احياناً لا بل كثيراً ..اطيل النظر اليك واتسائل ..
من هذه؟ كيف اصبح الغريب قريباً الي هذا الحد..
فأتأمل ملامحك بطيبتها وعفويتها واتعجب كيف اصبحت تلك الملامح معشوقتي هكذا،،،
وهذا الجسد.. الذي لا اجد السكينه الا في احتوائه ليّ..
كيف حدث ذلك؟!!!كيف تشاركنا الحياه وكيف وجدت ارواحنا الاُنس هكذا في قربها..
ومع اول رعشة ونبضة استشعرتها داخلي ..لتُنبأ العالم كله عن مجئ قلب جديد ..وجدت فيها اجابات لكل كيف سألتها ..
وهي.
اني انا وانت هنا ..روح واحده ونفس واحد
*************************************************
يحملها لا يعلم كيف ولا متي وصل بها داخل رواق هذه المشفي يجري متخبطاً تمتليء اعينه بالدموع لا يعلم كيف اتي بها الي هنا يصرخ بأعلي صوته لعل احداً يساعده في انقاذها ليراهم اشباح متوجهين نحوه يرتدون هذه الاوشحه البيضاء ليأخدوها من علي ذراعيه وكأنهم يسحبون منه روحه ليهرعوا بها علي هذا النقال داخل هذه الغرفه اللعينه مغلقين في وجهه بابها ليجلس محله ارضاً مستنداً علي هذا الحائط اللعين يتذكر منظرها سابحه في دمائها ساقطه علي هذا الدرج الرخامي اللعين وتحت رأسها بركه من الدماء حين اقترب منها ليتفقد نبضها الذي وجده يكاد يكون منعدم من بطئه الشديد لا يعلم كيف حملها وكيف اقترب منها في الاصل ولما شعر وكأنه يساق اليها كالمغيب تناسي رهبته وتناسي خوفه وهلعه من منظر الدماء لم يري امامه سواها ولم يري سوي انه سيفقد من اعادت له حياته بعد انا كاد يفقدها شرارات من الماضي تتجمع امام اعينه طفل في السابعه من عمره يشبهه كثيراً بلي انه هو ورجل يخفي قدمه داخل شاش طبي يملئه المعقمات وفجاءة دماء غزيره واصوات تصرخ
لا يا مالك ابعد بلاش كده يا حبيبي انا مش بضحك عليه ولا مخبيها انا قطعوا رجلي لا يا حبيبي بلاش ابعد يا ماااالك لا يا مااااالك لاااا
مالك مالك فين بتول وايه الدم ده انت كويس فوق يا مالك فهمني ايه الي حصل
ليفيق من شروده علي هذه اليد الموضوعه علي كتفه وصوت ناعم ينادي عليه بلهفه وخوف استنبطهم من اهتزاز صوتها لينظر نحو هذا الصوت ليجدها مليكه اخته
مليكه : رد عليا طمني يا مالك انت كويس وبتول جرلها ايه مالك انت كويس
لينظر اليها نظرات تائهه غير مستوعب لكل ما حدث لينظر ليديه المغطاه بالدماء وملابسه الملطخه ثم يعاود النظر اليها مره اخري وشرارات الماضي تضيء داخل مخيلته ليشعر ولاول مره منذ ما حدث بالهلع والرعب يدب اوصاله لتراه مليكه في حالته هذه فهي اكتر ما تعلم بحاله وما سيمر به الان لتصرخ طالبه للمساعده وما ان همت بالصراخ حتي وجدت رأسه تميل عليها فاقداً لوعيه كما تنبأت
نائل : بتقولي ايه بتول مالها يا مليكه ايه الي حصل
مليكه : انا معرفش حاجه يا نائل كل الي حصل ان لقيت مالك بيتصل عليا وفي حاله صعبه بيصرخ وبيعيط وكل الي طالع عليه بتول هتروح مني بتول هتروح مني
نائل : بتول هتروح منه ازاي يعني هو في ايه بينهم بالظبط
مليكه : هو ده وقته يا نائل عرفهم عندك في البيت وهاتهم وتعالا احنا في مستشفي السلام الدولي
لتغلق معه لتذهب لتري اخيها الذي تم احتجازه في غرفه هو الاخر بجانب غرفتها لبتول لتجد الطبيب يخرج من غرفه بتول لتتوجهه ناحيته
مليكه : حالتها ايه دلوقتي يا دكتور من فضلك طمني عليها
الطبيب : هي كويسه هي كانت في اغماء بسبب الخبطه الشديده ادت لارتجاج بسيط في المخ احنا عملنا اشعه مقطعيه واتاكدنا ان مفيش نزيف داخلي ولا اي توابع للارتجاج ده هي تحت تاثير الادويه نايمه وكلها كان ساعه وتفوق والحمد لله كل مؤشراتها الحيويه زي الفل الف سلامه عليها
مليكه : الحمد لله تسلم يا دكتور
الطبيب : العفو ده شغلي
لتتركه لتدلف لغرفه اخيها لتجده مستكين مكانه مثلما تركه قبل دقائق بعذ تعرضه لنوبه هلع وزعر بعد رؤيته للدماء الملطخه ليديه وملابسه لتجده يتململ في فراشه يفتح عينيه بصعوبه
مليكه : مالك يا حبيبي انت كويس
مالك : انا فين ايه الي حصل فين بتول بتول كويسه صح قولي انها كويسه
مليكه : كويسه يا حبيبي اهدي بقت زي الفل ومفيهاش اي حاجه اهدي انت
مالك : انا عايز اشوفها هي فين انتي مش مخبيه عني حاجه صح يا مليكه هي كويسه
مليكه : كويسه والله يا حبيبي كويسه اهدي انت بس هي دلوقتي نايمه والدكتور طمني عليها كل حاجه كويسه
ليتنهد براحه لينظر اليها مستغرباً وضعه : انا ايه الي جابني ايه وايه الي انا لابسه ده
مليكه : جالك نوبه هلع يا مالك لما فوقت وشفت الدم انا مش عارفه انت ازاي شيلتها وجبتها لحد هنا
مالك : انا مش فاكر حاجه ولا عارف ازاي قدرت اوصل بيها لهنا كل الي حسيت بيه اني لو ملحقتهاش هتضيع مني وانا مقدرش اعيش من غيرها يا مليكه مقدرش
مليكه : اهدي يا مالك هي بقت كويسه خلاص هكلم رامز يجي ويجبلك معاه هدوم بدل الي اتبهدلت دي انت مش هتقدر تطلع بلبس المستشفي اكيد
ليهز رأسه علامه علي موافقته ليشرد مره اخري في من خطفت قلبه وسلبت عقله وزعزعت كيانه كله
