
شعر بطعم دموعها فرفع بصره ناحيتها ليجدها تنظر اليه نظرات هائمه غير مصدقه وغير مستوعبه كالتائهه ولكنها هائمه لتفيق من غفلتها لتبتعد عنه هاربه دون ان تنطق حرفاً واحداً ودموعها تغرق وجنتيها
ليفيق نائل من شروده محدثاً نفسه : يا ترا اضايقت من كلامي ولا انا اتسرعت ولا ايه وليه مجتش تزورني بعد كده وليه مشفتهاش وليه بتهرب مني ليقطع شروده فتح باب غرفته لتدخل منه روبين حامله صينيه عليها طعام الغداء الخاص به
روبين : شوف بقي ماما جيباني من شغلي بدري وعيزاني انزل معاها نخلص شويه مشاوير وفي نفس الوقت مش عايزه تنزل من غير ما سيادتك تخلص كل الاكل ده اتفضل يلا كل الاكل ده كله
نائل : حاضر هاكل بس اقعدي عايز اتكلم معاكي شويه
روبين : والله يا نائل ما بتيجي الشغل والمره الوحيده الي ردت علي الفون قالتلي اطمني عليا انا هسافر شرم يومين وراجعه ومن ساعتها فونها مقفول ولما روحتلها قالولي مرجعتش لسه حتي مالك اخوها ميعرفش مالها
نائل لنفسه ولكنه تكلم بصوت مسموع : انا السبب اكيد اتخضت مني
روبين : اتخضت ازاي يعني انت عملتلها ايه بالظبط
نائل : بصي يا روبين الصراحه انا مشدود ليها لا انا بحبها بقي ده مش مجرد اعجاب وقولتلها كده وتقريبا هي اتصدمت بس انا كنت ساعتها حاسس انها بتبادلني نفس الشعور تقريباً كنت غلطان
روبين : غلطان ايه وبتاع ايه بس دي بتحبك من واحنا عيال
نائل بدهشه : مين دي الي بتحبني من وانتوا عيال
روبين : انااااا قصدي يعني انووو انااااا
نائل : انتي هتهتهي يا روبين انطقي مليكه بتحبني بجد ومن زمان انتي ازاي متعرفنيش حاجه زي دي
روبين : اعرفك ازاي يعني وانت كنت بتحب وخاطب ارخص صحبتي قدامك ليه
ليسكت نائل مؤنباً نفسه علي انفعاله علي اخته فهي علي حق فهو كان غائباً في غيابات حبه لمريام لا يعي شيئاً حوله ولا يشعر باحد فكيف له ان يحاسبها وهو حتي لم يكن يراها من الاساس ليصمت ويشرد مره اخري لتتركه روبين وتخرج من الغرفه وقبل ان تغلق الباب
روبين : الاكل يا نائل خلص الاكل كله وان شاء الله كله خير متقلقش
ليهز رأسه لها بالموافقه دون ان ينطق بحرف آخر لتغلق الباب خلفها ذاهبه
*********************************************
داخل مكتب مالك بالشركع يجلس خلف مكتبه يطالع عده اوراق ليجد هاتفه يرن لينظر اليه ليجدها بتول ليبتسم ليقوم بالرد عليها
مالك : حبيبتي ازيك
بتول : احمممم ازيك انت فينك من الصبح
مالك : هو انا كل ما اقولك حبيبتي تتنحنحي علي العموم يا ستي انا في الشغل عندي شغل كتير جدا و طلبيات كتير عايزه تتمضي هخلصها واعدي عليكي لو لسه في الصيدليه
بتول : انا في الصيدليه بس ماما وروبين هيعدوا عليا كمان شويه نخلص مشاوير كتير فاضل حاجه بسيطه علي فرحها معلش بقي
مالك : لا يا حبيبتي ولا يهمك خلاص يوم تاني
لتشرد بتول في فرح اختها ولما لم يطلب مالك منها ابداً الزواج حتي لم يرد عليها قائلا عقبال فرحنا او شيء من هذا القبيل
مالك : بتول روحتي فين
بتول : هااا لا ولا حاجه معاك
ليسمع مالك دقاً علي باب مكتبه ليستاذن بتول ويسمح للطارق بالدخول ليجده سكرتيره يعلمه بتواجد شخصاًً يدعي سعيد يريد مقابلته
مالك : سعيد مين ده مقالش عايز ايه
السكرتير : بيقول صديق والدك اخليه يدخل
مالك : اونكل سعيد ده جه امتي ده خليه يدخل فوراً
السكرتير : حاضر يا فندم
ليذهب حمدي ليسمح له بالدخول ليستاذن مالك من بتول ويغلق معها الهاتف مستعجباً من تواجد سعيد صديق والده فهو يعلم بعمله بالمانيا وانه فير متواجد بمصر فما الذي اتي به اليوم بدون معرفه احد
مالك : اونكل سعيد اهلا وسهلا ازي حضرتك نورت
سعيد : اهلا بيك يا مالك طبعا انا مش هسلم مع انك واحشني ونفسي احضنك
مالك بتوتر : انا اصلي انا
سعيد : انا فاهم انا فاهم متقلقش مش هزعل منك اخبارك ايه
مالك : انا كويس تمام يا رب تكون حضرتك بخير مصر نورت جيت امتي
سعيد : وصلت النهارده الصبح
مالك : مقولتش ليه عشان حد يجي يستقبلك بابا مش في مصر اصلا علي حد علمي
سعيد : انا جاي معاه هو كان عندي في المانيا
مالك بشك : عندك في المانيا ازاي انا علي حد علمي انه كان في امريكا
سعيد : ما هو ده الي انا جايلك عشانه النهارده
مالك : خير في ايه قلقتني
سعيد : ابوك يا مالك ابوك بقاله سنين مريض وبيتعالج ابوك مش وحش زي ما انتوا تعرفوا ابوك عنده كانسر وبتعالج منه بقاله سنين بس خلاص معدتش في امل في شفاه ابوك بيموت
مالك بصدمه : انت انت بتقول ايه ايه التخريف ده ابويا انا تعبان وبيموت ازاي ده وازاي انا معرفش وليه مقالناش حاجه زي دي وانا انا الي كنت ظالمه انت متاكد من كلامك ده انت متاكد
**********************************************
والي هنا ينتهي هذا الفصل انتظروني قريبا في فصل جديد
انا نزلت الفصل ده عشان الي طلبوه مني وبيقولوا انتي بتاخر في الكتابه كده فصلين في يوم واحد يا رب يعجبكوا والمتفرجين في صمت دول يعملوا اي منكش كده 😭😭😭😭

ويبقي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن